Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرب تشرد آلافا من بائعات الشاي في الخرطوم

فقدن مصدر رزقهن جراء الاقتتال بعدما فقدن المعيل في أسرهن

سودانيون يحاولون قضاء حاجياتهم رغم الحرب الدائرة في الخرطوم، الإثنين 22 مايو الحالي (أ ف ب)

ملخص

تقول إحدى بائعات الشاي "أخاف أن أموت وأبنائي الثلاثة من الجوع خصوصاً وأننا نسكن في مدينة أم درمان التي يكثر فيها القصف الجوي"

لعنة الحرب التي تدور في العاصمة السودانية الخرطوم بين قوات الدعم السريع والجيش، تطارد ما يفوق 100 ألف امرأة، مصدر رزقهن بيع الشاي والقهوة، وبتن يواجهن كارثة إنسانية بعد توقف عملهن.
معظم تلك النسوة من الأرامل يعلن أيتاماً بعد وفاة أزواجهن بسبب الحروب القبلية أو النزاعات المسلحة في عدد من مناطق البلاد، خصوصاً دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن أن ممارستهن هذه المهنة تكون أحياناً بسبب كبر سن الزوج أو لإعاقة جسدية أقعدته في المنزل، مما يجعلهن مضطرات إلى العمل ومواجهة شظف العيش .

أيام قاسية

حليمة عبدالرحمن أم لثلاثة أطفالن كانت تجلس في شارع الحوادث بالخرطوم الذي يعج بالحركة نسبة إلى وجود عدد كبير من المرافق الصحية فيه، إذ تستظل من لهيب الشمس منذ سنوات لتبيع الشاي والقهوة.
وتقول عبدالرحمن "لم أحتمل صوت القنابل والقذف بالطائرات ودوي الرصاص وسط الخرطوم، مما أجبرني على ترك مهنتي التي أعيل من خلالها أسرتي، وفضلت البقاء في المنزل مع أطفالي في حين لم يتبق لنا سوى قليل من المواد الغذائية التي أوشكت على النفاد". وتمضي قائلة "إذا إستمرت الحرب أكثر من ذلك سنواجه أياماً قاسية وليست هناك وسيلة أخرى لكسب العيش علماً أنني ومنذ وفاة زوجي أنفق على أطفالي الأيتام بمفردي، فضلاً عن أن أوضاع أقرباء زوجي لا تمكنهم من تقديم مساعدات مالية لأسرتي، لذلك أتمنى أن تنتهي الحرب وأعود مرة أخرى إلى العمل حتى تسير الحياة على القناعة التي تعودنا عليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"أحن إلى مهنتي"

من جهة أخرى تشير أميرة يوسف التي تعمل بائعة شاي بشارع النيل في الخرطوم إلى أنها "بدأت تشتاق إلى عملها والتفاف الزبائن حولها وهم يسردون القصص والحكايات، فأحياناً أشاركهم الحديث ولا يكتمل السمر إلا بتناول الشاي والقهوة وسط البخور المتصاعد". وتضيف يوسف إن "الاشتباكات في الخرطوم أفقدتني مكان عملي ومهنتي التي أحن إليها، فأنا لدي أمل في أن تستقر الأوضاع ونعود لمزاولة أعمالنا كما كنا قبل الحرب، بخاصة أنني مسؤولة عن أسرة تتكون من والدي الكفيف ووالدتي وإخوتي الصغار".

حلول بديلة

أما بائعة الشاي لوشيا فتقول "جئت إلى السودان من إثيوبيا هرباً من الحرب التي اندلعت في منطقة تيغراي، ولجأت إلى هذه المهنة للكسب الحلال بخاصة وأن مستلزماتها غير مكلفة، كما أنه ليست هناك مشكلة في إيجاد موقع لمباشرة هذا العمل، فهو متاح على الأرصفة وتحت ظلال الأشجار، فنحن نواجه لهيب النار من أجل حياة مستقرة وآمنة، لكن اليوم نواجه نيران الحرب المشتعلة في الخرطوم التي قضت على الأخضر واليابس". وتضيف "إذا طالت الحرب أكثر من ذلك لا أدري ماذا أفعل لأن لا مصدر رزق آخر لدي. وأخاف أن أموت وأبنائي الثلاثة من الجوع خصوصاً وأننا نسكن في مدينة أم درمان التي يكثر فيها القصف الجوي بالطائرات الحربية وأخاف الخروج من المنزل لإيجاد حلول بديلة للعمل".

دعم إنساني

في سياق متصل أفادت الناشطة في حقوق الإنسان هدى عمر بأن "هذه الشريحة المهمة في المجتمع وعلى رغم الحرب لا بد أن تعطى الأولوية للدعم الإنساني، يقيناً بأن السودانيين يعيشون جميعاً ظروفاً قاسية في هذه المرحلة الحرجة". ولفتت عمر إلى أن "معظم بائعات الشاي بولاية الخرطوم فقدن رب الأسرة بسبب الحروب، لذلك هن بحاجة إلى مساعدات عاجلة مع العلم بأن الأطفال لا يحتملون مثل هذا العناء".

المزيد من متابعات