ملخص
عيادات #العلاج_الجيني في #الأردن تساهم في إمكانية كشف #الأمراض المستقبلية عن طريق الجينات
على رغم بعض المخاوف والتحفظات، فإن عيادات العلاج الجيني تشهد إقبالاً متزايداً بين الأردنيين في السنوات الأخيرة، لما تقدمه من خدمات وفحوصات تظهر مدى القابلية الوراثية للأمراض المزمنة وأسلوب الحياة الأمثل.
وتعتبر الهندسة الوراثية في الأردن موضوعاً مثيراً للجدل، وينقسم الأردنيون حولها بين مؤيد وعارض، على رغم التعامل الرسمي الحذر والمنهجي مع هذا الموضوع.
من الناحية القانونية، فإن الأردن لديه قوانين صارمة على صعيد استخدام التقنيات الحيوية، ومن بينها الهندسة الوراثية والعلاج الجيني، لكن ذلك لم يبدد بعض المخاوف المتعلقة بالتأثير السلبي على البيئة والصحة العامة، إضافة إلى الشكوك حول سلامة الأغذية المعدلة وراثياً.
"اعرف شيفرتك الوراثية"
ثمة بعض الأبحاث العلمية في الأردن حول الهندسة الوراثية، وهناك عدد قليل من الشركات الناشئة التي تعمل في هذا المجال وتسعى إلى جذب الزبائن المهتمين بمعرفة شيفرتهم الوراثية.
ويتوقع مراقبون أن يشهد هذا المجال تطوراً في السنوات المقبلة، بخاصة أن الأردن يعتبر من البلدان الناشئة التي تدعم البحث العلمي والتكنولوجيا، كما أن تدريس هذا التخصص يتوسع يوماً بعد آخر في الجامعات الأردنية.
وتشمل الاستخدامات الشائعة لعلم الجينات تشخيص الأمراض الوراثية، والبحث عن علاجات جديدة، وتحسين صفات النباتات والحيوانات، وتطوير محاصيل معدلة وراثياً، والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية.
ويتحدث متخصصون عن دور تحديد البصمة الجينية في علاج السرطان واختصار المدة الزمنية للشفاء.
ويقول عبدالله عويدي العبادي الذي يدير مركزا للعلاج بالخلايا، إن فحص الكشف عن البصمة الجينية للسرطان يمكن إجراؤه على الحالات السرطانية المتقدمة، واختيار أفضل الطرق العلاجية والأدوية التي تقلل من كلفة العلاج صحياً ومادياً.
مجال واعد
تقوم شركات متخصصة في الاختبارات الجينية وتحليل الحمض النووي، بتقديم خدمات عدة كعلم الوراثة الغذائية والسمنة، عبر توفير نظام غذائي يعتمد على رمز الحمض النووي الخاص بكل شخص، وكذلك تقرير كامل عن قائمة كبيرة من الأطعمة التي يمكن لجسمه تحملها، كعدم تحمل اللاكتوز والغلوتين وخطر زيادة الوزن، واستقلاب الكربوهيدرات والدهون، والاستجابة لممارسة الرياضة البدنية، والتحكم في الشهية والشبع.
كما تقدم معلومات عن أمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم، ومخاطر القلب والأوعية الدموية، والإجهاد التأكسدي، ومرض الزهايمر، إضافة إلى ذلك تقدم علم وراثة كمال الأجسام الذي يخبر المهتمين بكل إمكاناتهم في بناء الأجسام والرياضة بشكل عام، إضافة للتنبؤ بالأمراض الوراثية المستقبلية.
منذ عام 2017، أدرجت وزارة الصحة الأردنية مهنة الهندسة الوراثية كمهنة طبية في قانون الصحة العامة، لكن تم تعليق ذلك لاحقاً. ووفقاً لرئيس جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية رمزي فودة، سيتيح إعادة إدراج هذا التخصص في القانون توظيف نحو خمسة آلاف شخص متخصص بالهندسة الوراثية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"جيناتك لا تكذب"
من جهته يؤكد جورج صهيون المتخصص في مجال الفحص الجيني، أن الطب الوقائي أصبح ضرورياً لأنه يخبرنا بالأمراض المستقبلية عن طريق الجينات، مما يدفع كثيرين لتغيير نمط حياتهم للأفضل.
ويضيف "جيناتنا لا تكذب، وهذه الفحوصات باتت بمثابة خريطة للحياة، وهي سهلة وبسيطة، لا تحتاج إلى سحب عينات من الدم، وإنما عن طريق أخذ مسحة من الفم فقط".
ويدعو صهيون إلى إجراء هذه الفحوصات المهمة بخاصة أنها تجرى مرة واحدة في العمر لأن الجينات لا تتغير، موضحاً أن النتائج تحتاج لأسبوعين تقريباً حتى تظهر نظراً إلى دقتها.
ويرصد المهندس عمر لافي الذي يعمل في مجال الاكتشاف الجيني، إقبالاً لدى الأردنيين وفق ما يسمى اليوم بالطب الوقائي، مشيراً إلى فحوصات مهمة عدة تدعم فكرة ترابط الجينات مع أسلوب الحياة.
ويعتقد لافي أن هذه الفحوصات التي انطلقت في الأردن منذ عام 2017، باتت تشكل دليلاً لعدة أمور من بينها طبيعة الغذاء المفيد للصحة، وتلافي زيادة الوزن، ومدى قابلية حرق الدهون في الجسم، ومدى توفر المعادن والفيتامينات في الجسم. إضافة للأمراض المستقبلية الممكنة كالسكري وأمراض القلب والسرطان، فضلاً عن البشرة والتجاعيد والهرم وتقدم السن.
تعرف على أصلك
في شأن متصل، يدفع الفضول كثيراً من الأردنيين للحصول على خدمة تحليل انحدار الأصل والجذور التاريخية بأسعار تتراوح بين 200 دولار وحتى 1200 دولار.
وخلال السنوات الأخيرة، تنامى الاهتمام بمعرفة الأردنيين لأصلهم العرقي أو الجذور التي ينتمون إليها جغرافياً، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي DNA.
وثمة إقبال على مواقع عالمية تمكن الفضوليين من الحصول على معلومات متعلقة بأصلهم ونسبهم وأسلافهم ومعلومات وراثية كثيرة.
ببساطة، يتلقى الراغبون بذلك مجموعة أدوات الاختبار من خلال نقلها إلى أماكن إقامتهم، ومن ثم أخذ عينات من اللعاب في المنزل وإرسالها عبر البريد، ليتلقوا النتيجة خلال من ستة إلى ثمانية أسابيع.