ملخص
حينما انتخب رئيساً لأوكرانيا، لم يطمح #الممثل_ الكوميدي_فولوديمير_زيلينسكي إلا بأن يؤخذ بجدية. وبعد سنة من صموده أمام #حرب_بوتين، حاز لقب #تشرشل_أوكرانيا
"أحتاج إلى ذخائر، لا إلى توصيلة". بتلك الكلمات، جاء رد زيلينسكي على عرض جو بايدن لإخراجه جواً وعائلته إلى بر الأمان في الولايات المتحدة، في وقت اقترب الجيش الروسي ودباباته من كييف. سيبقى ذلك الرد من أكثر الكلمات والجمل تأثيراً خلال الحرب في أوكرانيا.
إن ذلك العنفوان الأساسي المركز الذي أظهره زيلينسكي في تأمين مساعدات الأسلحة الغربية وليس الدعم اللفظي وحده، ذلك العنفوان بفصوله الأقرب إلينا زمنياً التي حملت الرئيس الأوكراني إلى لندن وباريس وبروكسل، هو ما أنقذ أوكرانيا من الاحتلال وتغيير نظامها على يد فلاديمير بوتين.
لقد مثل تصميم الزعيم الأوكراني على البقاء مع شعبه لمواجهة العاصفة الآتية، نقيضاً صارخاً وإيجابياً للطريقة التي انتهجها حليف أميركي آخر، هو [الرئيس الأفغاني السابق] أشرف غني، حين فر ووزراؤه من كابول قبل عامين حينما سقطت العاصمة الأفغانية بيد حركة "طالبان".
وبالنسبة إلينا، نحن الذين كنا في كابول وكييف خلال الحدثين المذكورين، ظهر تأثير ذلك الفارق الصارخ، بوضوح تام، إذ إن الرحلة الجوية المضطربة التي أقلت غني وحكومته أسهمت في القضاء كلياً على المقاومة المتضائلة في وجه "طالبان". أما بالنسبة إلى الأوكرانيين، فأدى الصمود والتحدي اللذان أظهرهما زيلينسكي دوراً أساسياً في شد عزم المدنيين حينما شهدت بلادهم نزوحاً شاملاً نحو الحدود.
وحصل الأمر عينه بالنسبة إلى الجنود الذين واجهوا آنذاك احتمالات بدت هائلة ومفتوحة. وليس بوسع المرء المبالغة في وصف مدى ارتفاع الروح المعنوية حينما خرج الرئيس الأوكراني من "قصر مارينسكي" ليجول في شوارع كييف ويظهر أنه ما زال هناك، فيما الصواريخ والقذائف تنهمر على المدينة.
وجاءت تقارير لاحقة كي تضيف إلى تلك البطولة الشخصية أبعاداً أخرى. فتحدثت التقارير عن مقاتلين شيشان أرسلهم رمضان قديروف، حليف بوتين، لقتل زيلينسكي. ووقعت سلسلة من الاشتباكات النارية في المدينة، وعرضت أمامنا جثث من وصفوا بأنهم عناصر العدو المتسللين الذين حاولوا تنفيذ الاغتيال.
منذ تلك الأيام في فبراير (شباط) العام الماضي، تحول فولوديمير زيلينسكي من سياسي كان ممثلاً كوميدياً لا يعرفه سوى المهتمين فعلاً بالشؤون الأوكرانية الداخلية، إلى شخصية من أشهر شخصيات العالم. وتلقى الرجل المديح من قادة عالميين. وألقى الكلمة الافتتاحية في الجمعية العامة ومجلس الأمن بالأمم المتحدة. كذلك اختارته مجلة "تايم" "شخصية العام" سنة 2022. وحملت شوارع عدة اسمه في دول كثيرة، من بينها المملكة المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن دون شك، سيستمر زيلينسكي بأداء دور أساسي في الجغرافيا السياسية خلال الأعوام المقبلة. فربما يكون القائد الذي يضمن انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي. ويدعم الحلفاء الغربيون هذين الأمرين، وباتوا اليوم أكثر تضامناً واتحاداً في دعم المقاومة الأوكرانية خلال هذا النزاع المستمر.
وفي السياق عينه، تلقى زيلينسكي التأييد والاستحسان من الحلفاء، والشتائم من المناوئين، إذ خاطبه الرئيس بايدن في أحد الاجتماعات، وقال "إنه شرف لي أن أكون إلى جانبك". فيما اعتبره إيمانويل ماكرون "تجسيداً للشرف والحرية والشجاعة". وكذلك وصفه بوريس جونسون الذي يعد من أول المسارعين إلى دعم أوكرانيا، بـأنه "مثل تشرشل، إذ أطلق زئير الشعب الأوكراني".
في المقابل، بالنسبة إلى الكرملين، يمثل الرئيس الأوكراني "دمية غربية تسببت في الحرب"، إذ إن زيلينسكي بكلمات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الروسي الأسبق ديمتري مدفيديف، "يشبه هتلر، إذ يقود نظاماً نازياً". وبالنسبة إلى اليمين الأميركي، كأنصار دونالد ترمب من أمثال مقدم البرامج السابق تاكر كارلسون، فإن ظهور زيلينسكي في الكونغرس بقميصه العسكري الشهير بلونه الأخضر الزيتوني، يقدم انطباعاً عن شخص "يرتدي زي مدير نادٍ للتعري [ستربتيز] كي يطالب بالمال" ويجر الولايات المتحدة إلى حرب لا طائل منها.
ولد زيلينسكي عام 1978 لعائلة يهودية من الطبقة العاملة في مدينة كريفيي ريه، ونشأ في بيت يتحدث اللغة الروسية. وخدم جده في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. وفقد الجد والده وإخوته الثلاثة في الهولوكوست.
صعد زيلينسكي إلى الشهرة عبر أدائه التلفزيوني لدور رجل عادي يجد نفسه من خلال ظروف وأحداث غير عادية في موقع الرئاسة، إذ يفوز ذلك الرجل الذي يدعى فاسيلي غولوبورودكو، في الانتخابات إثر انتشار مقطع فيديو صوره تلامذته يظهره منفعلاً ضد الفساد. حمل ذلك المسلسل التلفزيوني عنوان "خدام الشعب" Servants of the People، ثم صار اسماً لحزب زيلينسكي السياسي حينما ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2019. وتمثل همه الأول والأساسي آنذاك في إقناع الشعب بأنه رجل جدي. ورفعت حملته الانتخابية شعار "أنا لا أمزح". وربما يسامَح الرأي العام لاعتقاده بأن ذلك الشعار يشكل حيلة دعائية، إذ لم يكن زيلينسكي منتظماً فعلياً في الأحداث التي رسمت مسار البلاد السياسي إبان الفترة الحاسمة والحافلة حين اندلعت "الثورة البرتقالية" عامي 2004 و2005، وحصلت انتفاضة "الميدان" عام 2014 التي أدت إلى إسقاط الرئيس المدعوم من قبل الكرملين فكتور يانوكوفيتش.
وكذلك تهرب زيلينسكي من الخدمة العسكرية الإلزامية خلال النزاع الذي تلى تلك الحوادث، مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، الأمر الذي استثار في ما بعد انتقادات حادة من قبل مناوئيه السياسيين الذين سلطوا الضوء على مسألة التهرب من الخدمة. ومن سخرية القدر الآن التأمل في هذه الواقعة إزاء ما حدث لاحقاً.
من ناحية أخرى، ثارت أيضاً تساؤلات تتعلق بتأثير داعمه الأساسي في الانتخابات، إيهور كولومويسكي، البليونير الأوليغارشي المثير للجدل الذي قدمت وسائله الإعلامية تغطية واسعة ودعماً لوجستياً كبيراً لزيلينسكي خلال حملته الناجحة في الانتخابات الرئاسية. وفي السياق نفسه، ظهر أن أندريه بودان، أحد أقرب مستشاري زيلينسكي، كان أيضاً المحامي الأساسي لكولومويسكي الذي مثل ذلك الأوليغارشي في قضية أمام المحكمة ضد الحكومة، تتعلق بمسألة تأميم مصرفه "بريفات بنك" Privat Bank. وكذلك ظهرت أسئلة عن تمويل يقدمه كولومويسكي لجيش خاص، هو "كتيبة آزوف" (التي باتت اليوم وحدة عسكرية أوكرانية رسمية) خلال النزاع مع الانفصاليين، وذلك نظراً إلى ارتباطاتها باليمين المتطرف.
في الإطار عينه، تجنب زيلينسكي أي سجال سياسي أساسي مع مناوئه بيترو بوروشينكو الذي شغل منصب الرئاسة آنذاك وهو من أوليغارشيي قطاع صناعة الشوكولاتة. وحينما فاز زيلينسكي بالرئاسة لم يكن معروفاً سوى القليل عن أفكاره السياسية، إلى جانب الوعد الذي أطلقه حول "الوسطية الأوكرانية" و"النزوع الأكبر لمكافحة الفساد".
بالتالي، ساد اعتقاد عام 2019 بأن زيلينسكي وجماعته إذا وصلوا إلى السلطة، فسيقعون في الحيره إزاء ما يجب فعله. وبالفعل بدا الأمر كأنهم فوجئوا بنجاحهم. في هذا السياق، ذكر المحلل الاستراتيجي الأوكراني، سيرهي هايداي، "ظنوا أن الأمر [انتصارهم] لا يمكن أن يحصل، وأن فولوديمير شخص يكتفي باللـهو. لكن، حينما فاز، وقعوا في حيرة أكبر. لم يعرفوا ما الذي يجب فعله، لأنهم أدركوا ماذا تعني المسؤولية وأن حياتهم السابقة انتهت".
واستكمالاً، حدثت زلات وعثرات. وعلى منوال شخصيته الأخرى على التلفزيون، فاسيلي غولوبورودكو، عيّن الرئيس الجديد بعض أصدقائه في مواقع عليا، لكن بعضهم كان متهماً بالفساد، وبعضهم الآخر بسوء التصرف، وآخرين بعدم الكفاءة. ولم تكن سمعة زيلينسكي الدولية جيدة على نحو خاص، إذ عمد بعض الدبلوماسيين والسياسيين الغربيين إلى عقد مقارنة غير مستحسنة بينه وبوروشينكو، الرجل الذي اشتهر بفرض نفسه بصورة اقتحامية، والذي اجتمع بقادة أوروبيين، إضافة إلى باراك أوباما وبوتين.
في المقابل، بدا زيلينسكي مرتاحاً في مناسبات كبرى. وبرز هذا الأمر خلال مؤتمر صحافي مشترك ضمه ودونالد ترمب. وآنذاك، حاول الرئيس الأميركي ابتزازه من خلال طلب إجراء تحقيق في مسائل مالية تتعلق بابن جو بايدن، هانتر، في أوكرانيا. وجاء تعليق ترمب للمساعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا كطريقة للضغط (على زيلينسكي). ولاحقاً، ساعدت تلك الخطوة نفسها في إخضاع الرئيس الأميركي السابق للمساءلة أمام الكونغرس.
في تلك المرحلة، اتهم زيلينسكي باللين أمام روسيا في سياق جهوده لإنهاء النزاع مع الانفصاليين في الشرق الذي جرى آنذاك بشكل بطيء لكن كلفته بلغت 13 ألف قتيل. ثم عكف الرئيس الأوكراني الجديد [زيلينسكي] على التخطيط للقاء بوتين وإجراء محادثات معه في باريس أواخر عام 2019، فيما احتشد متظاهرون في كييف وراحوا يهتفون "لا للاستسلام" و"لا للمساومة" و"الخيانة".
وأطلقت تحذيرات مفادها بأن كولومويسكي، الممول السابق لـ"كتيبة آزوف" الذي اعتقد آنذاك أنه ما زال يؤثر كثيراً في زيلينسكي، يرى أن على أوكرانيا فتح قنوات مع موسكو بغية مواجهة عدوانية إدارة ترمب، إذ يتبدل وجه ذلك الأوليغارشي، بحسب المنتقدين، وفق مصالحه الشخصية. وحينها، خشي كولومويسكي على مصالحه وأعماله إزاء المطالبات الغربية بإجراء إصلاحات تجارية واقتصادية جذرية في البلاد.
وبالتزامن مع ذلك، سرت قصص تحكي أن زيلينسكي الذي كان يقدم عروضاً تمثيلية في موسكو حينما اجتاح الجيش الروسي شرق أوكرانيا عام 2014، قال مازحاً إن الجنود الروس ليسوا داخل أوكرانيا في الحقيقة، بل "يقفون عند الحدود، والحدود الأوكرانية جرى دفعها قليلاً إلى الأمام". على نحو مماثل، ظهرت في موسكو بعض الأصوات الإيجابية تجاه زيلينسكي، إذ شعروا بأن خلفيته اليهودية ربما تدفعه إلى قمع اليمين المتطرف في الحركة القومية الأوكرانية. "أعتقد بأنه صادق في نواياه" في التوصل إلى تسوية مع روسيا، قال بوتين عن السيد زيلينسكي آنذاك. "إنها قناعته الصادقة، وذاك سعيه في الأقل".
في المقابل، لم تفضِ محادثات باريس [بين بوتين وزيلينسكي] إلى شيء، وكذلك الحال بالنسبة إلى المفاوضات التي أعقبتها. واتهمت موسكو أوكرانيا بأنها تعطل صفقة سلام من خلال عدم تطبيقها جزء من اتفاق وقف إطلاق نار في شرق أوكرانيا يعرف بـ"اتفاق مينسك" (لاحقاً سيعلن بوتين عن "موت" اتفاق مينسك مباشرة قبيل اجتياحه أوكرانيا العام الفائت). كذلك طرحت كييف قوانين تتعلق باستخدام اللغة الروسية وأغلقت وسائل إعلامية روسية من بينها تلك التي يملكها فيكتور ميدفيدتشوك، صديق بوتين ووالد أحد أحفاده. وحين اتهم ميدفيدتشوك بالخيانة ووضع قيد الإقامة الجبرية، ندد الرئيس الروسي بذلك معتبراً أن حكومة زيلينسكي تتحول "بثبات إلى نقيض لروسيا ومناوئ لها".
ومع مباشرة الجيش الروسي حشد قواته طوال خريف 2020 وفي الأشهر الأولى من السنة الماضية، راحت أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية تزداد قناعة بأن بوتين ينوي تنفيذ اجتياح شامل والسيطرة على كييف. في هذه النقطة، ولمتابعة المقارنة مع ما حدث في أفغانستان، فقد تناقض هذا الأمر بشكل صارخ مع ما عاناه الأميركيون من نقص في المعلومات حينما سيطرت "طالبان" على الوضع إثر انهيار قوات الحكومة الأفغانية.
في المقابل، حاول زيلينسكي ووزراؤه التقليل من أهمية التهديدات. واتهموا بأنهم غير واقعيين ومتعاميين تجاه حوداث موشكة على التحقق. ومع كل تحذير غربي كان يطلق ويضخم في الإعلام، راحت توجه ضربة مالية موجعة إلى الاقتصاد الأوكراني الضعيف بالفعل، فيما يسعى الرئيس إلى منع حصول أضرار إضافية.
بيد أن أوكرانيا، بعد صمودها أمام الهجوم الروسي الأول إثر انطلاق الغزو، استعادت أراضي خسرتها وتتحضر قواتها الآن لهجوم جديد. كذلك تحاول كييف تسريع عملية الانضمام إلى حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
في ذلك المنحى، لا يزال الفساد هو المشكلة المحددة التي تبطئ عملية الانضمام وبقية تعاملات أوكرانيا مع المؤسسات الدولية. وحظيت تلك المسألة بموقع الصدارة في برنامج زيلينسكي الانتخابي حينما ترشح للرئاسة، إذ سبق لـ"صندوق النقد الدولي" أن ربط موافقته على تأمين القروض لكييف بشرط أن تنجز حكومتها الخطوات اللازمة لمعالجة مظاهر سوء التصرف. كذلك تشكل الإصلاحات المطلوبة في مكافحة الفساد أحد الشروط الأساسية لعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
في هذا الإطار، جاءت الجهود التي تبذلها كييف بشكل أكثر وضوحاً أثناء الاجتياح، وتجلت بتبديل وزراء ومسؤولين في حكومة زيلينسكي. ولم تكن مصادفة أنه قبل اجتماع عقد في الآونة الأخيرة في كييف مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي، حصلت مجموعة من الاستقالات الإجبارية وإقالات لوزراء ومسؤولين أعقبت اتهامات بالفساد. كذلك جرت مداهمة منازل ومكاتب شخصيات عامة رفيعة وأوليغارشيين. وسارع الجهاز الأمني الأوكراني، الـ"إس بي يو" SBU، إلى نشر صور عملية محددة من عملياته جُردت ضد كولومويسكي، الحليف السابق للرئيس زيلينسكي. في تلك الصور، بدا هذا الأوليغارشي البالغ من العمر 59 سنة، مرتبكاً، وواقفاً مكتوف الذراعين مرتدياً بدلة رياضية، فيما يداهم المحققون منزله في دنيبرو، ويعملون على تفتيشه. لقد جاء التحقيق مع عرابه السابق ليمثل إشارة مهمة من زيلينسكي تظهر أنه، على نحو لا يقل عن متابعته لأحوال الميدان، يركز باهتمام على المسائل السياسية الداخلية في البلاد.
لقد شهدت الحرب في أوكرانيا عدداً من التقلبات والمنعطفات في مسارها. إن صمود كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا التي يشكل المتحدثون باللغة الروسية فيها أكثرية سكانها، عقب الاجتياح، ليشكل حادثة كبيرة في المرحلة الأولى من النزاع. وواجه زيلينسكي انتقادات بسبب عدم سحبه الجنود الأوكرانيين من ماريوبول حين وقعت تلك المدينة تحت الاحتلال الروسي، مما أدى إلى أسر الآلاف منهم.
في الصيف الماضي، حقق الروس مكاسب لافتة في الشرق، حيث احتلوا مدن ليمان وسيفيرودونيتسك وليسيتشانسك. بدا أن إقليم دونباس، قلب المناطق الصناعية الأوكرانية التي يريد بوتين السيطرة عليها، وهي تمتد في إقليمي دونيتسك ولوغانسك، على وشك السقوط بيد الروس. لكن وصول الأسلحة الغربية، كأنظمة المدفعية الفائقة الحركة (هيمارس) ومنظومات إطلاق الصواريخ المتعددة (ملارس)، أدى إلى قلب المعادلة.
"أحتاج إلى ذخائر، لا إلى توصيلة". بتلك الكلمات، جاء رد زيلينسكي على جو بايدن حينما بدأت هذه الحرب. إن ما حدث منذ ذلك الحين، من ضمنه الزيارة البالغة الرمزية التي أداها الرئيس الأميركي إلى كييف قبل أيام، يظهر النتيجة المدوية لما قد يحصل حينما تجري الاستجابة لذلك النداء. وجعل النداء نفسه أيضاً الرئيس الأوكراني واحداً من أهم القادة السياسيين في زمانه.
© The Independent