إن لم يسعفك الزمن لمعرفة مدى كرمك وشجاعتك وأقسى ما أسعفك الزمن به هو الخوض في اللعبة القتالية الشهيرة " ببجي PUBG " فلا تقلق إن أردت المديح والثناء بأنك رجل كريم وشجاع , كل ما عليك فعله هو أن تدفع مبلغا لا يتجاوز 1300 دولار ليُكتب اسمك في قصيدة قد تكون "خالدة لأحفادك " ليرددوها .
هكذا يتردد في مجالس بعض المنشغلين بالشعر الشعبي في السعودية، نحو ظاهرة ما يعرف بـ"سوق الشعر السوداء"، فالكثيرون من أصحاب المعرفات المجهولة في تويتر اتخذوا من هذه الوسيلة بوابة لبيع الشعر الذي قالوا بأنه "محفوف بالسرية التامة" أي لا تقلق "نحن نكتب المدح والردح والذم والثناء ونبيعه بمقابل من المال ".
الحاجة للمال
أحد هؤلاء "يقول بأن الحاجة دفعته لبيع موهبته " وهو دافع بحسب قوله " منطقي " لامتهان هذه المهنة التي تحتاج سرعة بديهة لاستحضار القصائد التي يطلبها الناس والتي غالبا ما تكون في " المدح " أو في المناسبات العائلية " كما يقول .
وبالرغم من أنه رفض التصريح عن اسمه إلا أنه طلب أن ينشر " بروشور " خاص في " سلعته " التي يبيعها بمبلغ لا يتجاوز الـ 5000 ريال ( 1333 دولار ( وبحسب قوله فأن هذا العرض شاملا لقيمة " منشد " يشدو بها بصوته إن رغب المشتري ذلك .
لهذا السبب باع شاعر المليون قصائده
ويعترف الشاعر السعودي سعيد بن مانع بأنه أحد الذين باعوا " شعرهم " لكنه لم يمتهن هذا بشكل دائم بل كانت قصيدة متفق عليها وفي شخص قال بأنه يعرفه جيدا بأنه يستحق المديح, وقال " كان قد طلب القصيدة أحدهم واتفقنا أنا وهو على المبلغ وقمت بكتابتها ".
ابن مانع الذي عُرف في الخليج والسعودية بعد مشاركه في أشهر مسابقة شعرية عربية " شاعر المليون " يقول بأن الحاجة دائما هي من تدفع هؤلاء لبيع قصائدهم ويؤكد ذلك قائلا " الحاجة تجعل المرء لبيع ملابسه وليس شعره ".
لكنه وبحسب قوله وبالرغم من أنه أمر " مشروع " إلا أنه في مجال الأغنية يعد رواجه أكبر وغالبا الذين يبتاعونه من " وجهاء المجتمع " لذلك يلجؤون لشراء " القصائد المغناة " من أجل أن تحقق انتشارا كبيرا بحسب قوله.
ويذهب يوسف السليس الناقد في مجال المروروث الشعبي بأن هذا أمرا غير مقبول " في عرف الشعراء " وذلك لأن القصيدة المباعة ستكون خالية من المشاعر ولن تكون سوى كلمات " مصفوفة " من أجل قيمتها .
السليس الذي قدم أمسيات الشعر في المهرجان السعودي الأشهر "الجنادرية " وكان قد أصدر مؤلفات في المجال الشعبي يؤكد أيضا بأن " الحاجة للمال " هي من تدفع الشاعر نحو " بيع الشعر " الذي قال بأن " المشاعر لا تباع لأنها تفتقد للمشاعر " بحسب قوله .
ليس " تويتر " فحسب المنصة التي تباع عبرها المفردات بل " موقع حراج " أيضأ وهو أشهر موقع خليجي لبيع السلع المختلفة فهناك ستجد " سوقا لبيع الكلمات " وعادة ما تكون عبارة عن منشورات مرفقة بأرقام لهواتف جوالة وجميعها مقترنة بعبارة " بسرية تامة " وذلك من أجل طمأنة المشتري .