Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تدرس الأثر البيئي لمنجم فحم ستطوره بريطانيا

يقع في مقاطعة كامبريا ومحتوياته الضخمة مطلوبة لصناعة الصلب

منجم الفحم المزمع تطويره في مقاطعة كامبريا (ويست كامبريا مايننغ)

أكد المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، أنه سيراقب من قُرب خطط المملكة المتحدة الرامية إلى تطوير منجم فحم جديد في مقاطعة كامبريا شمال غربي إنجلترا.

ويقع المنجم تحت الأرض بالقرب من بلدة "وايت هيفن" الساحلية. ويتوقع أن يستخرج منه حوالى مليونين و800 ألف طن من الفحم الحجري سنوياً لاستخدامها في صناعة الصلب، بأكثر من استخدام تلك الكميات في توليد الطاقة الكهربائية. وكذلك يرى متحمسون للمشروع إنه سيؤمن قرابة 500 فرصة عمل في المنطقة.

في المقابل، يحذر معارضوه من أنه سيتسبب بمزيدٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشيرين إلى أن المضي في تنفيذ المخطط يُعد نفاقاً، إذ إنه يأتي في وقت تعمل فيه المملكة المتحدة بجهد على إظهار قيادتها المناخية وحض العالم على التخلي عن الفحم الحجري.

في مسار متصل، لم ينتقد كيري المبعوث الخاص بالرئيس جو بايدن في شأن المناخ، قرار الحكومة البريطانية، لكنه صرح إلى صحيفة "غارديان" بإنه سيسعى إلى جمع معلوماتٍ أوفى عن ذلك المنجم الفحمي. ووفق كيري، "أطلب من فريق عملي أن يقدموا لي معلوماتٍ أفضل عما ستكون عليه بالتحديد آثار الانبعاثات الملوثة التي ستنجم عن ذلك المشروع".

 وكذلك ذكر كيري بأن "الفحم على وجه التحديد، ليس الاتجاه الذي يحاول فيه العالم أو يتعين عليه التحرك في اتجاهه. ويتمثل ما أريد معرفته بالمستوى لتخفيض الانبعاثات الملوثة الناجمة عن التعدين هنا [في المنجم]، ومقارنة هذه العملية بالذات مع ما يحدث في سياق إنتاج الصلب".

تجدر الإشارة إلى أن خبراء الأعمال والهندسة يرسمون شكوكاً حول الاستثمار في "تكنولوجيا خمسينيات القرن التاسع عشر" المتمثلة باستخدام الفحم في تصنيع الصلب، مع تطلع القيمين على القطاع إلى التحول إلى أساليب إنتاجٍ أنظف وأكثر حمايةً للبيئة.

وفي المقابل، نبه الخبراء أنفسهم إلى أن المخطط بعث بإشارةٍ خاطئة إلى القطاع في شأن التزامات المملكة المتحدة خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى صافي الصفر مع حلول عام 2050.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الإطار، أقر وزير الإسكان والمجتمعات المحلية وتحسين أوضاع المناطق مايكل غوف، بأن مخطط الحكومة قد يكون عرضةً لطعنٍ قانوني. في المقابل، أصر غوف على تأكيد أن مشروع المنجم سيحقق صافي الصفر في الانبعاثات [بمعنى أن تتساوى الانبعاثات الناجمة عنه مع ما تخفضه من انبعاثات في صناعة الصلب]، مدعياً أنه "سيدعم إلى حد ما تعهد بريطانيا الانتقال إلى صافي الصفر".

في ذلك الأمر نفسه، شدد كيري أيضاً على أن الولايات المتحدة تعمل على إقفال محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري، لافتاً إلى أنه يمكن أن ينضم إلى منتقدي المخطط البريطاني إذا شعر أن ذلك المنجم يبعث برسالة خاطئة في ما يتعلق بتغير المناخ.

ووفق كلماته، "الأمر يتوقف تماماً على نتيجة التحليل الإحصائي الذي أريد أن أراه. وأنا أضمن لكم أننا سنحلل البيانات، ونشارككم وجهة النظر هذه. وإذا ما لاحظنا وجود شيء ما، فسنتحدث عنه".

وأقر كيري أيضاً في المقابلة التي أجريت معه ضمن برنامج "توداي" الذي تبثه إذاعة "بي بي سي راديو 4"، بالمخاوف التي ستنشأ عند الناس حيال مخطط الحكومة البريطانية، لكنه أوضح إنه يريد الحصول على مزيدٍ من المعلومات قبل التعليق على المخطط المتعلق بذلك المنجم.

وفي رد على ما تقدم، أوضح متحدث باسم وزارة الإسكان والمجتمعات المحلية وتحسين أوضاع المناطق، إن الفحم المستخرج من المنجم "ٍسيستخدم لإنتاج الصلب، وإلا فسيكون من الضروري استيراده. وأكد أنه لن يستخدم في توليد الطاقة.

وختم المتحدث تصريحه بالإشارة إلى أن "المنجم سيسعى إلى تحقيق صافي الصفر من انبعاثات التلوث في عملياته، ومن المتوقع أن يسهم في إيجاد فرص عملٍ محلية، ويصب بالتالي في مصلحة الاقتصاد الأوسع للبلاد".

المزيد من بيئة