تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الإثنين وسط حال من الترقب قبل سلسلة من اجتماعات ستعقدها بنوك مركزية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وجاءت الأسهم الحساسة لأسعار الفائدة مثل قطاع التكنولوجيا من بين أبرز الخاسرين.
وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6 في المئة، وتصدر مؤشر التكنولوجيا القطاعات المتراجعة بنسبة 2.1 في المئة.
وتشير التوقعات إلى أن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيرفع الفائدة 25 نقطة أساس الأربعاء المقبل إلى 4.50 و4.75 في المئة، بينما سيزيد البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى 2.50 وأربعة في المئة يوم الخميس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزاد سهم "فيليبس" 4.3 في المئة بعد أن أعلنت شركة التكنولوجيا الصحية الهولندية إلغاء 6 آلاف وظيفة للعودة للربحية، وسحبت أجهزة للتنفس الاصطناعي مما تسبب في خفض بنسبة 70 في المئة من قيمتها السوقية، لكن سهم شركة (بي إن إي) الألمانية للطاقة المتجددة تراجع 15.3 في المئة بعد أن أبلغت ذراع "مورغان ستانلي" للاستثمار في البنية التحتية مجلس إدارة الشركة بأنها لم تعد مهتمة بمواصلة محادثات مع مشترين محتملين لحصة فوتون في "بي إن إي".
وأعلن مصرف "كومرتس بنك" الألماني اليوم الإثنين أنه جاهز للإدراج في مؤشر "داكس" الرائد في البورصة الألمانية بعد استيفاء معايير الأرباح الرئيسة، وقال البنك ومقره فرانكفورت إن أرباح التشغيل قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك وصلت إلى أقل بقليل من 3.4 مليار يورو (3.7 مليار دولار) عام 2022.
وجاء في بيان للبنك "هذا يعني أن ’كومرتس بنك‘ يفي بمعيار مجموعة البورصة الألمانية لعضوية مؤشر ’داكس 40‘ في ما يتعلق بالأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك خلال السنتين الماليتين الماضيتين".
وبعد عامين متتاليين من دون تسجيل خسائر ذكر البنك أنه يعتزم أن يكون مرشحاً لخلافة "مجموعة لينده" للصناعات الكيماوية في مؤشر "داكس 40" للأسهم الممتازة.
وستنسحب مجموعة "لينده غروب" من بورصة فرانكفورت وستتم إزالتها من المؤشر الألماني الرائد في الـ 27 من فبراير (شباط) المقبل، ولم يتضح بعد من سيحل محل "لينده" بين أفضل 40 شركة، ولكن شركة "راينميتال" الألمانية المصنعة للأسلحة ومكونات السيارات تعتبر الأوفر حظاً للإدراج في المؤشر.
ووفقا للأرقام الأولية فقد نجح "كومرتس بنك" في الإيفاء بالمعايير، كما حقق أرباحاً قبل احتساب الضرائب قدرها 2 مليار يورو.
انكماش الاقتصاد الألماني
وعلى رغم تحقيق "كومرتس بنك" مليارات الأرباح لكن الاقتصاد الألماني انكمش خلال الربع الأخير من عام 2022، فقد أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي اليوم الإثنين استناداً إلى بيانات أولية أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.2 في المئة مقارنة بالربع السابق.
وكان المكتب توقع سابقاً أن الناتج الاقتصادي سيصاب بالركود خلال الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وإجمالاً فقد نما أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 1.8 في المئة العام الماضي على رغم الظروف غير المواتية، وكان المكتب قدّر في السابق نمواً بنسبة 1.9 في المئة.
ومع ذلك لم تتحقق التوقعات التي ظلت قاتمة لفترة طويلة في ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا، وبحسب البيانات فقد كان الإنفاق الاستهلاكي الخاص في الربع الأخير بخاصة والذي دعم الاقتصاد الألماني طوال عام 2022، أقل مما كان عليه خلال الربع السابق.
ولم يعد الاقتصاديون يقيّمون الآفاق لهذا العام بشكل قاتم كما فعلوا بعد بداية الحرب الروسية في أوكرانيا خلال فبراير من العام الماضي، ووفقاً لعدد من خبراء الاقتصاد سينكمش الاقتصاد الألماني بشكل طفيف في أفضل الأحوال هذا العام. ويتوقع بعض الاقتصاديين نمواً اقتصادياً طفيفاً خلال العام الحالي في ضوء برامج دعم بالمليارات تقدمها الدولة لإغاثة الأسر والشركات لمواجهة الارتفاع الحاد في كلف الطاقة.
الذهب يتراجع مع ترقب اجتماعات البنوك المركزية
وتراجعت أسعار الذهب اليوم الإثنين مع ترقب المستثمرين حول العالم سلسلة الاجتماعات ستعقدها بنوك مركزية أبرزها مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) هذا الأسبوع، بحثاً عن مؤشرات في شأن توجهاتها الخاصة برفع أسعار الفائدة.
وهبط الذهب خلال التعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1923.35 دولار للأوقية (الأونصة)، ونزلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3 في المئة إلى 1922.90 دولار.
وقال كبير محللي السوق لدى "أكسينيتي" هان تان إن "الذهب يبتعد من أعلى مستوى خلال تسعة أشهر مع استقرار الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما تترقب الأسواق أحدث المؤشرات لتوجهات الاحتياط الاتحادي في شأن السياسة النقدية".
وخلال اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي المقرر يومي الـ 31 من يناير (كانون الثاني) الحالي والأول من فبراير المقبل، يتوقع المتعاملون على نطاق واسع أن يقلص البنك وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى 25 نقطة أساس مقارنة مع رفعها 50 نقطة أساس خلال ديسمبر الماضي.
وتأتي توقعات إبطاء "المركزي الأميركي" لوتيرة رفع الفائدة بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية مؤشرات إلى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، بينما تراجع إنفاق المستهلكين فيها للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر الماضي بما يضع الاقتصاد على مسار نمو أبطأ في مستهل عام 2023.
ويستفيد الذهب بصفته ضمن الأصول التي لا تدر عائداً من انخفاض أسعار الفائدة، لأنه يقلص كلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر.
ويعقد البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا اجتماعات للسياسة النقدية هذا الأسبوع أيضاً، واستقر الدولار إلى حد كبير مما يقلل جاذبية الذهب المقوم به لحائزي غيره من العملات.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة خلال التعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 23.66 دولار للأوقية، بينما هبط البلاتين 0.3 في المئة إلى 1007.50 دولار وصعد البلاديوم 1.2 في المئة إلى 1638.06 دولار.
السوق اليابانية تغلق عند أعلى مستوى خلال شهر
وأنهى مؤشر "نيكي" الياباني تعاملاته اليوم الإثنين على أعلى مستوى خلال أكثر من شهر مقتفياً أثر ارتفاعات في "وول ستريت" خلال الجلسة السابقة، لكن ما حدّ من تلك المكاسب هو ترقب الأسواق قبل اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي وإعلان الشركات اليابانية نتائج الأعمال.
وارتفع "نيكي" 0.19 في المئة ليغلق عند 27433.40 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ الـ 16 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد أن تراجع المؤشر لفترة وجيزة وهبط مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً هبوطاً طفيفاً بنسبة 0.01 في المئة، مسجلاً 1982.40 نقطة.
وقال مدير قسم الأبحاث في "تاتشيبانا" للأوراق المالية، شيجيتوشي كامادا، إن "الأسبوع زاخر بالأحداث المحركة للأسواق مما يدفع المستثمرين نحو مزيد من الحذر"، موضحاً "لست واثقاً في أن هذا الزخم سيستمر هذا الأسبوع، فالمستثمرون يتوخون الحذر وقد يبيعون أسهماً لجني أرباح قبل اجتماع المركزي الأميركي وصدور بيانات الوظائف الأميركية، إضافة إلى إعلان الشركات اليابانية نتائج الأعمال".
وقفز سهم "فانوك" لتصنيع الروبوتات 3.58 في المئة بعد أن رفعت الشركة توقعاتها للأرباح التشغيلية السنوية وأعلنت تقسيماً للسهم بمعدل خمسة إلى واحد.
كما ارتفع سهم شركة "شين - إتسو" للكيماويات 5.08 في المئة في رابع جلسة ارتفاع على التوالي مع زيادة شركة تصنيع رقائق السيليكون توقعاتها للأرباح التشغيلية السنوية.
وزاد سهم "طوكيو إلكترون" 0.68 في المئة بينما تراجع سهم "أدفانتيست" 0.32 في المئة، فيما زاد سهم "نيكون" قليلاً بنسبة 0.16 في المئة.
خسائر قياسية لصندوق الثروة في هونغ كونغ
وسجل صندوق الثروة في هونغ كونغ خسائر قياسية بقيمة 202.4 مليار دولار هونغ كونغي (25.8 مليار دولار أميركي) عام 2022 بسبب بيع الأسهم والسندات مع ارتفاع أسعار الفائدة، وقالت سلطة النقد في هونغ كونغ اليوم الإثنين إن الصندوق خسر 80.7 مليار دولار هونغ كونغي من محفظته من الأسهم المحلية والأجنبية، بينما بلغ العجز في السندات 53.3 مليار دولار هونغ كونغي، بحسب وكالة "بلومبيرغ" للأنباء.
وجاءت الخسائر الفادحة على رغم أن الصندوق حقق مكاسب بقيمة 76.4 مليار دولار هونغ كونغي خلال الربع الأخير من العام.
وقال الرئيس التنفيذي لسلطة النقد في هونغ كونغ إيدي يو إنه "بالنظر إلى المستقبل في عام 2023 فستواصل الأسواق المالية مواجهة حالات عدم اليقين، ومن المتوقع أن يستمر تقلب أسعار الأصول".
وأضاف إيدي يو، "ستواصل السياسات النقدية للبنوك المركزية الرئيسة التحكم في توقعات الاستثمار، وستولي الأسواق المالية اهتماماً وثيقاً برفع أسعار الفائدة التي تقررها البنوك المركزية الكبرى".
وتعرض الصندوق الذي تبلغ قيمته 4 تريليونات دولار هونغ كونغي إلى صدمة العام الماضي بسبب تراجع الأسهم العالمية وارتفاع أسعار الفائدة.
وتأتي الخسائر في وقت تسعى هونغ كونغ إلى الانتعاش بعد سنوات من الضوابط الصارمة المتعلقة بـ "كوفيد-19" والتي أدت إلى شلّ الاقتصاد المحلي.