يُعتبر مرض باركنسون (= "الشلل الرعاش") ثاني أكثر اضطرابات التآكل في الجهاز العصبي شيوعاً في العالم، بعد "آلزهايمر" الذي يحتلّ المرتبة الأولى.
في نموذج حديث عن صراع المرضى مع تأثيرت "الشلل الرعاش"، أعلن الكوميدي البريطاني بيلي كونولي أخيراً أنه سيعود إلى التلفزيون، متراجعاً عن قراره السابق بالتقاعد عن تقديم الكوميديا الارتجالية ("ستاند أب كوميدي") عقب تشخيص إصابته بمرض "باركنسون".
وعلى الرغم من أنه لا يُعرف سبب ظهور المرض عند أشخاص دون غيرهم، يعتقد الخبراء أن "الشلل الرعاش" يمثّل مزيجاً من عوامل وراثية وبيئية تساهم في تلف الخلايا العصبية في الدماغ، وفقاً لمؤسّسة "باركنسون" الخيرية في المملكة المتحدة.
ما هي أعراض "الشلل الرعاش"؟ كيف يمكن علاجه؟ إليك كل ما تحتاج إلى معرفته.
ما هو مرض باركنسون؟
يمثّل المرض حالة تآكل في الجهاز العصبي، ما يعني أن دماغ المُصاب يصبح أكثر تعرّضاً للتلف مع مرور الوقت، وفقاً لتوضيحات هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في المملكة المتحدة.
في هذا السياق، تذكر مؤسّسة "باركنسون" أن المصاب بـ"الشلل الرعاش" لا يكون عنده ما يكفي من مادة "دوبامين" في أعصاب دماغه، علماً بأنها من المواد الكيماوية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ. واستطراداً، عندما يعاني المرء انخفاضاً في عدد الخلايا العصبية في الدماغ، تنخفض كمية الدوبامين فيه أيضاً.
ما هي الأعراض؟
تشمل أعراض "باركنسون" الرئيسة حدوث ارتجاف لاإرادي (يُعرف بالارتعاش أيضاً)، واضطراب في الحركة التي تصبح أبطأ من المعتاد، فضلاً عن التصلّب في العضلات، وفقاً لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية".
وتشمل الأعراض الاخرى صعوبة التوازن في وضعية الجسم، وألم الأعصاب، وسلس البول (= "التبوّل اللاإرادي")، والأرق، والتعرّق الزائد، والاكتئاب والقلق.
لمزيد من المعلومات حول أعراض "باركنسون"، يمكنك زيارة موقع "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" على الرابط الإلكتروني التالي https://www.nhs.uk/conditions/parkinsons-disease/symptoms/.
كم عدد المُصابين به؟
في المملكة المتحدة، يعاني "باركنسون" قرابة 14 ألفاً و500 شخص، بحسب مؤسسة "باركنسون"، ما يساوي إصابة شخص تقريباً من بين 350 شخصاً بالغاً.
في هذا الصدد، ذكرت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أن أعراض "باركنسون" تظهر لدى المرضى بعد سن الخمسين عادة. وعلى الرغم من ذلك، قد تبدأ في الظهور قبل عمر 40 عاماً لدى شخص من بين 20 مصاباً بذلك المرض.
كذلك توضح مؤسسة "باركنسون" أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بـ"باركنسون" من النساء بقرابة 1.5 ضعفاً.
في سياق متصل، يمكن الإشارة إلى مجموعة من الشخصيات البارزة التي شُخِّصت إصابتها بـ"باركنسون"، مثل الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الرئيس، ومايكل جيه فوكس بطل فيلم الخيال العلمي والمغامرة "العودة إلى المستقبل"، وبول سينها نجم برنامج الألعاب البريطاني الشهير "ذي تشيس" (المطاردة).
كيف يمكن علاجه؟
يصح القول إنّ الأطباء لم يتوصلوا بعد إلى علاج يشفي مرض "باركنسون"، لكن يمكن السيطرة على الأعراض بواسطة العلاج. وتمثّل الأدوية أكثر أنواع العلاجات استخداماً في ذلك المجال، وفقاً لمؤسّسة "باركنسون".
وبحسب تلك المؤسّسة الخيرية، "تهدف العلاجات الدوائية إلى زيادة مستوى الدوبامين الذي يصل إلى الدماغ، وتحفيز أجزاء منه يعتمد عملها على تلك المادة الكيماوية".
كذلك يختلف الدواء المُستخدم في علاج "باركنسون" بين مريض وآخر، ذلك أن تقدّم الأعراض قد يستلزم تغيير الأدوية.
وعلى الرغم من أن العلاج بالعقاقير يساعد في التحكم بالأعراض، إلا إنه يعجز عن إبطاء تقدّم المرض.
وبحسب هيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، قد يخضع مرضى "باركنسون" إلى العلاجين الفيزيائي والمهني، إضافة إلى جراحة الدماغ في حالات نادرة.
© The Independent