يزور محققون أوروبيون لبنان الشهر المقبل في إطار تحقيقات يجرونها حول ثروة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وفق ما قال مسؤول قضائي، الثلاثاء 27 ديسمبر (كانون الأول).
وقبل أشهر جمدت فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ 120 مليون يورو (127.81 مليون دولار) من الأصول اللبنانية في إطار تحقيقات حول سلامة في قضايا تبييض أموال واختلاس في لبنان.
وأوضح المسؤول القضائي اللبناني طالباً عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول الحديث إلى الإعلام، أن "وفوداً تضم مدعين عامين وقضاة تحقيق ومدعين عامين ماليين من ألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا ستصل إلى بيروت تباعاً بين 9 و20 يناير (كانون الثاني)".
القضاء اللبناني خارج المشهد
وتهدف الزيارة إلى استكمال تحقيقات عالقة في قضايا مالية مرتبطة بسلامة.
وأضاف المسؤول أن السلطات المعنية في الدول الثلاث أبلغت النائب العام التمييزي في لبنان غسان عويدات أنها تنوي "التحقيق مع سلامة ومسؤولين في مصرف لبنان ومديري مصارف تجارية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار المسؤول إلى أن الوفود القضائية لم تطلب مساعدة القضاء اللبناني "بل جل ما فعلوه هو إخطار لبنان بمواعيد وصول الوفود وتاريخ الاستجوابات التي سيجرونها وأسماء الذين سيخضعون للتحقيق" وبينهم سلامة.
ويواجه سلامة شكاوى كثيرة ضده في لبنان ودول أوروبية، لكنه لطالما نفى الاتهامات الموجهة إليه معتبراً أن ملاحقته تأتي في سياق عملية "لتشويه" صورته.
وتحقق سويسرا منذ نحو عامين بعمليات اختلاس أموال "تضر بمصرف لبنان" يشتبه في وقوف سلامة وشقيقه خلفها وقدرت بأكثر من 300 مليون دولار.
ومنذ يوليو (تموز) 2021، يحقق القضاء المالي الفرنسي في ثروة سلامة ووجه بداية الشهر الحالي لامرأة أوكرانية مقربة منه اتهامات بينها غسل أموال واحتيال ضريبي.
وفي 28 مارس (آذار) 2022، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية "يوروجاست" أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمدت 120 مليون يورو (127.81 مليون دولار) من الأصول اللبنانية على إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه بتهم تبييض أموال و"اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو (5.33 مليون دولار) على التوالي، بين 2002 و2021".
الأطول عهداً في المصارف المركزية
وفي لبنان يواجه سلامة قضايا عدة بينها تحقيق محلي في شأن ثروته بناء على التحقيق السويسري، إلا أنها لم تصل إلى أية نتيجة.
وعلى رغم الشكاوى والاستدعاءات والتحقيقات ومنع السفر الصادر بحقه في لبنان، لا يزال سلامة في منصبه الذي يشغله منذ عام 1993، مما جعله أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم ومن المفترض أن تنتهي ولايته في مايو (أيار) 2023.
ومنذ بدء الانهيار الاقتصادي في 2019 وفقدان الليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها، يتعرض سلامة لانتقادات حادة لسياساته النقدية باعتبار أنها راكمت الديون.
لكنه دافع مراراً عن نفسه قائلاً إن المصرف المركزي "مول الدولة ولكنه لم يصرف الأموال"، محملاً المسؤولين السياسيين مسؤولية الانهيار.