ملخص
دفن #فيروس_زومبي في الثلوج قبل حوالى 50 ألف سنة وأنعشه العلماء كي يستبقوا خطر تجدد #أوبئة_ فيروسية غابرة بأثر من #ذوبان_ القطبين المتجمدين بأثر من #الاحتباس_ الحراري
دفن قبل حوالى 50 ألف سنة، وأهيل التراب المتجمد عليه. ثم جاء الاحتباس الحراري. وشرعت ثلوج القطبين في الذوبان. وضمن أشياء كثيرة أخرى، سرت خشية بين علماء الفيروسات من أن تلك الحرارة غير الطبيعية قد تكشف عن مقابر لفيروسات ربما تسببت في جائحات في العصور الغابرة، لعل بعضها أشد ضراوة من فيروس كورونا الذي قلقلت جائحته أحوال البشر على مدار الكرة الأرضية. فذهبت فرق من أولئك العلماء إلى السهب السيبيري الثلجي العظيم. وأعملوا أدواتهم نبشاً في التربة السيبيرية العميقة المستقرة تحت أرضها. وشرعوا في أخذ عينات وتفحصها في المختبرات، سعياً إلى اكتشاف فيروسات العصور القديمة التي قد تهدد الإنسان المعاصر وحضارته.
من بين تلك الفرق، ثمة طاقم صغير يقوده البروفيسور الفرنسي جان ميشال كلافرييه، أستاذ كرسي الطب وعلوم الجينات في كلية الطب التابعة لـ"جامعة إكس- مرسيليا"، يهتم بصورة أساسية بما يسميه "فيروسات الزومبي"، باقتباس من صور هوليوود عن الكائنات المعلقة بين الموت والحياة. وتتركز أعمال ذلك الفريق الفرنسي على محاولة اكتشاف فيروسات قديمة قد تكون محتفظة بقدرتها على إحداث أوبئة.
من الناحية العلمية، الخطر من فيروسات العصور القديمة أشد هولاً بكثير ما قد يتبادر إلى الأذهان. ولأنها غابت عن تجمعات البشر آلاف السنوات، فالأرجح أن المناعة ضدها بأي شكل كان، قد فقدت وطويت قيد النسيان. بقول آخر، لا يوجد أي جسد بشري يقدر على مقاومة الفيروس العائد من نفق الجمود المديد. وربما لا تستطيع حتى الحيوانات مقاومة "فيروسات الزومبي".
العودة من نفق حياة منجمدة
الأرجح أن قراء كثيرين قد تبادر إلى أذهانهم صوراً من وحي أفلام الخيال العلمي عن خطر "الكائنات الزومبي" التي تبدو كأنها عادت من الموت كي تفتك بالأحياء. لعل الأقرب إلى المخيلات الحاضرة، ذلك الحضور المميت لجيوش الزومبي الفاتكة في أشرطة سلسلة "صراع العروش".
وبعيداً من الشاشات، عمل فريق كلافرييه بدأب مستوحياً أعمالاً علمية مماثلة لفريق روسي استطاع في 2012 اكتشاف نوع من الزهور البرية القديمة، ثم أنعشها بعد أن تجمدت أوصال الحياة فيها لقرابة 30 ألف سنة. وقد جاء ذلك في مقابلة أجرتها شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية الذائعة الصيت، مع البروفيسور كلافرييه.
وبعد ذلك العمل البارز في 2012، استطاع العلماء اكتشاف أنواع ميكروسكوبية كثيرة، بقيت منجمدة آلاف السنوات، وأعيد إنعاشها.
واستكمالاً، عمد البروفيسور كلافرييه إلى توخي الحذر، فركز أعماله على الفيروسات التي لا تستطيع أن تصيب بالضرر إلا الكائنات الوحيدة الخلية كتلك المعروفة باسم "أميبا" Amoeba، وفق ما نقلته "سي أن أن".
وأخيراً، توصل كلافرييه إلى اكتشاف فيروس قديم في التربة المتجمدة للسهب السيبيري العظيم. وكذلك استطاع "إانعاش" ذلك الفيروس وتجدد نشاط الحياة فيه، عقب زرعه داخل خلية "أميبا".
وبالاستناد إلى التحليل الكربوني للتربة السيبيرية التي وجد فيها ذلك "الفيروس الزومبي"، قدر أنه يعود إلى ما قبل حوالى 50 ألف سنة، وتحديداً قبل 48500 سنة.