تعهد أكاديمي أفغاني أثار عاصفة باستقالته وتمزيقه شهاداته مباشرة على التلفزيون، احتجاجاً على حظر التعليم الجامعي للنساء، محاربة النظام "حتى لو كلفني ذلك حياتي".
ومزق إسماعيل مشال، المحاضر في تخصص الصحافة منذ أكثر من عقد في ثلاث جامعات بكابول، شهاداته واستقال من المعاهد التعليمية بعد إعلان الحظر في وقت سابق هذا الشهر.
وقال مشال (35 سنة)، خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه بالعاصمة الأفغانية، "أرفع صوتي، أقف إلى جانب أخواتي، احتجاجي سيتواصل حتى وإن كلفني حياتي".
وأضاف "كرجل وأستاذ لم أتمكن من القيام بأي شيء آخر من أجلهن، وشعرت أن شهاداتي أصبحت عديمة الجدوى".
انتقاد مؤيدي السلطات
وانتشرت وقائع رد فعله الغاضب الذي بثه تلفزيون "تولونيوز"، إحدى القنوات الإخبارية الخاصة الرائدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار انتقادات من بعض مؤيدي سلطات "طالبان".
وفي مجتمع ذكوري متشدد من النادر رؤية رجل يحتج دعماً للنساء، لكن مشال قال إنه سيدافع عن حقوقهن، وأضاف أن "مجتمعاً تنتزع فيه الكتب والأقلام من أمهات وأخوات، لن يؤدي إلا إلى جرائم وفقر وذل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول السلطات إن الحظر على ارتياد النساء الجامعات فرض لعدم التزامهن قواعد اللباس الإسلامي الصارمة، لكن مشال، الذي يشرف أيضاً على معهد تعليمي للرجال والنساء، رفض ذلك التبرير.
وقال "طلبوا منا فرض الحجاب على النساء وقمنا بذلك، طلبوا منها الفصل بين الجنسين في الحصص الدراسية وقمنا بذلك أيضاً".
وأضاف "لم تقدم طالبان حتى الآن أي سبب منطقي للحظر الذي يطال قرابة 20 مليون فتاة"، مشيراً إلى أن "الحظر لا أساس له في الشريعة".
لماذا الاستخفاف؟
وقال مشال، وهو يحمل كتباً دينية، "حق التعليم للمرأة منحه الله والقرآن والنبي (محمد) وديننا"، متسائلاً "إذاً، لماذا ننظر للنساء باستخفاف؟".
وفيما وعدت "طالبان" بنظام أكثر ليونة لدى عودتها إلى السلطة في أغسطس (آب) العام الماضي، فرضت في المقابل قيوداً صارمة على النساء، ما أدى إلى استبعادهن من الحياة العامة.
الأسبوع الماضي حظرت "طالبان" عمل النساء في المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأغلقت ثانويات البنات منذ أكثر من عام في حين خسر عديد من النساء وظائفهن في الحكومة ويتقاضين جزءاً ضئيلاً من مرتباتهن للبقاء في المنزل.
"أصبحنا رجعيين"
كما منعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة، ومنعن من السفر من دون محرم، ويتعين عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة.
وقال مشال، الذي خسرت زوجته وظيفتها (معلمة) بعد عودة "طالبان"، "من وجهة نظري، أصبحنا رجعيين".
ويشعر بالقلق على ابنته تلميذة الصف السادس، السنة الأخيرة في المدرسة الابتدائية التي يبدأ بعدها تطبيق حظر التعليم، قال "لا أعرف كيف أطلب منها التوقف عن الدراسة بعد الصف السادس، ما الجريمة التي ارتكبتها؟".