ملخص
يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكبر تحد سياسي له حتى الآن في الانتخابات الأحد المقبل، بحيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة الموحدة يمكن أن تنهي عقدين من حكمه
يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أكبر تحد سياسي لهما حتى الآن في الانتخابات الأحد المقبل، بحيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة الموحدة يمكن أن تنهي عقدين من حكمه.
ويرسم تقرير في "ذا غارديان" البريطانية الصورة العامة التي تجري فيها الانتخابات التركية، وسط أزمة اقتصادية، وبعد أشهر من الزلزال الذي قتل أكثر من 50 ألف شخص وشرد الملايين.
ويقف في مواجهة الرئيس التركي، كمال كليتشدار أوغلو من حزب الشعب الجمهوري العلماني مرشح تحالف الأمة المعارض المكون من ستة أحزاب الذي تعهد بإلغاء عدد من سياسات أردوغان، بما في ذلك سلطات رئاسته التنفيذية القوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كيف تجري الانتخابات؟
تشهد تركيا انتخابات رئاسية كل خمسة أعوام يفوز فيها المرشح الذي يحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، أو أكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية المقرر إجراؤها في الـ28 من مايو (أيار) الجاري.
في الانتخابات البرلمانية التي تجرى بشكل متزامن، يفوز كل طرف (حزب أو ائتلاف) بعدد المقاعد التي توازي نسبة الأصوات التي حصدها على أن تتعدى سبعة في المئة على الصعيد الوطني.
ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام 61 مليون ناخب في تركيا في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي الأحد الـ14 من مايو الجاري وتغلق في الساعة الخامسة مساء، مع توقع إعلان النتائج في المساء. ويدلي 3 ملايين ناخب مقيم في الخارج بأصواتهم قبلها بأيام.
من هم المرشحون للرئاسة وماذا يمثلون؟
قاد أردوغان، تركيا بعيداً من العلمانية وألغى عام 2018 نظامها البرلماني وحصر السلطة في الرئاسة. ويقول منتقدوه إنه أسهم في إضعاف الديمقراطية وخنق المعارضة ووضع وسائل الإعلام والقضاة تحت نفوذه. لكن أنصاره يؤكدون أنه أنقذ البلاد من تهديدات أمنية خطرة مثل محاولة الانقلاب عام 2016.
الاقتصاديون من جهتهم يلقون باللوم على أردوغان في الأزمة الاقتصادية في البلاد، قائلين إن إصراره على أسعار الفائدة المنخفضة أدى إلى ارتفاع التضخم - إلى 85 في المئة العام الماضي - وتسبب في خسارة الليرة التركية 80 في المئة من قيمتها مقابل الدولار في خمسة أعوام.
أما مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، فهو موظف مدني متقاعد يبلغ من العمر 74 سنة، وهو زعيم المعارضة الرئيس في تركيا لأكثر من عقد، إذ قاد حزبه، حزب الشعب الجمهوري إلى انتصارات كبيرة في سلسلة من بلديات المدن الكبرى بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وإزمير.
ومن الانتقادات التي تطاوله أنه يفتقر إلى الكاريزما ويمنع مشاركة سياسيين من حزبه - مثل رؤساء البلديات البارزين في إسطنبول وأنقرة - الذين ربما كانوا يتمتعون بفرصة أفضل للفوز.
وتعهد التحالف منح الأولوية للعدالة والفساد والتعليم ووعد بإعادة استقلالية البنك المركزي وخفض التضخم وتفكيك صلاحيات الرئاسة التنفيذية واستعادة سلطات البرلمان وإعادة اللاجئين السوريين وتحسين العلاقات مع الغرب.
والأهم أن كليتشدار أوغلو يحظى بدعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الذي احتل المركز الثالث في انتخابات 2018 ويواجه احتمال إغلاقه بأمر من المحكمة بسبب صلات مزعومة بين بعض الأعضاء والمسلحين الأكراد المحظورين.
ويذكر أن حوالى 15 في المئة من الناخبين في تركيا هم من الأكراد.
أما المرشحان الآخران، فهما محرم إينجه من حزب الوطن القومي اليميني الذي تعرض لانتقادات تعتبر أن ترشحه سيقسم الأصوات المناهضة لأردوغان، واليميني سنان أوغان وهو عضو سابق في حزب الحركة القومية، لكنه ترشح كمستقل.
ما هي أولويات الناخبين؟
ركزت الحملات الانتخابية على حال الاقتصاد التركي وأزمة كلفة المعيشة، فضلاً عن الأضرار الهائلة التي سببها الزلزال ومن هو الرئيس الأفضل والتحالف الحزبي الأمثل لتحسين الأمور.
ما أهمية الانتخابات خارج تركيا؟
في عهد أردوغان، أظهرت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، وشنت غارات في سوريا ونفذت هجوماً على المسلحين الأكراد داخل العراق وأرسلت دعماً عسكرياً إلى ليبيا وأذربيجان.
واشتبكت أيضاً دبلوماسياً مع السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، كما تنازعت مع اليونان وقبرص حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط وتعرضت لعقوبات من قطاع صناعة الأسلحة الأميركي بعد شرائها دفاعات جوية روسية.
وأدى تقارب أردوغان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيك النقاد بالتزام تركيا تجاه زملائها الأعضاء في "الناتو" - وهو ما عززه إحجام أنقرة الأخير عن تأييد طلبات العضوية للسويد وفنلندا.
ومع ذلك، توسطت تركيا أيضاً في صفقة لصادرات القمح الأوكرانية، مما يؤكد دورها المحتمل في إنهاء الحرب. بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، ستكون هزيمة أردوغان موضع ترحيب إستراتيجي، لكنها صعبة من الناحية السياسية لأنها ربما تعيد إطلاق محاولة تركيا الانضمام.
ماذا عن الانتخابات النيابية؟
تتوزع خيارات الناخبين بين 32 حزباً منظماً في الغالب في تحالفات متعددة، يرأسها حالياً تحالف "الشعب" (أو الجمهور) المكون من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى وحزب الرفاه الجديد.
الأحزاب الستة المكونة لتحالف "الأمة" المعارض هي حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد (إيي) وحزب السعادة وحزب المستقبل والحزب الديمقراطي وحزب الديمقراطية والتقدم.
كذلك يشكل حزب اليسار الأخضر بما في ذلك مرشحو حزب الشعوب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال التركي تحالف "العمل والحرية"، في حين تشكل ثلاثة أحزاب يسارية "اتحاد القوى الاشتراكية" وحزبان يمينيان تحالف "الأجداد".
من سيفوز وماذا سيحدث بعد ذلك؟
في الانتخابات الرئاسية، أظهر أحدث استطلاع للرأي أن كليتشدار أوغلو يتقدم بفارق ضئيل على أردوغان بنحو نقطتين ولكن من غير المرجح أن يحصل على الغالبية المطلقة من الأصوات، مما يعني إجراء جولة الإعادة في غضون أسبوعين.
وحذر بعض المعلقين من أنه إذا خسر أردوغان بهامش ضئيل، فقد يرفض التنحي، كما حدث عندما فقد حزب العدالة والتنمية السيطرة على أنقرة وإسطنبول في الانتخابات البلدية التي خاضها، حتى إنه أجبر على إعادة الانتخابات في الأخيرة.
في الانتخابات البرلمانية، يتجه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس إلى حصد أكبر حصة كحزب منفرد، لكن من المتوقع أن يكون تحالف الأمة المعارض هو الكتلة السياسية الأكبر. ومع ذلك، يحذر محللون كثر من أن استطلاعات الرأي في تركيا ليست دقيقة دائماً.