جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء، هجومه على السفير البريطاني في واشنطن، واصفاً إياه بالـ "غبي جداً"، وعلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إذ اعتبر أنّ المفاوضات بشأن بريكست "كارثة".
وتوتّرت العلاقات الأميركية - البريطانية منذ نشر مذكرات دبلوماسية مسربة الأحد، انتقد فيها السفير كيم داروش إدارة ترمب بشدّة. إلا أن رئيسة الحكومة البريطانية سارعت إلى التعبير عن دعمها للسفير، حتى بعد إعلان الرئيس الأميركي الاثنين أن واشنطن "لن تجري بعد الآن" اتصالات معه.
سفير "أحمق ومغرور"
وكتب ترم مجموعة تغريدات على تويتر صباح الثلاثاء، اعتبر فيها أن "السفير الغريب الأطوار الذي أرسلته بريطانيا إلى الولايات المتحدة ليس شخصاً يثير إعجابنا، إنه شخص غبي جداً". وعلى الرغم من قوله إنه لا يعرف داروش، ذكر ترمب إنه سمع أن السفير البريطاني "أحمق ومغرور"، مضيفاً "قولوا له إن الولايات المتحدة لديها حالياً أفضل اقتصاد وأفضل جيش في العالم بفارق كبير، وإنهما يصبحان أعظم وأفضل وأقوى".
...handled. I told @theresa_may how to do that deal, but she went her own foolish way-was unable to get it done. A disaster! I don’t know the Ambassador but have been told he is a pompous fool. Tell him the USA now has the best Economy & Military anywhere in the World, by far...
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 9, 2019
وتطرّق الرئيس الأميركي أيضاً إلى مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً "قلت لتيريزا ماي كيف بإمكانها إبرام مثل هذا الاتفاق، لكنها قامت بذلك على طريقتها السخيفة- وهي غير قادرة على تحقيق ذلك. إنها كارثة!".
وكانت حكومة ماي أكّدت، مساء الإثنين 8 يوليو (تموز) الحالي، "دعمها الكامل" لسفيرها في واشنطن، على إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّه لن يتعامل معه بعد الآن.
وقال متحدّث باسم الحكومة "السير داروش لا يزال يحظى بدعم رئيسة الوزراء الكامل"، وذلك في أعقاب تسريب مذكرات دبلوماسية أرسلها السفير الى لندن وتضمّنت تشكيكاً بكفاءة ترمب وقدرته على الحكم.
فتح تحقيق
وأعلنت لندن فتح تحقيق بشأن التسريبات التي نُسبت إلى السفير البريطاني في واشنطن، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "سيُفتح تحقيق رسمي في شأن التسريبات"، من دون أن يُشكك في صحة المذكرات الدبلوماسية.
وتسبّب نشر مضمون هذه المذكرات السرية التي كتبها داروش بعاصفة سياسية في لندن بعد أنّ نشرتها صحيفة "ذا ميل أون صنداي" البريطانية الأحد، ونُقل عن داروش في المذكرات المرسلة إلى بريطانيا والتي اطّلعت عليها الصحيفة قوله إنّ رئاسة ترامب قد "تتحطّم وتحترق" و"تنتهي بوَصمة عار".
"غير مستقر وغير كفوء"
وجاء في إحدى هذه المذكرات "لا نعتقد حقّاً أنّ هذه الإدارة ستُصبح أكثر طبيعيةً، وأقلّ اختلالاً، وأقلّ مزاجيّة، وأقلّ تشظّياً، وأقلّ طيشاً من الناحية الدبلوماسية"، وقالت الصحيفة إنّ التعليقات الأكثر حدّةً التي أطلقها داروش هي تلك التي وصف فيها ترمب بأنّه "غير مستقر" و"غير كفوء".
وكانت ماي ندّدت بهذه التسريبات "غير المقبولة على الإطلاق" معربةً في الوقت نفسه عن "ثقتها التامّة" بسفيرها في واشنطن.
"كم هو مؤسف هذا التسريب"
وفي تصريحه مساء الإثنين قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية "لقد أوضحنا للولايات المتحدة كم هو مؤسف هذا التسريب"، وأضاف "المقتطفات الانتقائية التي جرى تسريبها لا تعبّر عن العلاقة الوثيقة (التي تربط البلدين) والاحترام الذي نكنّه لها".
غير أنّ المتحدّث البريطاني شدّد على أنّه "في الوقت نفسه أكدنا أيضاً على أهمية أن يتمكّن السفراء من تقديم تقييمات نزيهة وغير متحيّزة بشأن الحياة السياسية في البلدان التي يقيمون فيها"، وأضاف "المملكة المتّحدة لها علاقة خاصة ودائمة مع الولايات المتحدة، تستند إلى تاريخنا الطويل والتزامنا القيم المشتركة، وستظل الحال كذلك".
"يا لها من فوضى"
في المقابل، هاجم الرئيس الأميركي، مساء الاثنين، رئيسة الوزراء البريطانية وسفيرها لدى واشنطن، ورد ترمب على تويتر بانتقاده أسلوب معالجة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي قائلاً إنها تجاهلت نصيحته، وقال ترمب "يا لها من فوضى أثارتها هي وممثلوها، لا أعرف هذا السفير ولكنه ليس محبوباً ولا يحظى بسمعة طيبة في الولايات المتحدة".
وأضاف "الأنباء الطيبة للمملكة المتحدة الرائعة هي أنه سيكون لديها رئيس وزراء جديد قريباً، وعلى الرغم من أنني استمتعت تماماً بزيارة الدولة الرائعة التي قمت بها الشهر الماضي فقد كانت الملكة هي أكثر من أعجبت به".
"لن تكون موجودة"
وقال رئيس حزب بريكست البريطاني نايجل فيراج، الذي يعد شوكة في خاصرة الحكومات البريطانية منذ وقت طويل، إن شخصيات مثل داروش "لن تكون موجودة" إذا اختار أعضاء حزب المحافظين وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وهو أحد مرشحين يسعيان لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الوزراء، لكن فيراج استبعد أن يصبح سفير بريطانيا المقبل لدى واشنطن على الرغم من قربه من ترمب.
والجدير ذكره أن هذه التسريبات تهدد بتعقيد جهود لندن لإبرام اتفاقية تجارة جديدة مع واشنطن قد تساعد في تخفيف الضرر المتوقع من انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.