ملخص
مصدر نيابي لبناني لـ"اندبندنت عربية" مجموعة من الشخصيات المستقلة والنواب أنجزوا لائحة من 4 مرشحين لرئاسة حظيت بتأييد إقليمي ودولي
عاد الحديث عن مساع داخلية تبذل في أكثر من اتجاه في محاولة لكسر الجمود الرئاسي الذي دخل الشهر السابع منذ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتتفاوت الآراء في شأن النتائج التي يمكن أن تخلص إليها المبادرات الناشطة حالياً، الجديدة منها والقديمة. ويصفها مصدر نيابي بأنها مجرد تسلية في الوقت الضائع ولا تحمل جديداً، مستبعداً أي إمكان لخرق داخلي، فالأزمة الرئاسية طويلة بحسب رأيه وتحتاج إلى خرق كبير. في المقابل يراهن المتفائلون على إشارات خارجية وداخلية قد تحسم موضوع الاستحقاق الرئاسي في مهلة أقصاها منتصف يونيو (حزيران) المقبل. ويذهب المغالون في التفاؤل بعيداً للحديث عن تغيير في الموقف الفرنسي، وتراجع في التسويق لمرشح "حزب الله" رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وأن وزارة الخارجية الفرنسية باتت على قناعة بأن بلادها أخطأت في مقاربة هذا الملف، خصوصاً مع تصاعد الانتقادات في لبنان ضد مواقف قصر "الإليزيه". ويكشف مصدر نيابي لـ"اندبندنت عربية" أن السفيرة الفرنسية آن غريو اشتكت أمام أحد النواب من حجم الحملة التي تستهدفها حتى صارت تتجنب تلبية أي دعوة.
"حزب الله" متمسك بفرنجية؟
في مقلب فرنجية، الصورة على حالها، هو مستمر بحسب مصادر مقربة منه في السباق الرئاسي. بعض المعارضين لوصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، قرأوا في كلام النائب في كتلة "حزب الله" محمد رعد الأخير تغييراً واستعداداً للبحث بمرشح آخر غير فرنجية، خصوصاً عند قوله "نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم ليطرحوا مرشحهم، وقلنا تعالوا لنتباحث". وفي السياق كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ"اندبندنت عربية" أن "حزب الله" لديه فعلياً ثلاثة مرشحين: الأول سليمان فرنجية والثاني وزير الداخلية السابق زياد بارود والثالث وزير الدفاع السابق ناجي البستاني، لكن مصادر مقربة من الحزب أكدت لـ"اندبندنت عربية" أن "حزب الله" "من الأساس لم يقفل الباب على الحوار، رغم ترشيحه رئيس تيار المردة، وهذا ما سبق وأكده الأمين العام السيد حسن نصر الله". وما كلام رعد سوى تعبير عن استعداد الحزب للحوار، ولا علاقة له بحسب المصادر بزيارة وزير خارجية إيران حسين عبدالأمير عبداللهيان إلى لبنان. وتؤكد مصادر عليمة بموقف "حزب الله" أن فرنجية لا يزال الخيار الأول للحزب، لكنه يدعو في الوقت نفسه إلى الحوار، لأن الحوار من وجهة نظره يمكن أن ينتج رئيساً للجمهورية. وتخلص المصادر إلى القول إن "حزب الله" لم ولن يتراجع عن دعم فرنجية، وهذا الأمر غير وارد بتاتاً وهو أبلغ الجميع أن ليس لديه خطة "ب"، أو خطة بديلة عن فرنجية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرهان على المبادرات الأرثوذكسية
أما في صفوف المعارضة فتبدو الصورة ضبابية. يحكى عن لائحة من أربعة أسماء يتم التداول بها مع جهات إقليمية ودولية، وضعتها شخصيات مستقلة في المهجر وفي الداخل، ومن بينهم نواب، تضم الوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين والقاضي شكري صادر والوزير السابق بسام يمين (مقرب من فرنجية سابقاً وأسهم في تأسيس "كلنا إرادة" بعد انتفاضة 17 تشرين)، وتشير التقديرات وفق المصادر إلى إمكان أن تجمع الأسماء المقترحة في هذه اللائحة 65 صوتاً، أي "النصف+1"، وهو العدد المطلوب للفوز في الدورة الثانية للاقتراع إذا بقي نصاب الحضور 85 نائباً. في المقابل هناك رهان غير محسوم بعد، على اتفاق قد يحصل على اسم أو اثنين، قد تخلص إليه مبادرة النائب المستقل غسان سكاف، الذي سيستكمل لقاءاته هذا الأسبوع مع المستقلين والتغييريين ومع كتلة التجدد النيابية التي تضم النائب ميشال معوض، مرشح القوى السيادية، لكن على قاعدة "مرشحي هو الأقوى" يتصرف كل فريق في المعارضة، والاتفاق لا يزال بعيد المنال. وانشغل كثيرون، ومن بينهم فرنجية وفريقه، بتغريدة أحد النواب المستقلين ميشال ضاهر الذي بشر بانتخابات رئاسية قريبة بعد وصول رياح التسويات الإقليمية إلى لبنان، ملمحاً إلى أن الرئيس القادم سيكون قائد الجيش جوزف عون. وأكد ضاهر لـ"اندبندنت عربية" أن تغريدته استندت إلى معلومات وليس إلى تحليلات، كاشفاً أن هناك إشارات جدية إلى أن موعد الاستحقاق الرئاسي لن يطول وأنه في الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) ستتضح الأمور. واعتبر ضاهر أن نقطة الفصل ستكون عندما يعلن فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي. في المقابل يستبعد النائب المعارض غسان سكاف هذه الأجواء، كاشفاً أن "حزب الله" والرئيس بري أبلغا رفضهما لوصول قائد الجيش جوزيف عون، معتبراً أن السقف العالي الذي ميز الخطاب الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل واستعداده للبقاء خارج أي تسوية، يعني أيضاً أنه قد لا يوافق على عون. ويكشف سكاف لـ"اندبندنت عربية" أن الاتصالات التي أجراها حتى الآن في شأن مبادرته القائمة على تأمين نصاب جلسة الانتخاب والاتفاق على اسمين أو ثلاثة من ضمنهم فرنجية، بلغت تقدماً ملحوظاً بحيث يتم التداول حالياً بثلاثة أسماء بطريقة سرية حتى لا تفقد المبادرة زخمها ولا تتعرض لرفض من قبل القوى والشخصيات التي لم يلتقها بعد. ويعترف سكاف بأن كل فريق في المعارضة يحاول أن يشد باتجاه مرشحه، ويميز بين النواب المسيحيين والسنة المستقلين وأن هناك نواباً مترددين وموقفهم غير واضح بعد، أما "التغييريون" فمنقسمون إلى ثلاث مجموعات ولكل مجموعة مرشحها. وإذ يتحدث سكاف عن إشارات إيجابية يكشف عن أنه سيلتقي جبران باسيل قريباً، معتبراً أن "التيار" منفتح على الطروحات الحالية ويمكن البناء عليها.
بو صعب يحيي دعوة بري إلى الحوار
وفي موازاة حراك النائب سكاف، سجل في الأيام القليلة الماضية حراك مماثل لمنافسه الأرثوذكسي إلياس بوصعب، شمل رؤساء الكتل السياسية. حرص بوصعب على تسجيل اختلافه عن حراك سكاف، على اعتبار أنه لم يدخل بالأسماء، بل يحاول القيام بما هو أعمق وأكبر من مسألة الأسماء كما قال. حراك بوصعب، العضو في "تكتل لبنان القوي" الذي يرأسه باسيل، لا يبدو منسقاً معه، والمعلوم أن بوصعب تمايز في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية عن "التيار الوطني الحر" عبر الاقتراع للوزير السابق زياد بارود، في المقابل يتحرك نائب رئيس مجلس النواب وفق إيقاع رئيس البرلمان نبيه بري وإن بشكل غير معلن، فيما حرص بري على عدم تبني حراك نائبه مكتفياً بالتمني له بالنجاح. وعلمت "اندبندنت عربية" أن بوصعب حمل في جولته اقتراح عقد حوار، وهو ما سبق ودعا بري ورفضته قوى المعارضة. ويسعى بوصعب، بحسب ما أعلن بعد لقاء مع البطريرك بشارة الراعي إلى إيجاد حل للملف الرئاسي مؤكداً أنه يقوم بهذه المهمة بمبادرة شخصية، ونفى الدخول في أسماء، معتبراً أن المشكلة أعمق لأنه لا أحد يتكلم مع الآخر. وتقصد بوصعب الإيحاء من مقر حزب "القوات اللبنانية" بعد لقاء وصفه بالمميز مع رئيس الحزب سمير جعجع، بإمكان وجود حل وبأن الأمور لم تصل إلى حائط مسدود. وكان لافتاً ما أعلنه عن وجود قواسم مشتركة لمسها بين جعجع ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة رغم الاختلاف الكبير في وجهات النظر في بعض الأمور.