في إطار سلسلة الخسائر التي تواجه شركات الطيران الأميركية، أعلنت شركة "ساوث ويست إيرلاينز" عن خسائر خلال الربع الأخير من العام الماضي، بسبب انهيار خدمات الشركة خلال موسم السفر في العطلات. ووفق بيان، فقد حذرت الشركة من أن كلف هذه المشكلات ستؤدي إلى خسارة أخرى في الربع الأول من العام الحالي.
البيانات تشير إلى أن شركة الطيران الأميركية اضطرت إلى إلغاء أكثر من 16700 رحلة جوية بين 21 و 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت "ساوث ويست"، إن الانهيار كلف شركة الطيران نحو 800 مليون دولار، مما أدى إلى خسارة صافية معدلة بلغت 226 مليون دولار. ومع ذلك، فقد تمكنت من الإبلاغ عن ربح سنوي معدل قدره 723 مليون دولار، وهو تحول من 1.3 مليار دولار خسرتها في عام 2021 وسط موجة الوباء.
وقالت الشركة إنها تتوقع خسارة أخرى في الربع الأول من العام الحالي بسبب استمرار التأثير والكلف المرتبطة بالانهيار. وعادة ما يكون الربع الأول هو الأبطأ والأقل ربحية للسفر الجوي في الولايات المتحدة. ومع ذلك، قالت الشركة إن الحجوزات القوية لشهر مارس (آذار) المقبل تبدو مشجعة.
مبيعات قياسية
كانت الخسارة الفصلية للشركة والبالغة نحو 38 سنتاً للسهم أسوأ بكثير من توقعات محللي "وول ستريت". فقد خسرت أسهم الشركة نحو خمسة في المئة خلال التعاملات الصباحية من جلسة الخميس الماضي. وقالت "ساوث ويست إيرلاينز" إنها تتوقع خسارة في الربع الأول بسبب زيادة عدد المسافرين الذين ألغوا الحجوزات وانخفاض مستوى الحجوزات لشهري يناير (كانون الثاني) الحالي وفبراير (شباط) المقبل، والتي قالت الشركة إنها "من المفترض أن تكون مرتبطة باضطرابات التشغيل في ديسمبر". ومن المتوقع أن تكلف هذه الحجوزات المفقودة في الربع الحالي ما بين 300 مليون دولار و350 مليون دولار.
ولإصلاح العلاقات مع العملاء منحت الشركة الركاب المتأثرين 25000 نقطة إضافية في حسابات المسافر الدائم، إضافة إلى قسائم سفر واسترداد أجرة الرحلات الملغاة، فهي تعوض الركاب الذين اشتروا تذاكر على خطوط جوية أخرى أو تكبدوا كلف سفر أخرى غير متوقعة.
حتى مع الانهيار الذي كلف رحلات الجنوب الغربي 410 ملايين دولار من العائدات المفقودة عندما اضطرت إلى إعادة التذاكر للمسافرين في الرحلات الملغاة، فقد سجلت مبيعات قياسية في الربع الرابع بلغت 6.2 مليار دولار، بزيادة بلغت نسبتها سبعة في المئة عن الربع نفسه من عام 2019 قبل الوباء مباشرة.
فيما جلبت "ساوث ويست" تلك الإيرادات القياسية على رغم أن عدد المقاعد التي كانت قادرة على الطيران انخفض بنسبة ستة في المئة عن الفترة نفسها من عام 2019 قبل الوباء، عند تعديلها للأميال المقطوعة. ويعني الطلب القوي أن ركاب الجنوب الغربي دفعوا 10.6 في المئة أكثر عن كل ميل قطعوه مما كانوا يدفعون في أواخر عام 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مشكلات في الخدمة
وبسبب عاصفة شتوية قاسية واجهت "ساوث ويست" وقتاً أكثر صعوبة في التعافي من الطقس مقارنة بشركات الطيران الأخرى بسبب نظام جدولة الطاقم المتقادم الذي سرعان ما طغى، مما جعل شركة الطيران غير قادرة على الحصول على الموظفين الذين تحتاج إليهم. وقد تم إلغاء ما يقرب من نصف جدولها الزمني في ديسمبر الماضي. وفي بعض الأيام تم إيقاف ما يصل إلى 75 في المئة من رحلاتها المجدولة.
وقالت الشركة إنها "تجري مراجعة من طرف ثالث لأحداث ديسمبر، وتعيد فحص أولوية التكنولوجيا والاستثمارات الأخرى المخطط لها في عام 2023".
وفي تصريحات حديثة دافع الرئيس التنفيذي بوب جوردان عن استثمار الشركة في قطاع التكنولوجيا، قائلاً إن "ساوث ويست إيرلاينز" كانت تنفق نحو مليار دولار سنوياً على تحديث تقنياتها وستنفق ما يقرب من 1.3 مليار دولار هذا العام. وأضاف، "فكرة أننا لا نستثمر في التكنولوجيا ليست صحيحة. الآن هناك دائماً أشياء للعمل عليها، ولدينا أشياء نعمل عليها في منطقة جدولة الطاقم على سبيل المثال، وسنفعل ذلك".
وقال إن "جي إي ديجيتال" توصلت بالفعل إلى إصلاح يتم اختباره لبعض المشكلات التي واجهها نظام جدولة الطاقم أثناء الانهيار. وأوضح أن وجود مزيد من طاقم جدولة الموظفين في المكان هو أيضاً جزء من الحل. وتابع، "ليس شيئاً واحداً الذي تسبب في الانهيار. لقد كانت سلسلة معقدة جداً من الأحداث".
وأشار إلى أن شركة "ساوث ويست" كانت حتى الآن "رقم واحد" في الأداء في الوقت المحدد بين شركات الطيران الأميركية في يناير الحالي. وتابع، "لذلك بالطبع نحن نطبق ما تعلمناه ونقوم في الواقع بأداء جيد للغاية".
وفيما اعتذر جوردان لكل من العملاء وموظفي الشركة، قال إن الحجوزات لشهر مارس وما بعده تشير إلى أن شركة الطيران لم تفقد قاعدة عملائها. وأضاف، "هناك كثير من الأدلة على أن العملاء المخلصين لا يزالون معنا".
الخسائر تطاول جميع شركات الطيران الأميركية
لطالما كانت شركة "ساوث ويست" شركة الطيران الأميركية الأكثر ربحية بهامش كبير. وكان عديد من منافسيها يدخلون ويخرجون من الإفلاس في العقود الأخيرة بسبب الخسائر الناجمة عن فترات الركود والأحداث مثل هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، لكن الشركة كانت قد جمعت سلسلة من 47 عاماً مربحة متتالية قبل الوباء. في عام 2020، أبلغت مع جميع شركات الطيران الأخرى عن خسائر.
وخسرت جميع شركات الطيران الأخرى الأموال مرة أخرى في عام 2021 باستثناء بنود خاصة مثل الدعم المالي من الحكومة الفيدرالية، وأبلغ معظم شركات الطيران عن خسارة ربع سنوية أخرى في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 مع زيادة حالات كورونا بسبب الطلب المحدود للمتحورة "أوميكرون" على السفر، لكن الطلب على الطيران كان قوياً للغاية بدءاً من موسم السفر في عطلة الربيع، وارتفعت أسعار تذاكر الطيران، حيث دفع الركاب أعلى قيمة للدولار للقيام برحلات تأخرت طويلاً. وأبلغت شركة "ساوث ويست" ومعظم شركات الطيران الأميركية الأخرى عن أرباحها في الربعين الثاني والثالث، ومعظمها إما سجلت أرباحاً في الربع الرابع أو من المتوقع أن تفعل ذلك، كما كانت "ساوث ويست" قبل الانهيار.
وأعلنت ثلاث شركات طيران أميركية أخرى، وهي "ألاسكا" و"جيت بلو"، و"أميركان إيرلاينز" عن أرباح الربع الرابع بالقرب من التوقعات الحديثة، على رغم أن "جيت بلو" حذرت من خسارة أكبر بكثير من المتوقع في الربع الحالي.