ملخص
سويعات قليلة من السخرية والصياح على الأثير "أدركني يا شيبوب" مرت قبل أن يتوارى التنكيت والسخرية وفرضت المجريات والأحداث والحوادث المريرة نفسها على الجميع وذلك على وقع العاصفة ووقوع اللوحات
ربما العواصف الترابية العاتية التي اجتاحت مصر على مدى يومين قد حجبت الأهرام في وضح النهار، وربما تكون قد غمرت دواخل البيوت بقدر غير مسبوق من الأتربة والرمال، لكنها حتماً كشفت الستار عن ملف ظل غائباً عن تفكير غالبية المصريين وسحبت البساط - ولو موقتاً - من تحت أقدام كل ما يشغل المصريين. فمن الأسعار الآخذة في الاشتعال إلى السجالات اليومية مَن من الفنانين ذهب أين وقال ماذا ولماذا؟ إلى صراعات كرة القدم التي لا تهدأ أو تفتر، فهدأ كل ما عدا العاصفة الترابية من موضوعات وتراجع كل ما يتعلق بحياة المصريين اليومية وتصورات مستقبلهم الهلامية أمام جلل ما جرى في العاصفة.
تحديث قائمة الطوارئ
العاصفة - أي عاصفة - لم تكن يوماً على قائمة طوارئ مصر والمصريين، وذلك باستثناء الموانئ البحرية والجوية التي تستحوذ على قدر كبير من عمل هيئة وخبراء الأرصاد الجوية، وذلك لضرورة إمدادها على مدى الساعة بالتنبؤات الجوية العلمية الموثقة.
فالتنبؤ بعاصفة تضرب المدن والبلاد، وما فيها من موانئ ومطارات، يعني أن الأمر لا يتوقف عند حدود مناشدة المواطنين إغلاق النوافذ و"لم الغسيل" (جمع الملبوسات المغسولة والمنشورة في الشرفات)، أو حتى نصيحة مرضى الحساسية والأمراض الصدرية التزام البيوت، بل يمتد إلى ضرورة التخطيط لأسوأ ما يمكن حدوثه.
اعتاد المصريون على مدى عقود طويلة أن تتوقف توقعات العواصف عند حدود تلك العبارات الكلاسيكية الواردة في أخبار الأرصاد، إذ "ارتفاع الأمواج اليوم بين مترين وأربعة أمتار" أو "عاصفة رملية تجبر عدداً من رحلات الطيران على الهبوط في الأقصر بدلاً من القاهرة". أما أن تتعلق توقعات العواصف برحلتهم من وإلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، أو أن تهدد إحداها سلامتهم أعلى الكوبري المكتظ بالحركة المرورية، أو تمتد لتصل إلى إعاقة الرؤية على الطريق وقت الظهيرة أو تعذر الوصول إلى قاعة الامتحان بسبب كثبان من الرمال، فهذا ما يعيد المصريون اكتشافه الآن.
"العاصفة الآن"
"العاصفة الآن" ليست من عناوين الأخبار العاجلة التقليدية، لكنها أصبحت العبارة الأكثر بحثاً من قبل الجميع على مدى يومين. وبين هبة رملية وأخرى ترابية اجتاحتا المحروسة في خلال دقائق معدودة، تبددت في هواء المدن والقرى المصرية ملابس الفنان أحمد سعد الغريبة في جدة والتي أثارت عواصف الجدل وأعاصير التنمر، وانزوى أنين سعر كيلو اللحم وجنون الجبن الرومي وجنوح الخضراوات والفواكه، ولم يعد يعلو صوت على زمجرة حبات الرمال وزخات الأتربة والغطاء السحابي الملبد بما يشبه الطين على سماء مصر.
ولما كانت هذه الظواهر الجوية قد بدأت في اليوم الأول من شهر يونيو (حزيران)، وذلك بعد أيام وأسابيع من سخرية المصريين الممزوجة بألم الأسعار ووجع كلفة المعيشة غير المحتمل والذي جعل شهر مايو (أيار) يبدو وكأنه 131 يوماً وليس 31 فقط، فقد استهل المصريون يومهم الأول في الشهر الجديد بالتركيز على "اللون" الأصفر الضارب في الحمرة معتقدين أن هذا هو أقصى ما يمكن حدوثه.
"أدركني يا شيبوب"
في الساعات الأولى من اليوم اكتفت الملايين بالمضي قدماً كعادتها في السخرية من الأحداث والضحك على الأمنيات التي كانت تتوقع أن يرحل مايو بثقله ووطأته ليأتي "يونيو" وكأنه بداية جديدة في عالم أوفر روعة وأجواء أكثر لطفاً. ولما استيقظوا على "قرمشة" حبات التراب في أفواههم، ثم تغطية الغبار ملابسهم وشعرهم، انهمكوا في موجة سخرية جديدة مذيلة بصور لعائلات غطتها الأتربة بالكامل حتى صار اسم "شيبوب" وعبارة "أدركني يا شيبوب" الأكثر تداولاً على سبيل السخرية.
وشيبوب بن شديد هو شقيق عنترة بن شداد، ويعرفه المصريون من الفيلم الذي اشتهر بشخصيته المثيرة للضحك وسخرية عنترة منه ثم استنجاد عنترة به حين كادت الرمال تبتلعه وغطت شعره وملامحه وهو يصيح "أدركني يا شيبوب".
لكن ما هي إلا سويعات قليلة حتى انزوى شيبوب، وتوارى التنكيت والسخرية، وفرضت المجريات والأحداث والحوادث المريرة نفسها على الجميع. لم تهيمن على مصر، وتحديداً القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) سحب منخفضة ملبدة بالغيوم والأتربة والرمال فقط، بل اكتنفتها وغطتها سحب هم وحزن لا تخلو من خلطة غضب مشوبة بمراجعات طال تجميدها.
طوى المصريون الصفحة
مرت سنوات قليلة، لكن تبدو عقوداً طويلة، منذ طوى المصريون صفحة مراجعات الذات والأداء والتقصير والتجريف والتسويف، وهذ الصفحة التي ازدهرت وانتشت وانتشرت في أشهر ما بعد أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، واستمرت بضع سنوات إلى أن تم طيها تدريجاً ولأسباب مختلفة بعد أحداث يونيو عام 2013.
أتى اليوم الأول من يونيو 2023 بسقوط مدو لعدد من اللوحات الإعلانية والإرشادية على طرق وشوارع عديدة، أفدحها في القاهرة، لكن سقوط لوحة إعلانية متناهية الضخامة على كوبري "6 أكتوبر" في توقيت يسميه البعض في الأيام العادية "ذروة الذروة" ظهر يوم الخميس أسقط معه الروح المعنوية لكثيرين، لا سيما من كانوا شهود عيان على الواقعة المؤلمة.
الألم النفسي والعصبي الذي نجم عن مشهد سقوط اللوحة الشاهقة على السيارات والدراجات النارية بمن فيها أعلى كوبري أكتوبر وفي أحد أكثر مواقع الجسر ازدحاماً، وتحديداً أعلى منطقة محطة مترو الدمرداش قبل الوصلة المعلقة للكوبري عظيم.
"خلصانة"
مقتل مواطن لفظ أنفاسه بعد نقله إلى المستشفى وإصابة خمسة آخرين، ثم مشهد إخراج مواطنين تهشمت السيارات التي كانوا فيها، ومقتل مهندسة شابة وقعت عليها لوحة ضخمة، وإصابة البعض في محافظات متفرقة أصاب الجميع بوجوم شديد. الموت والإصابات والسيارات المهشمة توجع القلوب، هذه سمة بشرية عادية ومتوقعة، لكن مشهد اللوحة متناهية الكبر بأعمدتها الحديدية العملاقة المثبتة على بيوت عتيقة تغلب عليها العشوائية أسفل الجسر مع بقاء صورة الفنان كريم محمود عبدالعزيز المطبوعة على اللافتة مقلوبة على جنبها وكلمة "خلصانة" (وهي جزء من الحملة الإعلانية لإحدى شركات الاتصالات) أعاد فتح ملف المراجعات على مصراعيه.
"مصرع مواطن بعد سقوط لوحة بسبب العاصفة" هو العنوان المثير للجدل والغضب والمسبب للمراجعات. مات المواطن؟ نعم! سقطت عليه لوحة؟ نعم! كانت هناك عاصفة؟ نعم! لكن العوامل الأخرى المصاحبة للعاصفة والتي غالباً أدت إلى سقوط اللوحة لم يشر إليها متن الخبر، لكن يغوص فيها المصريون على أثير الـ"سوشيال ميديا" وفي تجمعاتهم.
ويشار إلى أن مهندسة شابة فقدت حياتها في العاشر من رمضان أيضاً (محافظة الشرقية) بعد أن وقعت عليها لافتة إعلانية يوم الخميس الماضي.
ماذا حدث للمصريين؟
تكاد لا تخلو تغريدة أو تدوينة أو مناقشة حالياً من إعادة إحياء لجدليات "ماذا حدث للمصريين على مدى نصف قرن؟" ويضيف إليها البعض عقداً أو عقدين. تعقد الأمور على الطرق بسبب العاصفة وأحوال الطقس السيئ أمر وارد ويحدث في جميع أنحاء العالم، لكن ما أزعج المصريين هو أن ينجم عن هذه الأحوال الجوية السيئة هذا الكم من سقوط اللوحات الإعلانية، والتي تسبب الكثير منها في قدر بالغ من الأضرار البشرية والمادية وبالطبع المعنوية والنفسية.
التأمين الإجباري
نفسياً ومعنوياً، البعض يتعافى في البيت انتظاراً لما ستسفر عنه الرياح والرمال والأتربة. مادياً، يتساءل الناس إن كان ما حدث من خسائر، لا سيما للأملاك الخاصة من سيارات وغيرها سيتم تعويضه بشكل أو بآخر، لا سيما أن "ثقافة" التأمين على الممتلكات ليست شائعة في مصر، وتقتصر على ما يصدر في شأنه قرارات أو قوانين تستوجب سداد مبالغ مالية معينة للتأمين شرطاً لإنجاز المعاملات الرسمية مثل ترخيص السيارات الجديدة.
ويشار إلى أن "التأمين الإجباري" على السيارات شرط للترخيص والسماح بسير السيارة في الشوارع، ويتكفل بتغطية حوادث الطرق، ولكن لصالح المنشآت العامة وليس لصاحب السيارة الذي لا يجوز له رفض أو قبول الفكرة. وبحسب هذا التأمين، تلتزم الشرطة سداد مبلغ 40 ألف جنيه مصري في حالة الوفاة أو العجز الكلي المستديم.
التأمين والقضاء والقدر
أما أنواع التأمين الأخرى على السيارة، ويسمى "التأمين التكميلي" فيترك لاختيار الأفراد، وعادة لا تختاره الغالبية، إذ تتداخل وتتشابك ثلاثة أسباب رئيسة: غياب الوعي التأميني وضيق ذات اليد وهيمنة منظومة القضاء والقدر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب "الاتحاد المصري للتأمين" فإن الوعي التأميني يغيب عن شرائح عديدة في المجتمع. وبعد سنوات طويلة من العمل والجهد من قبل شركات التأمين، يمكن القول إن أحد أهم التحديات التي تعوق انطلاق صناعة التأمين هو غياب شبه تام للوعي التأميني.
وعلى رغم نسبية ضيق ذات اليد أو سعته فإن الضيق بشكل عام مهيمن ويؤثر سلباً في بنود الإنفاق، إذ تختار أو تجد الأغلبية نفسها مضطرة إلى وضع بنود الأكل والشرب والكساء والعلاج والتعليم على رأس الإنفاق، وهو ما لا يترك مجالاً أو فرصة لأقساط التأمين.
إيمان ذو وجهين
ويفرض الإيمان بالقضاء والقدر نفسه عنصراً بالغ الأهمية في الحياة في مصر بشكل عام، لا سيما حين يتعلق الأمر بالحوادث، وهو إيمان يحمل وجهين، أحدهما حلو والآخر ليس بالدرجة نفسها من الحلاوة. فالإيمان بالقضاء والقدر أمر واجب دينياً. ومن شأنه أن يدعم البشر ويساندهم ويملأ عديداً من فجوات الضعف الإنساني. ويجعل الشخص متوكلاً على الله، يأخذ بالأسباب ولا يركن عليها لعلمه بأن كل شيء كائن بقدر الله ومشيئته، لكن هذا الإيمان الرائع أحياناً - وربما كثيراً - كثيراً ما يجنح إلى تبرير الأخطاء وتسويغ الفلتات وإيجاد مخرج من الجرائم والإهمال والفساد ما صغر منها وما كبر وتوسع واستشرى.
أثير الـ"سوشيال ميديا" عامر بأسئلة استنكارية حول كثير من تفاصيل الحياة، بدءاً بنظام التعليم الذي أجهضت محاولات إصلاحه والعودة إلى مربع صفر بإنهاء عمل وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي قبل أشهر ومعه منظومة إصلاح فكر التعليم ومنهجه، مروراً بمعايير التعيين والتوظيف واستمرار هيمنة المحسوبية والمحاباة على حساب المهارة والملكات، وانتهاء بمنظومات منقرضة مثل معايير تشطيب الأعمال وتسلمها، والصيانة ومدى دوريتها ومفهوم الضمير في العمل ومعه الرقابة على تنفيذ الأعمال.
معايير وضوابط غائبة
تنفيذ أعمال الإعلانات له معايير ومقاييس وضوابط "نظرياً"، لكن النظري لا ينطلي بالضرورة في العملي. عملياً، كثير من اللوحات الإعلانية في الشوارع والميادين لا يلتزم المواصفات أو المقاييس، سواء ما يتعلق منها بالمعايير الهندسية أو تلك المتعلقة بالسلامة المرورية والبشرية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ضرورة التأكد من توثيق قدرة الأسطح والجدران والأعمدة على تحمل وزن اللوحة، وتحويل أوزان الرياح إلى القواعد، ومقاومة القوى الجانبية التي قد تنشأ بسبب الهزات الأرضية والزلازل، وتثبيت اللوحات على الجدران والأعمدة القادرة على تحمل الوزن وتصريف قوى الرياح إلى العنصر الإنشائي الحامل مثل الشدات والأسياخ الفولاذية وغيرها، وأن تكون الأدوات المستخدمة في ربط اللوحات مصنوعة من مواد مقاومة للصدأ، وقياس جهد التربة والأوزان المناسبة لها، واستخدام مواد البناء المقاومة للكبريتات والرطوبة والأملاح الضارة، ناهيك بمعايير مثل مواءمة اللوحات وشكلها ومحتواها للنسق المعماري للمكان وغيره.
أعلى الكوبري
يقول أحد الواقفين أعلى "كوبري أكتوبر" بعد سقوط اللوحة الضخمة بدقائق أن كثيراً من اللوحات الإعلانية بالغة الضخامة في الشوارع والميادين أشبه بـ"كارثة تنتظر الوقوع"، وذلك في إشارة إلى تشككه كمهندس إنشاءات في مدى التزام معايير الأمان في تشييد الإعلانات وتثبيتها ومراجعتها دورياً. مسألة المراجعة الدورية، وفي أقوال أخرى الصيانة، أثارت تمتمات وهمهمات بين الواقفين الذين سدت اللوحة المهشمة طريقهم لبضع ساعات. فمسائل الصيانة الدورية من الأمور التي يختلط فيها الحلم بالخيال بالدين بالدنيا، كما أنها من الملفات التي شكلت جزءاً غير قليل من واقع المراجعات الشعبية التي تفجرت من رحم أحداث يناير 2011، وراحت لحالها بعد إنهاك سنوات الثورة والقلاقل والإخوان والاستقطاب والمطالبة بالأمن والأمان ولو على حساب حلم إعادة بناء البشر والحجر بالشكل المبتغى والمأمول.
غياب الصيانة
فبدءاً بالبناء المخالف على أرض مأخوذة بوضع اليد في ثمانينيات القرن الماضي، مروراً بتسوية مع الحكومات السابقة من تسديد غرامة في مقابل توصيل الخدمات الرئيسة من مياه شرب وكهرباء وصرف صحي، وانتهاء بمصاعد لا تخضع للصيانة إلا بعد سقوط أحدها وأنابيب مياه لا يجري إصلاحها إلا بعد حدوث ثقب فيها وتسرب الماء إلى جسم العقار فيهدد بسقوطه أو إلى عرض الشارع محولاً إياه بحراً عظيماً أو ترعة راكدة، يشير التاريخ الحديث إلى أن الصيانة فريضة غائبة في الثقافة المعاصرة.
هذا الغياب المتداخل مع هيمنة اللجوء إلى تبرير "القضاء والقدر" لم يحظ بالأغلبية بين الواقفين أعلى كوبري أكتوبر في موقع سقوط اللافتة. صحيح تمتم البعض بـ"قدر الله وما شاء فعل" وقال البعض الآخر "الحذر لا ينجي من القدر"، لكن بدا تماماً أن الاتجاه الأغلب - ربما تحت وطأة صدمة الحادثة والفزع لمشهد السيارات المتهشمة تماماً والخسائر البشرية والمادية بسبب عاصفة - يطالب بمراجعة المنشآت والرقابة على تسليم ما يتم بناؤه من جسور وطرق ولوحات إعلانية وإجبار الجميع على التزام منظومة الصيانة الدورية القانون الصارم.
"بما يرضي الله"
بالطبع علا صوت البعض بالعبارة الأشهر المطالبة بأن يعمل الجميع "بما يرضي الله"، لكن عاد الجمع الغفير ليطالب بالفصل بين رضا الله من جهة، وواجب المواطنين القيام بعملهم بالمعايير والمقاييس المطلوبة من دون "لكلكة" (إهمال) أو استسهال أو استرخاص (العمد إلى تقليل النفقات وتعظيم المكاسب باختيار مواد رخيصة ذات جودة متدنية) والحكومة والجهات الرقابية في المراقبة والمعاقبة للمخطئ من دون محاباة أو محسوبية أو "لكلكة" من جهة أخرى.
ويستمر المصريون في موجة من المراجعات العاتية التي تنافس العاصفة الرملية والترابية في ضراوتها، وتتساوى معها في قسوة آثارها إذ المراجعات تقسو في تقييم أداء المواطنين والمسؤولين وتحليل ما أصاب البعض من تدنٍّ في أخلاقيات العمل والضمير والشعور بالمسؤولية، والعاصفة أيضاً تقسو في هبوبها وظلالها الوخيمة من أضرار بشرية ومادية وكذلك هوائية، فقد أعلنت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد أن تلوث الهواء زاد عشرة أضعاف للمرة الأولى في تاريخ مصر بسبب العاصفة، مذيلة هذا التصريح الصادم بقولها إن "ما شهدته مصر جديد علينا ولكنه ليس جديداً على ظاهرة التغير المناخي".
جودة الهواء
هذه المرة، لم تلق التصريحات المتعلقة بالبيئة وجودة الهواء ما تلقاه عادة من تجاهل شعبي، بل توقف عنده كثير، بين متكهنين بأن ما قالته الوزيرة يعني أن ما جرى ليست حادثة والسلام بل بداية لمزيد، وقلقين من أن يكون للتغير المناخي الذي يجتاح الكوكب بعد مصري خاص بعيداً من الرياح والأعاصير وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، لكنه يتعلق بقواعد تثبيت الإعلانات ومعايير أمان اللوحات.