يتسبب الارتفاع على نحو متفاوت لدرجة حرارة الأرض بحدوث تغيرات غير متوقعة على أنماط الطقس تشمل مساحات شاسعة من الكوكب، إذ يشير بحث جديد إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيط المتجمد الشمالي يمكن أن يؤدي إلى تساقط ثلوج بكميات أكبر في الجنوب منه.
وترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع بأربع مرات من بقية مناطق العالم، إذ يتسبب ذلك في إذابة كميات أكبر من الجليد البحري العاكس كل عام، مما يكشف عن مزيد من المياه العميقة التي تمتص للحرارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
#section-enhDyn8sve .Theme-Layer-Gallery-Item-Title { text-align:center; } #section-enhDyn8sve .Theme-Layer-Gallery-Item:hover { box-shadow: inset 0 0 100px 100px rgb(255 255 255 / 19%); }
ويشير نموذج مناخي جديد [محاكاة للمناخ وتوقعات وجهاته] إلى أن ارتفاع مستويات المياه المتبخرة من المحيط المتجمد الشمالي يمكن أن يؤدي إلى زيادة تساقط الثلوج في شمال أوروبا وآسيا في أواخر الخريف وأوائل الشتاء.
وفقاً لفريق البحث من جامعة هوكايدو في اليابان، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الذي يزيد من قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالمياه، يسمح بنقل مزيد من الرطوبة من القطب الشمالي باتجاه الجنوب، مما يزيد من كمية واحتمال هطول الأمطار وتساقط الثلوج.
وأوضح الفريق أن الفهم السليم لمصدر تكون الرطوبة في الغلاف الجوي وفهم آلية تحركها وانتقالها إلى الجنوب أمر ضروري لإجراء تنبؤات أفضل للظواهر المناخية الشديدة ومعرفة كيف سيستمر المناخ في التغير في المستقبل.
ولإجراء البحث، وظف العلماء تقنية نمذجة حاسوبية موجودة تسمح لهم بتتبع الأماكن التي تتشكل فيها أجزاء افتراضية من رطوبة الغلاف الجوي، وكيف يتم تحريكها، وأين تترسب [تتساقط] بسبب الظروف المناخية المحلية.
ومع ذلك، فقد أثبتت هذه التقنية أنه لا يمكن الوثوق بها لتغطية مسافات كبيرة ولم تتمكن من تقديم شرح واف لأسباب تساقط الثلوج في شمال أوراسيا، على حد قول الفريق.
لذلك أجروا "إعادة تحليل مضنية" لبيانات الطقس التاريخية في جميع أنحاء العالم على مدار 55 عاماً ماضية. وقالوا إن هذه المعلومات سمحت لهم بمعايرة نموذجهم لتغطية مسافات أكبر بكثير مما كان ممكناً حتى الآن.
النتائج أظهرت أن تبخر المياه من المحيط المتجمد الشمالي قد زاد على مدى العقود الأربعة الماضية، مع حدوث أكبر التغيرات في بحري بارنتس وكارا شمال غربي سيبيريا، وكذلك فوق بحري تشوكتشي وشرق سيبيريا في شمال شرقي سيبيريا، خلال الفترة بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) من كل عام.
وفي هذا الوقت من العام، لا يزال المحيط المتجمد الشمالي دافئاً ولا تزال المنطقة غير المغطاة بالجليد شاسعة.
وأشار واضعو الدراسة إلى أن: "الأهم من ذلك، أن هذا التطور يتزامن مع المنطقة التي كان شهدت التراجع الأكبر للجليد البحري خلال الإطار الزمني للدراسة".
وذكر تومونوري ساتو، عالم البيئة في جامعة هوكايدو، الذي قاد الدراسة، لـ "اندبندنت": "دراستنا أثبتت للمرة الأولى أن هذا التأثير قد حدث في الواقع على مدى العقود الماضية".
وأضاف ساتو أن تباين كميات الثلوج في نصف الكرة الشمالي "يتحدد بمجموعة من العمليات المتعددة. كما أن مساهمة ارتفاع درجة حرارة المحيط المتجمد الشمالي، التي درسناها، هي أحد العوامل، لكن التأثيرات الأخرى مثل دوران الغلاف الجوي وتيارات المحيطات في المحيط الأطلسي تؤدي أيضاً دوراً مهماً في تساقط الثلوج في البلدان الأوروبية. يعتقد أن منطقة سيبيريا كما اقترحت دراستنا تحت تأثير أقوى للمحيط المتجمد الشمالي".
ولدى سؤاله عن احتمال ازدياد هذا التأثير قوة مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قال الدكتور ساتو: "قد نشهد فصول شتاء دافئة وباردة في العقود الحالية حتى تصبح آثار الاحترار أكثر فاعلية. من الممكن أن يحدث مزيد من تساقط الثلوج وبكميات كثيفة في بعض المناطق في أوروبا".
لكنه أضاف: "على المدى الطويل، وخلال وقت لاحق من هذا القرن، سينخفض [مستوى هطول] الثلج ومن المتوقع أن يصبح موسم الثلج أقصر من حيث المدة مع استمرار الاحترار".
نشر البحث في "مجلة المناخ وعلوم الغلاف الجوي" npj Climate and Atmospheric Science.
© The Independent