تغادر الفنانة اللبنانية عايدة صبرا إلى كندا خلال اليومين المقبلين، حيث تمضي هناك شهرين في زيارة خاصة، على أن تعود لاحقاً إلى لبنان للمشاركة في أعمال قد تتفق عليها مع منتجين.
عايدة التي خاضت سابقاً تجربة فنية مميزة خلال وجودها في كندا، عبر نشر فيديوهات نقدية ساخرة، هل يمكن أن تكرر هذه التجربة مجدداً؟ تجيب "هذا الأمر ممكن جداً، ولكن ليس فور وصولي لأنه يفترض أن أتابع أولاً بعض الأعمال الخاصة".
وعن أهمية تلك التجربة، خصوصاً أنها كانت في طليعة الفنانين الذين خاضوها، توضح "يومها وجدت أنه من الضروري أن أخوض التجربة لأن السوشيال ميديا صارت بمتناول كل الفئات العمرية، والتلفزيون لم يعد يحظى باهتمام الشباب والمراهقين، وجمهوره محدود جداً، عدا عن أنني حاولت الدخول إلى بيوت الناس من خلالها، بعمل ذكي ومختلف عن السائد ويخاطب أكبر عدد ممكن من الناس. أحببت التجربة، والتفاعل معها من خلال التعليقات جعلني أعرف كيف أكمل المسار".
حرية مطلقة
تشير الفنانة اللبنانية إلى أن المواضيع التي تطرقت إليها في تلك الفيديوهات كانت تفرض نفسها، "لم أشعر أنني في حاجة إلى البحث عن موضوع معين، وكيفما كنت أسير في شوارع كندا، كنت أجد أن هناك موضوعاً معيناً يستحق أن أتحدث عنه. وأجمل ما في تلك التجربة هو أنني كنت أملك الحرية المطلقة للتحدث عن أي موضوع، بعيداً من إملاءات المنتجين، مع الحرص على أطر معينة لا تتعدى الأخلاق وخدش شعور الناس".
وعما إذا أحبت هذه التجربة أكثر من تجربة المسرح، توضح "لا أفضل مجالاً على آخر، ويوتيوب وسيلة من وسائل الفن التي نقدم رسالة من خلالها، ولكن يبقى لكل مجال خصوصية معينة. على المسرح، أنا حرة أيضاً وكل تجربة لها معزة خاصة عندي".
صبرا التي انتقدت الفنانين بشدة في تلك الفيديوهات، عبرت عن رأيها بالوسط الفني، قائلة "أنا انتقدت الفنانين انطلاقاً مما شاهدته خلال تعليمي في برنامج "ستار أكاديمي" وبرنامج آخر شبيه به، وما فعلته لم يكن عن عدم معرفة، بل كان مبنياً على معرفتي بهم من خلال مشاهدتي لتصرفاتهم في الكواليس. الأخلاق لدى الفنان، يجب أن تكون أهم من أي شيء آخر، كذلك طريقة تعامله مع الناس".
الشكل والمضمون
من ناحية أخرى، تشير صبرا إلى أنها يمكن أن تطل على الشاشة بشكل قبيح، معتبرةً أن الشكل يأتي في المرتبة الأخيرة في سلم اهتماماتها كممثلة، "أنا لا أقدم شكلي، بل ما تتطلبه الشخصية مني، وكيف يجب أن تكون وما هو مضمونها، لأن المضمون أهم من الشكل، والدليل أنني أنجح. مثلاً الشخصية التي قدمتها في مسلسل "إنتِ مين" حققت النجاح، لأن الناس قدّروا المضمون والأداء، والأمر ذاته ينطبق على "الستّ نجاح". لا مشكلة عندي في أن أطل بشكل قبيح إذا كان الأمر يصبّ في مصلحة العمل".
وتؤكد أنها لا يمكن أن تخضع لعمليات تجميلية، على اعتبار أنه "من الجميل أن يرى الإنسان آثار الحياة في شكله وأن يقتنع بها ويفهم معناها".
غسل دماغ
ورداً على من يبررن لجوءهن إلى عمليات التجميل، وحرصهن على الإطلالة بشكل جميل، لأن في هذا الامر احتراماً للمشاهد والجمهور، تجيب "نحن نطل من دون عمليات تجميل، ونفرض احترامنا على الجمهور أكثر من غيرنا، لأننا نعرف كيف نحترمه، من خلال تضامننا معه ومشاركتنا همومه، ونكون على قدر من الأخلاق، بعيداً من التسفيه والابتذال".
ولأن الشكل هو مدخل لأدوار البطولة، كما يحصل عادة، توضح أن "المنتج هو الذي يتحمّل المسؤولية، لأنه هو من يطلب من الكاتب أن يكتب لفئة عمرية معينة. هم لا يريدون معالجة مواضيع جدية وعميقة، بل مواضيع فارغة لا تشبه الواقع".
وعما إذا كان سبب قبولها بـ "إنتِ مين" كونها وجدت أنه يشبه واقعنا، تلفت إلى أن العمل "مسبوك بطريقة جميلة، وعالج موضوع الحرب التي يحب الناس الحديث عنها كنوع من العلاج. فالأميركيون لا يزالون حتى اليوم، يتناولون في أفلامهم حرب فيتنام. إضافة إلى أن العمل فيه نوع من التوعية وإدانة لكل الأفرقاء الذين حاربوا لمبدأ يعنيهم شخصياً وأصبحوا في السلطة".
قرع الأبواب
تشدد الفنانة اللبنانية على أنها ليست من النوع الذي يطرق الأبواب للحصول على أدوار تمثيلية، "قد لا أكون من بين الممثلات اللواتي يهتم لهن المنتجون، ومشاركتي في "إنتِ مين" تمت بناء على اختيار المخرج إيلي حبيب للممثلين".
وتوضح أن المضمون هو أساس اختيارها لأي عمل سواء كان تلفزيونياً أو مسرحياً أو سينمائياً، "يهمني المشاركة في عمل بالأهمية ذاتها التي قدمتها في أعمالي السابقة أو بمستوى أعلى منها".
في المقابل، نفت أن يكون السبب في توجه ممثلي المسرح إلى التلفزيون عدم توفر الأعمال المسرحية الجيدة، موضحة "منذ سبع سنوات، المسرح في أفضل أحواله، ومعظم المسرحيات جيدة. لكن المشكلة تكمن في الإنتاج، ومن يقدمون أعمالاً مسرحية يدفعون من جيبهم الخاص أو يعتمدون على المساعدات. ومن اتجهوا نحو التلفزيون، ربما لم يجدوا مكاناً لهم في المسرح، أو لم يتمكنوا من تأمين الإنتاج". وقالت صبرا إنها راضية أيضاً عن الإنتاج السينمائي في لبنان.