لقد كان عاماً مليئاً بالمراكب وسترات النجاة وإجراءات البحث عن الغرقى. كما كان عاماً متخماً بمراكز استقبال اللاجئين الذين تعذر عدم استقبالهم عبر توجيههم للعودة من حيث أتوا. وكان أيضاً عاماً سمته مزيد من الإقبال على الهرب من مقلاة أوضاع داخلية مميتة إلى نيران "قاتل أو مقتول". ولو صح تلقيب عام 2022 بلقب متفرد أو اسم مميز، فلن يكون عام الهجرة واللجوء، بل هو عام اعتياد الهجرة والتعامل معها باعتبارها عبئاً اقتصادياً واجتماعياً لا طاقة للدول به، وعام التصالح مع فكرة أن اللجوء أصبح غاية وطلبه والحصول عليه أسمى الأماني.
أمان ومآس
أماني ما لا يقل عن 100 مليون إنسان في منتصف هذا العام كانت معلقة على البقاء بقيد الحياة بعيداً من الديار الغارقة في عنف وحرب وقتال مسلح. ويباهي 2022 بأنه العام الذي سجل أعلى مستوى للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بيوتهم منذ بدء السجلات. وبحسب "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، بلغ عدد المهجرين جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان هذا العام نحو 103 ملايين شخص.
وكأن 6.8 مليون سوري و4.6 مليون فنزويلي و2.7 مليون أفغاني و2.4 مليون من جنوب السودان و1.2 مليون من ميانمار لم يكفوا للفت انتباه العالم للمآسي التي عصفت ببيوت وحياة وحاضر ومستقبل ملايين الأسر، فانضم لهم 7.9 مليون أوكراني فروا من بلادهم، إضافة إلى ثمانية ملايين آخرين نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب.
شعوب بلاد العالم شرقاً وغرباً اعتادت هذا العام شيوع فكرة اللجوء وانتشار جهود النزوح. صحيح أنه مع كل مرة تغرق فيها مركب في عرض المتوسط أو في الطريق من فرنسا إلى بريطانيا عبر بحر المانش، أو يقتل مهاجرون أثناء محاولة عبور حدود أوروبية أو اجتياز سياجات أفريقية أو جيوب حدودية، يسود حزن بديهي ويهمين أسى فطري على سمة البشر وطبيعة الإنسانية، وهما السمة والطبيعة اللتان تدفعان الجميع إلى معاودة الحياة الطبيعية بعد ثوان أو دقائق وربما أيام، بحسب أعداد القتلى وفئاتهم العمرية وضراوة الإصابات. فداحة الهجرة واللجوء في عام 2022 بلغت درجة جعلت الملف برمته أمراً عادياً.
اعتياد اللجوء والنزوح
اعتياد أوضاع الهجرة واللجوء والنزوح لا يعني أن الأمر بات أقل خطورة أو أفضل جاهزية أو أكثر تنظيماً. فقط يعني إما أن البشرية تم إثقالها بمزيد فخارت قواها، أو إن اعتياد الأوضاع مهما كانت مؤلمة يؤدي إلى التأقلم.
مع نهاية عام 2022، تأقلمت الغالبية مع النصوص الخبرية المتواترة: "بريطانيا تقترح احتجاز طالبي اللجوء لفترة، ثم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية أو بلدان ثالثة، ومناشدات حقوقية لها للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، و"جهود عديدة لمساعدة العائلات اللاجئة والنازحة في شمال إثيوبيا"، و"آلاف ينزحون بسبب الصراع في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان"، و"الأسر الأوكرانية تواجه واقعاً جديداً مؤلماً باعتبارها أسراً لاجئة أو نازحة"، و"لاجئون أفغان في باكستان ينضمون لجهود مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة الأفغان"، و"ارتفاع نبرة العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا"، و"بايدن يحذر من موجات مهاجرين كبيرة إلى أميركا عقب انتهاء العمل بقانون سنه سلفه ترمب باسم (الفصل 42) للحد من الهجرة غير الشرعية"، و"اللاجئون السوريون يعانون صعوبة البقاء في دول لجأوا إليها ومقاومة الظروف في أماكن نزحوا إليها في سوريا ومأزق الترحيل شبه القسري من دول أخرى"، وغيرها كثير من الأخبار التي تم ترحيلها إلى صفحات الجرائد الداخلية ونهايات نشرات الأخبار وموجز الأنباء، ناهيك بسقوطها المدوي من الأجندات الأممية واجتماعات الطوارئ العالمية.
المراكب ملء السمع والبصر
عالمياً يمكن القول إن مهاجري المراكب كانوا ملء السمع والبصر طوال أيام عام 2022، لكن السمع والبصر لا يعنيان بالضرورة استجابة بقية الحواس. قبل أيام قليلة من انتهاء العام، غرق قارب صغير وعلى متنه عدد من الأشخاص أثناء محاولة "معتادة" لعبور القنال الإنجليزي من فرنسا إلى بريطانيا. مات ما لا يقل عن أربعة أشخاص غرقاً، وربما الأعداد أكثر لا سيما في ظل موجة صقيع عاتية. الأعداد في هذه الأحوال لا تكون مؤكدة. فعصابات التهريب لا توثق أعداد البشر. ومن تكتب لهم النجاة لا تعتمد على أقوالهم بالضرورة حيث رفاق الهجرة ليسوا بالضرورة رفاقاً.
مسار القنال الإنجليزي
خط الهجرة عبر القنال الإنجليزي كان أحد أبرز مسارات الهجرة "غير الشرعية" خلال العام. "الخط المفتوح" على مدار العام تحول سبباً للتوتر الكبير بين جارتي القنال فرنسا وبريطانيا. وشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شهد توقيع اتفاق بينهما للعمل معاً من أجل وقف عبور المهاجرين إلى بريطانيا، إذ تدفع الأخيرة نحو 74.5 مليون دولار في عامي 2022-2023 حتى تزيد فرنسا أعداد وقدرات دورياتها الأمنية على شواطئها الشمالية منعاً للعبور وحداً من اللجوء.
بريطانيا تقول إن 40 ألف مهاجر عبروا إليها عبر القنال الإنجليزي خلال عام 2022، وهو رقم قياسي. ووزارة الدفاع البريطانية تقول إنها تتوقع أن يضاف 885 ألفاً إلى هذا العدد مع بداية عام 2023، وهو ضعف عدد من عبروا في عام 2021. الجديد هذا العام أن غالبية العابرين هم من أفغانستان وإيران وألبانيا.
ألبانيا هي النجم المجهول في موجات الهجرة واللجوء في عام 2022. عام 2020، كان عام جس النبض، إذ نجح 50 ألبانياً في عبور المانش. وعام 2021، كان عام مزيد من جس النبض، إذ نجح 800 ألباني في المهمة ذاتها. وفي عام 2022، كان عام الذروة إذ عبر 11 ألفاً و241 ألبانياً المانش في الأشهر التسعة الأولى من العام.
ألبانيا وأفغانستان وإيران
وإذا كانت المؤشرات تقول إن الظروف الاقتصادية الصعبة وتدني الرواتب والفساد والبحث عن حياة أفضل هي العوامل الرئيسة لمحاولات أعداد متزايدة من الألبان لعبور المانش، وذلك بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في عام 2018، فإن بزوغ نجم الإيرانيين والأفغان في الهجرة عام 2022 له أسباب أخرى.
بحسب وزارة الداخلية البريطانية، فإن المرتبتين الثانية والثالثة في قائمة الجنسيات الأكثر عبوراً للقنال الإنجليزي من فرنسا خلال 2022 هما أفغانستان وإيران بعد ألبانيا. إلا أن حصر أعداد أو موجات الهجرة من إيران أمر صعب. تقارير صحافية تشير إلى أن ما يزيد على أربعة ملايين إيراني هاجروا من إيران صوب دول مختلفة مثل ألمانيا والسويد وهولندا وفرنسا وبريطانيا وغيرها. كما يدرس نحو 60 ألف طالب إيراني في الخارج، وحلم الهجرة والاستقرار خارج إيران يراود كثيرين منهم. وعلى رغم عدم وجود أعداد مؤكدة للإيرانيين العاملين في أسواق العمل المختلفة حول العالم، نظراً إلى اختلاف أنواع التأشيرات، إلا أن إيران احتلت في عام 2022 المرتبة الـ14 من حيث أكثر الجنسيات تقدماً بطلبات اللجوء.
طلبات اللجوء المقدمة من قبل مواطنين أفغان خلال عام 2022 ما زالت ضمن الأعلى، هذا البلد الذي ينتمي إليه ما يزيد على 2.6 مليون مسجلين، منهم 2.2 مليون في إيران وباكستان فقط، إضافة إلى 5.3 مليون نازح داخلياً يمثل نموذجاً للمصائب التي لا تأتي فرادى.
أفغانستان تعاني منذ ما يزيد على أربعة عقود توليفة من الكوارث والأزمات والصراعات الداعية إلى الهرب والنزوح واللجوء. من كوارث طبيعية إلى فقر وصراعات دولية وأخرى داخلية، ثم ما تخيله بعضهم هدنة لبضع سنوات، عادت بعدها الأمور كما كانت وربما أسوأ مع خروج آخر جندي أميركي وتسليم البلاد لحكم طالبان.
تعلق مئات الأفغان بأجنحة الطائرات ومقدماتها في محاولة يائسة للهرب في عام 2021 لم يتكرر في 2022. والسبب عدم وجود طائرات أجنبية تدغدغ حلم الفرار واللجوء، لكن تظل المراكب الصغيرة تدغدغ هذه الأحلام، فتنجح في بلورتها حيناً وتدفنها أحياناً في قاع البحر.
حديث قاع البحر
ولو كان لقاع البحر أن يتكلم في نهاية 2022 لقص مئات الحكايات عمن حاولوا العبور من حرب أو صراع أو فقر إلى فرصة حياة أفضل أو أكثر أمناً. ربما تفاصيل الحكايات غير معروفة، حيث كل مهاجر أو لاجئ أو نازح يحمل تفاصيل تختلف في أسمائها عن آخرين، لكن النتيجة واحدة. ملايين الأفراد في محاولة هرب ونجاة بأنفسهم وعائلاتهم وجهود إنقاذ واستقبال وترحيب، وفي أقوال أخرى دحض وإعادة واعتراض في انتظارهم.
عام 2022 اتسم بقدر عال من المكاشفة في ما يختص باللجوء والنزوح. فبعد سنوات من التصريحات الوردية والإجراءات الإنسانية حيث فتح الأبواب والأحضان على مصاريعها أمام "أخوة الإنسانية"، تكالبت أوضاع اقتصادية صعبة وآثار عامين من الإغلاق والاحتراز بسبب الوباء وحرب روسيا في أوكرانيا لترفع الملايين شعار "نفسي ثم نفسي".
التصرف في تدفقات اللاجئين المتوجهين غرباً في عام 2022 لم يعد كما كان من قبل. عرض "إرهاق الهجرة" أصاب عديداً من الدول الأوروبية هذا العام. الضغوط الاقتصادية وآثار الوباء وتصاعد التيارات اليمينية وضغط اللاجئين من أوكرانيا وشيوع شعور بين كثيرين بأن لهم الأولوية، وكذلك الأفضلية جميعها دفع في اتجاه تغيرات كبرى في التعامل مع اللجوء.
أوكرانيا وديموغرافية أوروبا
لكن حتى النازحين من أوكرانيا والدول المضيفة وجدوا صعوبات جمة، لا سيما خلال النصف الثاني من العام للاستمرار في تقديم النوعية والكمية نفسها من الخدمات والرعاية لهم. بريطانيا اضطرت في الأيام الأخيرة من العام إلى خفض الأموال المقدمة للمجالس المحلية بغرض مساعدة اللاجئين الأوكرانيين بنحو النصف، وذلك "تحت ضغط الإنفاق العام".
قلت الأموال المقدمة باسم اللاجئين الأوكرانيين من عشرة آلاف و500 جنيه استرليني للاجئ الواحد إلى 5900 جنيه، لكن العائلات المستضيفة لهم ستتلقى مزيداً من بطاقات "شكراً" التي خصصتها الحكومة البريطانية للمواطنين الذين تفضلوا باستضافة العائلات والأفراد من أوكرانيا.
وينبئنا 2022 - عام التغير في التوجهات نحو اللاجئين - بأن التركيبة الديموغرافية لدول أوروبية عدة قد تتغير. فما يزيد على ثلث اللاجئين في ألمانيا يرغبون في البقاء حتى بعد انتهاء الحرب. أكثر من 1.6 مليون أوكراني سمح لهم بالبقاء في دول الاتحاد الأوروبي ليشكلوا ثالث أكبر مقيمين غير منتمين للاتحاد الأوروبي بعد المغرب وتركيا. وبولندا وإيطاليا والتشيك سجلت أكبر عدد من حاملي تصاريح الإقامة السارية من الأوكرانيين.
عرض إرهاق الهجرة
ومع "عرض إرهاق الهجرة" الذي تفشى في عام 2022، وبحسب موقع "دويتشة فيلله" نقلاً عن نتائج دراسة للمؤسسة الألمانية "ميركاتور" (ديسمبر 2022)، فإن المواطنين في دول الاتحاد متمسكون بتأييد استقبال اللاجئين من أوكرانيا، لكن بعد تسعة أشهر من اندلاع الحرب وما ترتب على ذلك من ارتفاع في تكاليف المعيشة ومواد الطاقة، تراجع حماس تقديم الدعم لمئات لهم. ويشار إلى أن ألمانيا وحدها استقبلت منذ فبراير (شباط) الماضي ما يزيد على مليون لاجئ أوكراني حل بعضهم ضيوفاً على بيوت المواطنين.
وبعيداً من بيوت المواطنين، فإن ملايين أخرى على ظهر المعمورة وجدوا أنفسهم بعيدين من تسليط الإعلام ومسيرات التأييد وحتى تظاهرات الاعتراض، بمعنى آخر وجدوا أنفسهم منسيين. فإذا كانت حرب روسيا في أوكرانيا تسببت في أسرع عمليات نزوح منذ الحرب العالمية الثانية، فإن هذا لا يعني بالضرورة - وبالاحتكام إلى حجم المآسي والكوارث التي تعرض لها النازحون - بأنها الأبشع أو الأفدح.
خفتت سوريا ولم يخفت السوريون
خفتت حدة الأخبار القادمة من سوريا، لكن حجم ما يكابده السوريون من لاجئين ونازحين في الداخل والخارج لم يخفت وإن توارى بعيداً من الأضواء. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أطفأ "مخيم الزعتري" في الأردن شمعته العاشرة هذا العام.
قبل عشر سنوات، فر 450 سورياً من القتال الدائر في سوريا وعبروا الحدود إلى الأردن. وشكلوا النواة الأولى لهذا المخيم الذي وصل عدد "سكانه" إلى نحو 80 ألفاً. وكان قد وصل في بعض الأحوال إلى 120 ألفاً. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وثقت ما جرى في المخيم الأشهر على مدار عقد. "تم استبدال الخيام التي كانت توفر سقفاً موقتاً للاجئين في الأسابيع والأشهر الأولى بآلاف المآوي المعدنية. كما تم شق الطرقات وبناء المدارس والمستشفيات لتلبية احتياجات السكان، وبدأت المتاجر والأعمال الصغيرة بالظهور التي يديرها بعض اللاجئين الطموحين. وبعد عقد من افتتاح المخيم، استقر عدد سكانه عند نحو 80 ألف شخص. ولا يزال يعتبر أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط وواحداً من أكبر المخيمات في العالم ورمزاً لأزمة اللاجئين السوريين التي طال أمدها".
طول أمد الأزمة السورية وما نجم عنها من ملايين النازحين والهاربين واللاجئين ربما أدى إلى اعتياد الأزمة ومن ثم خفوت أو انزواء الأضواء عنها. وعلى رغم ذلك ما زال اللاجئون السوريون يتربعون على قمة اللجوء في العالم، ومن بعدهم الفارون من فنزويلا ثم أفغانستان فجنوب السودان فميانمار. الفارون من هذه الدول الخمس يشكلون 72 في المئة من مجموع لاجئي العالم.
قائمة الدول المصدرة للاجئين والنازحين سواء داخلياً أو خارجياً في عام 2022 طويلة. نيكاراغوا وكوبا وهندوراس وكولومبيا وإثيوبيا والصومال وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق والكونغو واليمن وغيرها كثير في القائمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الطوعية القسرية
تدهور الأوضاع الاقتصادية في عديد من الدول المضيفة فاقم من حجم معاناة اللاجئين والنازحين إليها. كما أن استخدام ورقة اللاجئين في ألعاب السياسة والاقتصاد بغرض الضغط والشد والجذب استمر خلال هذا العام. بين إعادة قسرية أو شبه قسرية، أبدت منظمات حقوقية تخوفها من شبهة "القسرية" في برامج العودة "الطوعية". من تركيا إلى لبنان إلى الدنمارك تحوم شكوك عديدة حول حجم الطوعية في عودة لاجئين سوريين.
وفي خضم العام المليء بالنزوح واللجوء، ونجوم خفتت وأخرى سطعت في مسارات الهرب، تبقى ملفات لجوء مزمنة مستمرة على رغم تعرضها للإقصاء شبه التام من دائرة الضوء.
العام الجديد 2023 سيشهد الاحتفال بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. في الذكرى المحتفى بها تحت عنوان "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، قال المفوض العام لـ"أونروا" (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى) فيليب لازاريني "إن هذه المناسبة تصادف كذلك مرور 75 عاماً على نزوح ملايين من لاجئي فلسطين وذريتهم. كثير منهم يعيشون من دون حماية لحقوق الإنسان في غياب حل عادل ودائم لمحنتهم".
محنة الأرض
محنة الأرض في تغير مناخها انعكس بشكل واضح ومتزايد خلال عام 2022. "لاجئو المناخ" الفارون من قسوة الظروف الطبيعية الناجمة عن العبث بها مرشحون للزيادة. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية لأسباب غير المناخ، هم في مقدمة الأشخاص المتأثرين بحالات الطوارئ المتصلة بالمناخ. أغلب هؤلاء يعيشون في بؤر مناخية ويفتقرون عادة للموارد التي تسمح لهم بالتكيف مع بيئة تزداد قسوة.
البيئة في قسوتها لا تنافسها إلا قسوة البشر. وحين تلين الأخيرة أو يتسع هامش إنسانيتها فتجابه الحروب وتعالج أسباب الصراعات وتتحلل من المعايير المزدوجة في التعامل مع البشر وتتوقف عن ترجيح كفة مصالح دول كبرى على حساب أرواح ومصائر وشتات سكان دول صغرى، حينها فقط تخرج الجردة السنوية لأحوال اللجوء والنزوح والهجرة والفرار أقل وطأة وصدمة.