في نظر مساهمي "ديزني" قد يبدو بوب إيغر كمن لا يرتكب خطأ يذكر، وتظهر النتائج للفصل الثاني بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين أن "ديزني+"، خدمة البث التي راهنت عليها الشركة بـ "بيت الفأر"، خسرت مالاً ومشتركين للمرة الأولى، لكن المستثمرين لا يبدون قلقين في شكل مفرط، ذلك أن إيغر يعرف كيف يؤدي دوره أمام جمهوره.
ولقد حققت زيادة بنسبة ثمانية في المئة في الإيرادات التي وصلت إلى 23.5 مليار دولار (19.3 مليار جنيه استرليني)، وزادت الأرباح بنسبة 11 في المئة إلى 1.3 مليار دولار، وكانت هذه الأرقام أعلى من توقعات المحللين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والأفضل من ذلك في نظر المستثمرين هو الجولة التي تبدو حازمة من خفض الكلف والوظائف، فهي كابوس لأولئك الذين يواجهون الخطر الأكبر، حوالى 7 آلاف شخص أو 3.6 في المئة من القوة العاملة في "ديزني"، ولكونها جزءاً من خطة لتوفير 5.5 مليار دولار من الكلف فقد جعلت الأسهم تقفز.
إعادة هيكلة، إعادة تنظيم، انشغال، انشغال، انشغال.
ولإعادة التنظيم معنى ما، إذ ستصبح الشركة شوكة ثلاثية الأسنان في المستقبل مع "ديزني للترفيه" برئاسة الرئيسين المشاركين دانا والدن وألان برغمان، و"إي إس بي إن" للبث الرياضي تحت إشراف جيمي بيتارو، و"متنزهات ديزني وتجاربها ومنتجاتها".
والأخيرة قطعة جوش دامارو من الفطيرة، وهي الفطيرة الحلوة، فالمتنزهات تحافظ على تماسك كل شيء، وهي أداة لتوليد الأموال فائقة الموثوقية ويصطف عملاؤها ليتبللوا بالماء، وحتى لو تذمروا قليلاً من العلاوات التي يتوقع منهم دفعها أو قوائم الانتظار التي يتعين عليهم الانضمام إليها إذا لم يدفعوا العلاوات (أو لا يستطيعون أن يدفعوها)، فهم لا يزالون يحضرون، وهذا يسهل على المستثمرين التعايش مع تدفق الإيرادات الأكثر تقلباً من أجزاء أخرى من الأعمال مثل "ديزني+". وحينما شهدت تراجعاً بواقع 2.4 مليون مشترك بدا ذلك سيئاً في شكل خاص مقارنة بـ "نتفليكس" التي أضافت 7 ملايين مشترك خلال فصلها الرابع، وأعلنت الأخيرة للتو خططاً لإجبار المستخدمين على تعيين "موقع أساسي" لحساباتهم مع "حسابين فرعيين" للمستخدمين الذين لا يعيشون في هذا الموقع يتاحان في مقابل رسوم شهرية لكل مستخدم إضافي، والخطوة مصممة للمساعدة في تضييق الخناق على تشارك كلمات المرور وهي قيد التجربة في كندا ونيوزيلندا والبرتغال وإسبانيا.
وهناك على الأقل تفسير لتراجع "ديزني"، وتأثر "ديزني+ هوتستار"، العرض في الهند وأجزاء من الجنوب الشرقي لآسيا، بفقدان "ديزني" حقوق البث لمسابقة الكريكت الشهيرة، الدوري الهندي الممتاز.
تدفع حقوق رياضية كهذه الأرقام عند الفوز بها، لكنها تجلب الانخفاضات عند خسارتها، وسيلاحظ أثر ضياع الدوري الهندي الممتاز.
من ناحية أخرى لا تزال "ديزني+" تنمو في الولايات المتحدة وكندا، تدعمها مكتبة المحتوى الهائلة خاصتها. أفلام الصور المتحركة والبرامج التي يحبها الأطفال. يجذب "عالم مارفل السينمائي" و"حرب النجوم" الناس من مختلف الأعمار، ويجعل هذان العرضان المشتركين يبقون حتى في خضم أزمة كلف المعيشة العالمية.
واعتاد عدد من المستهلكين على الإلغاء ثم الإضافة ثم الإلغاء لخدمات البث بناء على ما يريدون مشاهدته. إن ذلك سهل بما فيه الكفاية.
وحققت هذه الخدمات أخيراً بعض النجاح مع نماذج تمولها الإعلانات، وجرى توفيرها بسعر أرخص، ومع ذلك لا يزال كسب المال منها صعباً لأنها حتى مع ارتفاع الأسعار أخيراً تمثل عموماً قيمة جيدة جداً للمستهلك.
ولا تزال "ديزني" تعتقد أن "ديزني+" ستحقق ربحاً عام 2024، لكن حروب البث ستستمر في جعل الأمور صعبة حتى يقع بعض الضحايا، ويمكن أن تبرز "ديزني+" عندما يحدث ذلك.
وحتى ذلك الحين ستبقي المتنزهات الأمور تسير بينما يقوم إيغر بتحركاته المؤسسية، وتعاني الشركة مع من تجده ليحل محله في الأجل البعيد، ففي المرة الأخيرة التي حاولت فيها القيام بذلك مع بوب تشابيك لم تنجح كثيراً.
© The Independent