أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، الخميس، بأن الحرس الثوري احتجز ناقلة نفط أجنبية وطاقم عملها الذي يضم 12 شخصاً. ولم يحدد التلفزيون هوية الناقلة ولا جنسيات أفراد طاقمها.
وذكر التلفزيون أنه "تم احتجاز ناقلة أجنبية تهرب مليون لتر من الوقود في جزيرة لارك"، مشيراً إلى أن السفينة احتجزت يوم الأحد الماضي.
وأفاد موقع "سيبا نيوز"، الموقع الرسمي للحرس الثوري، أنه تم اعتراض الناقلة في 14 يوليو (تموز) "جنوب جزيرة لارك" في مضيق هرمز.
وأضاف أن السفينة سلمت إلى القضاء الذي يدرس حالياً الملف.
رد أميركي
ما حصل استدعى رداً من مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اذ أوضحت أن الولايات المتحدة لا تهدف بمبادرتها الأمنية الجديدة بالخليج الى تشكيل تحالف عسكري ضد إيران، لكنها ببساطة "تسلط الضوء" في المنطقة، لردع أي هجمات على سفن تجارية.
وأشارت كاثرين ويلبارغر التي قدمت إفادة الى حلفاء واشنطن بحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع بشأن المقترح الأميركي، الى أن المبادرة ستركز أكثر على تعزيز إمكانات المراقبة.
وقالت ويلبارغر وهي واحدة من كبار مسؤولي البنتاغون "هذا ليس تحالفا ضد إيران... إن كنا سنواجهها عسكريا فهذا ليس الكيان الذي سنستخدمه".
وأضافت "الهدف توسيع مجال الوعي البحري وإمكانات المراقبة بالمنطقة لإحباط أي عمل خبيث... نحن نسلط الضوء على أمر ما. هذا كل ما نطالب الناس به بكل صراحة".
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس، إن على إيران الإفراج فورا عن سفينة تحتجزها في الخليج وأفراد طاقمها.
وأضاف "الولايات المتحدة تندد بقوة بما تقوم به السفن التابعة للحرس الثوري من مضايقة مستمرة للسفن وعرقلة للمرور الآمن في مضيق هرمز وحوله".
وأوضح أن "على إيران الكف عن هذا النشاط غير المشروع والإفراج عن الناقلة المحتجزة وطاقمها فورا".
"رياح"
في المقابل، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية اليوم الخميس إن الناقلة التي احتجزتها إيران للاشتباه في تهريبها الوقود في الخليج لا ترفع علم بريطانيا.
وأضاف المتحدث "لا علم لدينا في الوقت الحالي بأي مصالح بريطانية في هذه الناقلة".
وتفيد مصادر بقطاع الملاحة البحرية إنها تعتقد أن الناقلة هي "رياح". وتظهر بيانات ريفينيتيف أن آخر إشارة التقطت من الناقلة يوم الأحد عندما كانت تبحر في مضيق هرمز قبالة جزيرة قشم الإيرانية في طريقها من جزيرة لارك إلى عمان.
من جهة ثانية، قالت الحكومة البريطانية، أنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بعد تقارير عن احتجاز إيران الناقلة الأجنبية، "ونواصل حث السلطات الإيرانية على تهدئة الوضع في المنطقة".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال، الثلاثاء، إن طهران قدمت المساعدة لـ "ناقلة نفط أجنبية واجهت مشكلة فنية" في الخليج بعد تلقيها نداء استغاثة منها.
وتطرق موسوي إلى الناقلة على حساب رسمي في "تويتر" بالقول إنه "بالاستناد إلى القواعد الدولية... اقتربت القوات الإيرانية وباستخدام زورق لقطر السفن سحبتها إلى المياه الإيرانية للقيام بالإصلاحات الضرورية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المتحدث أنه سيتم نشر المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
وكان موقع "تانكر تراكرز" الإلكتروني الذي يتتبع ناقلات النفط قد ذكر سابقاً أن الناقلة التي ترفع علم بنما وتحمل اسم "رياح"، والمستخدمة في مضيق هرمز لـ"تزويد السفن الأخرى بالوقود"، قد عبرت إلى المياه الإيرانية في 14 يوليو (تموز) "للمرة الأولى بعدما تباطأت سرعتها".
وأضاف الموقع أنه في تلك اللحظة توقف نظام تحديد الهوية الآلي للناقلة عن إرسال الإشارات. وآخر موقع معروف للناقلة "رياح" كان قبالة جزيرة قشم في مضيق هرمز.
ويأتي الإعلان الإيراني عن احتجاز الناقلة، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن سعيها إلى تقديم مبادرة تسعى إلى تعزيز أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز.
وقبل حوالى الأسبوعين، أعلنت سلطات جبل طارق احتجاز ناقلة نفط إيرانية قبالة شواطئها في أقصى جنوب إسبانيا من قبل الشرطة والجمارك، بدعم من البحرية الملكية البريطانية.
وتصاعد التوتر في الخليج في الأسابيع الماضية، حيث ألغت الولايات المتحدة ضربة جوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيّرة، كما حمّلت واشنطن طهران المسؤولية عن سلسلة من الهجمات على سفن النقل قبالة سواحل الإمارات.