حقق توتنهام، أمس الإثنين، فوزاً هاماً خارج قواعده بنتيجة (1-0) على مضيفه فولهام، ضمن الجولة الـ21 في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليواصل التشبث بالمركز الخامس في جدول الترتيب برصيد 36 نقطة، خلف صاحب المركزين الثالث نيوكاسل يونايتد، والرابع مانشستر يونايتد، ولكل منهما 39 نقطة، ويتفوق السبيرز على أقرب ملاحقيه برايتون، صاحب المركز السادس برصيد 31 نقطة، لكن برايتون لعب مباراتين أقل من توتنهام، بالتالي أمامه فرصة لاقتناص المركز الخامس إن حصل على النقاط الست ليصل إلى 37 نقطة.
واستغل الإيطالي أنطونيو كونتي، المدير الفني لتوتنهام فرصة الفوز والبقاء ضمن دائرة القمة، ليعلن تمسكه بالاستمرار في تدريب الفريق اللندني وفخره بالوجود في استاد "وايت هارت لين"، على رغم الموسم المتذبذب وحالة الغموض في شأن مستقبله.
وقال كونتي في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس"، "أنا فخور بتدريب توتنهام، لدى فرصة لتدريب فريق كبير، وهو ما يجعلني فخوراً، ويجب أن يكون هذا واضحاً للجميع".
وأضاف، "لهذا السبب أريد القتال حتى النهاية مع اللاعبين، نحن فريق يعمل كثيراً وبالنظر إلى هذا الأمر، فلا يمكنني قول أي شيء عن لاعبي فريقي".
وكشف، "أتحدث إلى اللاعبين، إنهم رجال رائعون ويتفهمون حاجاتنا للقتال حتى النهاية على المراكز المهمة، ويجب أن نكون مستعدين للمعاناة".
وشهدت الفترة الأخيرة زيادة التساؤلات في شأن موقف كوننتي بعد هزيمتين متتاليتين، أولهما على يد المتصدر أرسنال بنتيجة (0-2) في ديربي شمال لندن، ثم الثانية بنتيجة (0-4) أمام حامل اللقب مانشستر سيتي، الذي يحتل حالياً المركز الثاني، لكن الفوز على فولهام أحيا آمال الفريق في المنافسة على أحد معاقد المربع الذهبي المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.
وأشار كونتي إلى إعجابه برد فعل فريقه الذي تعرض لانتقادات في الأسابيع الماضية. وقال، "حصلت على رد جيد من اللاعبين، طالبتهم بصلابة الموسم الماضي وامتلاك الرغبة في القتال والمرونة".
"اليوم بداية بالنسبة لنا لتقديم كل شيء، ثم سنرى ماذا سيحدث في النهاية، يجب أن نستمر في المنافسة على التأهل لدوري الأبطال ومحاولة بلوغ الدور التالي في كأس الاتحاد الإنجليزي".
وخرج توتنهام بشباك نظيفة للمرة الثانية فقط في آخر 11 مباراة في الدوري، وأسعد الأداء الدفاعي الجيد في الشوط الثاني المدرب كونتي.
وتابع، "مقارنة بالموسم الماضي، فنحن نواصل تسجيل لأهداف، لكننا استقبلنا 21 هدفاً في 10 مباريات، وهو أمر سلبي، لكني سعيد برد الفعل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"نحن على الطريق الصحيح وسنرى ماذا سيحدث، أهم شيء بالنسبة إليّ العمل مع اللاعبين وأن تكون علاقتي جيدة مع النادي".
وشهدت الفترة الماضية ظهور ملامح غضب كونتي تجاه إدارة ناديه بسبب سكوتها عن الهجوم الذي يتعرض له هو ولاعبيه من الجماهير التي تعاني رفع سقف طموحاتها إلى حدود المطالبة بالفوز بلقب الدوري الممتاز.
وكرر كونتي مطالباته لإدارة ناديه برئاسة دانييل ليفي بالخروج علانية لشرح استراتيجية الفريق وشرح أسباب الأزمات التي يتعرض لها في الآونة الأخيرة.
وهاجم كونتي في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية، يوم الثلاثاء 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، سكوت إدارة توتنهام ونظام العمل في الدوري الإنجليزي، حيث قال، "هناك عادة سيئة في إنجلترا تتمثل في أن المدرب فقط من يتحدث ويشرح، لم أشاهد الطاقم الطبي يأتي إلى هنا ويشرح موقفه أو المدير الرياضي يأتي إلى هنا لشرح استراتيجية أو رؤية النادي".
وأضاف، "في إيطاليا وقبل كل مباراة هناك شخص من النادي يذهب للحديث لوسائل الإعلام، أعتقد أن ذلك سيكون من الأفضل لنا، وإلا فإذا كان الأمر مقتصراً على شخص واحد فمن الأفضل أن يكون مندوباً عن النادي".
وبدا أن هجوم كونتي على إدارة ناديه وسط النتائج المخيبة للآمال ما هي ألا مقدمة للرحيل من رجل عرف عنه سهولة الابتعاد عن التجارب التي لا يرى فيها النجاح.
وتسلم كونتي الشهير برجل المعجزات مهمة تدريب النادي اللندني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 على أمل إنقاذ موسم الفريق في الدوري الإنجليزي 2021-2022، وهو ما تم بالفعل حين أضفى أثراً فورياً في السبيرز خلال 28 مباراة في الدوري، فاز في 17 منها لينهي البطولة في المركز الرابع ويتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي، لكن بعد مجموعة من النتائج المخيبة للآمال للفريق الأبيض في الموسم الحالي 2022-2023، قال كونتي صراحة إن إنهاء الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي في المربع الذهبي كان "معجزة"، وإن تطلعات التنافس على اللقب قبل هذا الموسم كانت سخيفة.
وتابع، "أتذكر جيداً في الصيف تحدث الناس في البداية عن ترشيح توتنهام لنيل اللقب، لكن بخبرتي كان من الجنون قراءة ذلك".
وتلقى كونتي دعماً هائلاً من إدارة توتنهام برئاسة ليفي، إذ أنفق 170 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية لضم جميع اللاعبين الذين طلبهم المدرب الإيطالي لسد ثغرات فريقه.
وفي أغسطس (آب) الماضي رد كونتي على تطلعات جماهير ناديه وصحافة إنجلترا في شأن المنافسة على لقب الدوري الممتاز، مؤكداً أن فريقه يحتاج إلى فترتي انتقالات جديدتين على الأقل قبل الحديث عن المنافسة على اللقب المحلي.
وواصل، "في بداية الموسم كنت واضحاً جداً مع النادي، قلت حسناً يمكننا المنافسة للفوز، لكن حاولوا الاستمرار في التحسن بالطريقة التي يمكننا تطبيقها لأنه توجد أندية أخرى يمكنها استثمار 200 أو 300 مليون، ويمكن لآخرين اتباع سياسات أخرى".
"يجب أن تكون السياسة واضحة للجميع، وإلا سنشكل وضعاً غير إيجابي، وسنبني تطلعات غير واقعية، وهذا يشكل أوهاماً وأحلاماً، إن كنت واقعياً ستدرك الموقف وستواجه الحقيقة في الوقت المناسب".
وعلى رغم إعلان كونتي تمسكه بالبقاء في توتنهام فهل سيجد نفس التمسك من إدارة النادي إن فشل في تحقيق مركز مؤهل لدوري الأبطال في الموسم الحالي؟
فبينما يتمتع كونتي بسمعة مميزة كأحد أفضل مدربي أوروبا، يعرف رئيس ناديه دانييل ليفي بقراراته القاسية وغير المتوقعة، إذ أطاح سابقاً المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو في نوفمبر 2019 بعد رحلة ذهبية طويلة شهدت الوصول بالسبيرز إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم أقال خليفته البرتغالي جوزيه مورينيو في أبريل (نيسان) 2021، ثم مواطنه نونو سانتو في مطلع نوفمبر 2021 بعد خوض 17 مباراة فقط.