ملخص
#المملكة_المتحدة أول دولة تسمح لسيارة #فورد بالقيادة الذاتية على الطرقات العامة
أصبحت المملكة المتحدة أول دولة أوروبية تسمح للسيارات بالقيادة الذاتية على الطرق العامة، بعد أن منحت الحكومة فورد الإذن بتفعيل نظام القيادة الذاتية "بلوكروز" BlueCruise الخاص بها.
وسيُمكن نظام بلوكروز السائقين من رفع أيديهم عن عجلة القيادة ولكن لا يزال يتعين عليهم الانتباه إلى ما تفعله السيارة، مع وجود نظام تنبيه إذا تم اكتشافهم بواسطة الكاميرات الداخلية في حال تشتت انتباه السائق.
وحصلت فورد على الضوء الأخضر من قبل وزارة النقل لإطلاق تقنية بلوكروز، وهي متاحة فقط على سيارة فورد موستنج الكهربائية Mach-E 2023، وهي سيارة كهربائية تزيد تكلفتها على 50 ألف جنيه استرليني.
بتكلفة 17.99 جنيه استرليني شهرياً، ستتحكم بلوكروز بالتوجيه والتسارع والكبح وتحديد المسار، بالإضافة إلى الحفاظ على مسافات آمنة ومتسقة بين المركبات، ويعمل النظام من خلال مراقبة علامات الطرق وإشارات السرعة وظروف حركة المرور المتطورة، كما سيعمل بسرعة قصوى تبلغ 80 ميلاً في الساعة.
وتمت الموافقة على استخدام بلوكروز بعد التجربة على 2300 ميل من الطرق السريعة، وهي الغالبية العظمى من شبكة الطرق في بريطانيا، مما يعني من الناحية النظرية أن السيارة يمكن أن تقود من إكستر على طول الطريق إلى بيرث من دون تدخل بشري.
وسيتحقق نظام التنبيه بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء مما إذا كان السائقون يبقون أعينهم على الطريق، وفي حال تبين أن السائق غير منتبه، فسيتم عرض رسائل تحذير على لوحة القيادة، تليها تنبيهات صوتية ثم التباطؤ التلقائي لسرعة السيارة. وتحدث نفس العملية إذا انحرفت السيارة عن الطريق.
وقالت ليزا برانكين، المديرة الإدارية لشركة فورد في المملكة المتحدة وإيرلندا، إن "النظام يجعل القيادة على الطرق السريعة تجربة أكثر راحة، على رغم استمرار المخاوف المتعلقة بالسلامة".
وقد أشارت دراسة أجرتها منظمة النادي الملكي للسيارات الخيرية RAC Foundation عام 2019، استناداً إلى أبحاث جامعة نوتنغهام، إلى أن العديد من سائقي السيارات الذين يستخدمون تقنية القيادة الذاتية لن يكونوا على استعداد لتولي السيطرة على السيارة عند الحاجة.
وفي دلالة على العقبات الأخرى التي تواجهها التكنولوجيا، تشير الأبحاث الحكومية إلى أن التأخيرات قد ترتفع بنسبة تصل إلى 85 في المئة من عام 2025 إلى عام 2060 إذا أصبحت السيارات ذاتية القيادة شائعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا تزال حتى الآن السيارات ذاتية القيادة بالكامل محظورة على الطرق العامة في المملكة المتحدة باستثناء التجارب التي وافقت عليها الحكومة. ويمكن تقديم تشريع للموافقة على الحكم الذاتي الكامل في وقت مبكر من عام 2025.
وتقوم بريطانيا بعدة تجارب على التكنولوجيا، ففي الشهر الماضي تمت تجربة سيارتين كهربائيتين من نيسان ذاتية القيادة على الطرق المزدحمة "أي" A في لندن. وفي 15 مايو، ستقوم اسكتلندا بإطلاق خمس حافلات ذاتية القيادة في فيرث أوف فورث.
وستحتوي الحافلات على نظام مساعدة من المستوى الرابع، مما يجعلها أكثر استقلالية من موستنج، على رغم أن السائقين البشريين سيكونون على متنها من أجل السلامة. وهناك ستة مستويات من القيادة الذاتية، على النحو المحدد من قبل جمعية مهندسي السيارات، حيث يمثل المستوى 0 من نظام المساعدة ميزات شائعة مثل أضواء التحذير والكبح التلقائي في حالات الطوارئ، بينما ستكون سيارات المستوى 5 قادرة على قيادة نفسها في أي مكان، فلا يلزم تثبيت الدواسات وعجلات القيادة في السيارات من المستوى 4 وما فوق.
كما تصنف تقنية بلوكروز من فورد كنظام مساعدة من المستوى الثاني، والذي لا يزال يتطلب سائقاً بشرياً للتحكم في حالة حدوث خطأ ما.
وأجرى مهندسو فورد اختبارات قيادة لأحدث أنظمة المساعدة، بما في ذلك بلوكروز، التي تغطي 100 ألف ميل من التجربة على الطرق الأوروبية.
وأظهر الاختبار في بريطانيا طرقاً بها مخاطر مثل علامات على طرق مهترئة وسوء الأحوال الجوية وأعمال الإصلاحات. وذكرت فورد إنها ستطرح بلوكروز على المزيد من سياراتها في السنوات المقبلة.
وتم طرح النظام في الولايات المتحدة وكندا العام الماضي. حيث أكدت فورد أنه في العامين الماضيين، قطعت أكثر من 190 ألف سيارة تابعة لفورد ولينكولن أكثر من 60 مليون ميل باستخدام التكنولوجيا من دون الإبلاغ عن أي حوادث.
وبعد تفعيل نظام فورد يوم الخميس، قال ستيف غودينغ، مدير منظمة النادي الملكي للسيارات الخيرية RAC Foundation، "توفّر السيارات ذاتية القيادة بالكامل إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة في مجال السلامة من خلال إزالة الأخطاء البشرية وراء العديد من الحوادث، لكن الخطأ البشري سيظل معنا بينما لدينا أسطول مختلط من المركبات التي يقودها البشر وكذلك القيادة الذاتية". مضيفاً أن "التكنولوجيا التي يتم إطلاقها الآن ليست مستقلة تماماً، فهي تعتمد على استعداد السائق للتدخل، ووجد بحثنا أن الاعتماد على تدخل السائق هو ما يشكل التحدي الأكبر".
كما شدد السيد غودينغ على أهمية فهم السائقين لحدود سياراتهم، بخاصة بمجرد دخولهم سوق السلع المستعملة من دون اتصال مباشر بين المصنعين والمالكين. مضيفاً "ومن المفارقات، مع دخولنا هذا العالم الجديد من السيارات الذاتية القيادة، قد يحتاج السائقون في الواقع إلى تدريب أكثر وليس أقل، حتى يفهموا تماماً قدرات السيارة".
توقع إدموند كينغ، رئيس شركة "أي أي" ("أوتوموبايل أسوسيشن") AA، أنه "سيكون هناك المزيد من التغييرات في تكنولوجيا السيارات في السنوات الـ 10 المقبلة أكثر مما رأيناه في السنوات الـ 50 الماضية".
© The Independent