تمكن حزب العمال البريطاني من جذب تبرعات من شركات وأصحاب أعمال يمنحون لأول مرة أموالهم للحزب اليساري البريطاني، بالتوازي مع تكثيف الأخير مساعيه في حشد الموارد وبناء الثقة مع مجتمع الأعمال قبل الانتخابات العامة المقبلة.
وفقاً لتقرير نشر في "تايمز" البريطانية، بينت سجلات مفوضية الانتخابات البريطانية (هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات وتنظم التمويل السياسي) أن حزب العمال تساوى مع خصمه اللدود حزب المحافظين في حجم التبرعات للربع الثالث من هذا العام، إذ جمع كلا الحزبين نحو 2.8 مليون جنيه استرليني (3.42 مليون دولار) من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، وهي الفترة التي شهدت سقوط بوريس جونسون وصعود تراس.
ومن بين المتبرعين للحزب رؤساء الشركات الصناعية والاستثمارية والإعلامية ورجال الأعمال الذين تبرعوا في السابق لحزب المحافظين والليبراليين الديمقراطيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتم جمع مئات الآلاف من الجنيهات من مانحين من رجال الأعمال الذين لم يدعموا الحزب في السنوات الأخيرة، بحسب سجلات المفوضية التي تعود إلى عام 2001، عندما تم تأسيسها.
ومن بين المتبرعين الكبار، كلايف لويس، رئيس مجلس إدارة ريفر آيلاند وبلو كوست كابيتال، الأداة الاستثمارية لعائلته. لويس، 66 سنة، تبرع بمبلغ 100000 جنيه استرليني لحزب العمال في أغسطس (آب).
وبدأ حزب العمال، الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على النقابات للحصول على تبرعات منتظمة كبيرة، اتخاذ خطوات جريئة لجذب أصحاب الأعمال التجارية بعد سنوات من تجاهله الأمر تحت قيادة جيريمي كوربين. وقد تحفز الحزب من خلال إحراز تقدم كبير في استطلاعات الرأي بعد الميزانية المصغرة الكارثية لليز تراس.
واستضافت قيادة حزب العمال، هذا الشهر، مؤتمراً تجارياً في كناري وارف، المركز المالي في دوكلاندز بلندن، حضره كبار رجال الأعمال بما في ذلك جون آلان، رئيس مجلس إدارة "تيسكو أند بارات للتطوير" Tesco and Barratt Developments، الذي تحدث عن احتمال تشكيل حكومة عمالية، كما اجتذب حزب العمال أيضاً دعماً من مانحين سابقين للحزب من الذين عارضوا كوربين.
أحد التبرعات للحزب بقيمة 100000 جنيه استرليني (122 ألف دولار) جاءت من سيدة الأعمال جيل وايتهاوس، وزوجها غاريث كواري، وهو رجل أعمال ومتبرع سابق لحزب المحافظين. كواري، 63 سنة، سبق أن كشف لصحيفة "تايمز" في أكتوبر (تشرين الأول) عن أنه انشق عن حزب المحافظين للانضمام إلى حزب العمال احتجاجاً على "المتعصبين" الذين يديرون حزبه القديم.
وقال كواري، "على عكس حالة عدم اليقين الكارثية في السنوات الـ12 الماضية، فإن الاستراتيجية الصناعية لحكومة حزب العمال، وخطة الازدهار الأخضر، واستبدال نوع أكثر عدلاً من ضرائب الممتلكات التجارية بمعدلات الضرائب على قطاع الأعمال، تلهم الثقة وستوفر الاستقرار واليقين الذي أحتاج إليه بصفتي رجل أعمال ليقرر مكان الاستثمار".
من جهته، قال الحزب على لسان متحدثة باسمه، إن "المانحين يعودون إلى حزب العمال لأنهم يرون أننا حزب متجدد ومستعد للحكم وبناء بريطانيا أكثر عدلاً وأكثر خضرة وديناميكية".