ملخص
منذ آخر أعمالها الفنية عام 2018 والجمهور لا يزال مشغولاً بعبلة كامل ويبحث عن الجديد في موقفها من الفن، وبعض النجوم أيضاً يحاولون تحفيزها للخروج من عزلتها، فما الجديد عنها؟
على رغم اختفاء الفنانة عبلة كامل عن الساحة الفنية منذ نحو خمس سنوات، فإنها تطل بين الحين والآخر من دون قصد لتصبح حديث الوسط الفني وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، مرة بما يشاع عن مرضها، وأخرى عندما تردد أنها نادمة على أعمالها الفنية وستقاطع الوسط الفني نهائياً وتختفي عن الأضواء.
أخيراً، تصدرت عبلة كامل مجدداً حديث الناس بعد أن طالبت الفنانة منة شلبي بتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي، وأثير الجدل حول مدى جدارتها واستحقاقها التكريم في أكبر مهرجان سينمائي عربي في وقت يرى فيه البعض أنها قدمت أفلاماً لا ترقى لهذا التتويج، كما تناول النقاش كثيراً من علامات الاستفهام حول النجمات المعتزلات اللاتي لفظن النجومية لأسباب مختلفة.
جدل دائم
منذ أعوام، وبالتحديد بعد آخر أعمال عبلة كامل الفنية، وهو الجزء الخامس من مسلسل "سلسال الدم" عام 2018، والجمهور لا يزال مشغولاً بها ويبحث عن الجديد في موقفها، وبعض النجوم أيضاً يحاولون تحفيزها للخروج من عزلتها، وآخرهم منة شلبي التي قالت في منشور لها للقائمين على مهرجان القاهرة "ألم يأت الوقت لتكريم الأستاذة العظيمة عبلة كامل، فحتى إذا لم ترد الظهور لا بد من تكريمها لإظهار الامتنان لمشوارها العظيم وموهبتها الكبيرة التي لا يوجد منها نسختان؟".
وهنا رد أحد أعضاء اللجنة الاستشارية لمهرجان القاهرة، مؤكداً أن "سبب عدم تكريم كامل ليس تجاهلاً لمسيرتها المتميزة الطويلة، ولكنها هي من ترفض الظهور، وقد تم عرض التكريم عليها في مهرجان الدراما، لكنها رفضت أيضاً، ونحن نحترم ذلك لأنه قرارها وحريتها الشخصية".
بعد جدل كبير حول رفض عبلة التكريم، كشفت الإعلامية لميس الحديدي عن تفاصيل جديدة على أثر حديث هاتفي مع عبلة قالت فيه "أنا ممتنة وسعيدة جداً بمطالب تكريمي، وبكل تأكيد أحب أن أكرم في بلدي، وهذا شرف لي، وعلى رغم ذلك لا أستطيع الظهور أو حضور التكريمات لظروف خاصة تمنعني من ذلك".
لا تحبذ الظهور
كشف نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي لـ"اندبندنت عربية" عن أنه حاول تكريم كامل في مهرجان الدراما، لكنها رفضت من دون إبداء الأسباب. وأشار إلى أنها "لا تحبذ الظهور على الساحة، ولهذا علينا احترام رغبتها وعدم الضغط عليها".
النقيب نفى ما تردد حول ابتعاد عبلة بسبب إصابتها بمرض خطر. وقال "في هذه الحال كانت ستبوح، أو كنا سنعرف من أحد المقربين منها، بخاصة أسرتها وبناتها ووالدهن الفنان أحمد كمال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح زكي "لا يمكن أن نقول إنها اعتزلت أو حرمت الفن على نفسها كما يشاع، ومن الممكن أن نجدها فجأة تشارك بعمل فني، حيث لم يصدر منها أبداً ما ينم عن ندمها على كونها ممثلة، أو ضيقها بسبب الوسط الفني".
واختتم "ما يشاع عن أن عبلة تأثرت بوفاة طليقها الفنان محمود الجندي لدرجة جعلتها تقاطع الفن غير حقيقي أيضاً، وكل هذا مجرد اجتهادات لا أساس لها من الصحة".
آراء معارضة
على رغم التأييد والدعم والحفاوة التي يعامل بها اسم ومشوار عبلة كامل، تخرج على الجانب الآخر آراء معارضة ترى أنها فنانة لها ما لها وعليها ما عليها، وأنها ليست أهم ممثلة كما يروج البعض، بخاصة على مستوى السينما، لذلك فتكريمها في مهرجان سينمائي ضخم مثل مهرجان القاهرة أمر قد يكون في غير محله.
الإعلامي المصري محمد الباز يعلق على مطالبات عدد من الفنانين بتكريمها في الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة بالقول إن عبلة كامل لا تستحق التكريم في مهرجان سينمائي، فعلى رغم مشاركتها في أفلام مهمة مثل "هيستريا" و"مرسيدس" و"سيداتي آنساتي"، فإن وجودها السينمائي غير مؤثر، وارتبط بأفلام تافهة مثل "اللمبي" و"خالتي فرنسا" و"كلم ماما" و"بلطية العايمة" و"عودة الندلة"، وهي مجموعة من الأفلام التي يمكن أن نعتبرها أحط أفلام في السينما المصرية، على حد قوله.
ويتابع الباز "رأيي هذا لا ينفي محبتي لعبلة كامل، ويكفي أيقونتها الشهيرة (فاطمة كشري) في مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي)، لكنها في السينما لم تقدم أعمالاً مهمة، لذلك يمكن تكريمها بمهرجان يحتفي بالدراما التلفزيونية".
بداية من الأقاليم
ولدت عبلة كامل عام 1960 في مدينة نكلا العنب التابعة لمركز إيتاي البارود، وهو أحد الأقاليم المصرية بمحافظة البحيرة شمال مصر، ودرست بكلية الآداب، وفور تخرجها عام 1984 التحقت بمسرح الطليعة، وشاركت في أول عمل لها وهو مسرحية "نوبة صحيان".
اكتشف موهبتها الفنان محمد صبحي، ورشحها أمامه لبطولة مسرحية "وجهة نظر" التي حققت من خلالها نجاحاً كبيراً وضعها على بداية سلم الشهرة والنجومية.
بعدها تم ترشيحها لعديد من الأدوار المهمة التي صنعت مسيرتها الفنية، مثل دور "فاطمة كشري" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، وكذلك أدوارها في مسلسلات "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع" و"أين قلبي" و"هوانم جاردن سيتي" و"امرأة من زمن الحب" و"ريا وسكينة" و"عفاريت السيالة" و"حق مشروع"، وأخيراً "سلسال الدم".
بدأت عبلة كامل مشوارها السينمائي عام 1985 مع المخرج الراحل يوسف شاهين، من خلال فيلم "الوداع يا بونابرت"، واستكملت مسيرتها بالمشاركة في أفلام مهمة مثل "يوم مر يوم حلو" و"مرسيدس" و"هيستيريا" و"سيداتي آنساتي"، إضافة إلى عدد كبير من الأفلام الكوميدية مثل "سواق الهانم" و"كلم ماما" و"بلطية العايمة" و"اللمبي" و"عودة الندلة" و"خالتي فرنسا" و"سيد العاطفي"، وبلغ رصيدها في السينما نحو 36 فيلماً.
موهبة بلا خلاف
الناقد الفني أحمد النجار يؤكد أن موهبة عبلة كامل استثنائية، وربما تفوق ما قدمته من أعمال فنية، إذ وصفها البعض بأنها مدرسة فريدة من حيث الأداء، لأنها أدخلت لغة تعبيرية بالتمثيل شديدة البساطة والعمق، وتجمع بين الكوميديا والتراجيديا في الوقت نفسه، وبهذا تمكنت من الوجود في منطقة خاصة بها، وعلى رغم التخوف من لعبها بطولة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" أمام النجم نور الشريف، وتحذيرات كثيرين وقتها من أن دور "فاطمة كشري" أكبر من إمكاناتها، فإن عبلة تمكنت من فرض طريقتها، والممثل الذكي هو من يجد لنفسه مكاناً مميزاً يجعل وضعه استثنائياً وسط مئات المواهب.
وحول الخلاف على تكريمها، قال النجار إنها تستحق التكريم على مشوارها الفني ولا غبار على ذلك، ومن يعتبر بعض أعمالها السينمائية خفيفة وبلا أهمية لا بد أن يدرك أن الترفيه في حد ذاته رسالة وقيمة كبيرة، وهذه الفنانة قدمت دور الأم وهي في عمر صغير وفي قمة تألقها، ومن أشهر هذه الأفلام "اللمبي" و"كلم ماما" و"عودة الندلة"، وبعضهم تساءل كيف ظهرت ممثلة في سنها بدور أم ممثل في سن محمد سعد؟ والإجابة لأنها فنانة مميزة وتثق في قدراتها، وكل عمل قدمته على طريقتها الخاصة التي لا تشبه فيها أحداً، وربما ما يجب تكريمها عليه هو التفرد في الأداء، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون.
أيقونة كوميدية
الناقدة شريهان نبيل قالت إن عبلة كامل ممثلة جيدة، وخدمها الحظ في تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة بحكم أنها ظهرت وقت انطلاق سينما الشباب الكوميدية، وساعدتها أيضاً المشاركة في أفلام حققت جماهيرية غير مسبوقة مثل "اللمبي"، وبعدها تحولت كامل إلى أيقونة كوميدية وبطلة في كثير من الأفلام، وصنفها المنتجون كممثلة كوميدية، على رغم أنها بالأساس نجحت في التراجيديا وتقديم الأدوار المعقدة بكل براعة.
وأشارت نبيل إلى أن مشوار عبلة الفني حافل، لكن ربما جعلت منها رغبتها الدائمة في الاختفاء وبعدها عن المحافل والأمور التي يسعى إليها النجوم، حالاً غامضة ومثيرة للجدل، وهي كممثلة لها أعمال عادية وضعيفة المستوى مثل أي ممثل آخر، ولكنها بشكل عام حال تثير دائماً الحب لدى الجمهور، والغريب أن الناس تبحث دائماً عن الفنانين المحبوبين الذين يتعمدون الغياب لأسباب مختلفة.
وتابعت شريهان "ما أشيع عن مرض عبلة أثار القلق حولها، كما تصاعد الجدل عندما تردد أنها نادمة على أعمالها وتقاطع الوسط عن عمد، وكل ذلك دائماً ما يجعلها تتصدر الأحاديث حتى وهي غائبة".
نجمات لفظن الشهرة
تسبب موضوع عبلة كامل ورفضها التكريم وابتعادها الدائم عن المحافل الفنية في فتح ملف نجمات آخريات اتخذن القرار نفسه، وابتعدن عن الساحة الفنية في قمة شهرتهن لأسباب مختلفة، منها الحجاب، أو تكوين أسرة، أو الرغبة في مقاطعة الفن وكل ما يتعلق به، وبعضهن أصيب بأمراض جعلتهن يتخذن قرار الابتعاد مثل سعاد حسني وناهد شريف.
الفنانة شادية هي أشهر الفنانات اللاتي اخترن الابتعاد تماماً عن الوسط الفني، وكان ذلك عام 1985، وارتدت الحجاب وفضلت العزلة والعبادة، وتم تكريمها في أوائل التسعينيات، لكن كان موقفها مماثلاً لعبلة كامل ورفضت الحضور لتسلم الجائزة.
أما شمس البارودي فاتخذت قراراً باعتزال الفن نهائياً عام 1984، وبعدها ارتدت النقاب، وتفرغت لحياتها الأسرية بعد أن تزوجت الفنان حسن يوسف.
ومن المعتزلات الفنانة المغربية عزيزة جلال التي ولدت بمدينة مكناس عام 1958، وظهرت عبر برنامج للمواهب عام 1975، ومن أشهر أغانيها "مستنياك" و"هو الحب لعبة" و"من حقك تعاتبني". وقررت جلال اعتزال الفن عام 1985 عقب زواجها، وفضلت التفرغ لحياتها الأسرية، ثم عادت وأحيت أخيراً حفلاً في السعودية.
الفنانة نسرين، وهي زوجة الفنان محسن محيي الدين، قررت الاعتزال والتفرغ للأسرة عام 1991، ومن أبرز أعمالها الفنية "الحفيد" و"شباب على كف عفريت" و"طائر الأحلام" و"أبواب المدينة".
واعتزلت الفنانة نورا الفن عام 1996 بعد أن قررت فجأة ارتداء الحجاب، ومن بعدها لم تشارك في أي عمل فني، ومن أشهر أفلامها "ضربة شمس" و"عنتر شايل سيفه" و"الكيف" و"العار" و"جري الوحوش".
ومن المعتزلات أيضاً الفنانة شهيرة، وهي ممثلة مصرية ولدت عام 1949، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدمت عدداً قليلاً من الأفلام على مدار الفترة التي عملت فيها في السينما وحتى اعتزالها الفن عام 1992، وتزوجت من الفنان محمود ياسين وتفرغت للعائلة.
واعتزلت كذلك الفنانة المصرية جيهان نصر عام 1997، بعد أن شاركت في نحو 70 عملاً فنياً في رحلة زمنية قصيرة، لكنها تزوجت وتفرغت لأسرتها.
كما ارتدت الفنانة عبير الشرقاوي ابنة المخرج جلال الشرقاوي الحجاب واعتزلت الفن بسبب التفرغ لتربية ابنها الصغير.
الأمر نفسه قامت به الفنانة صفاء السبع بعد أن تزوجت من ضابط شرطة وأنجبت، وقدمت السبع في مشوارها نحو 70 عملاً فنياً.
وعقب ارتداء الحجاب اعتزلت الفنانة هناء ثروت عام 1987.
بعد "بوابة إبليس"
بعد أن شاركت مديحة كامل في بطولة ما يقرب من 75 فيلماً، قررت عام 1992 الاعتزال أثناء تصويرها فيلم "بوابة إبليس" مع المخرج عادل الأعصر، مما اضطر المخرج إلى الاستعانة بدوبليرة لاستكمال مشاهدها، وارتدت مديحة الحجاب حتى توفيت عام 1997 متأثرة بمرض السرطان.
أما المطربة ياسمين الخيام فقد اعتزلت الفن وارتدت الحجاب منذ عام 1990 وكرست وقتها وجهدها للأعمال الخيرية.
في أواخر عام 1990 وبعد مضاعفات ولادة متعسرة أصيبت الفنانة الراحلة هالة فؤاد بجلطات متلاحقة في قدمها وكانت على وشك الموت، وقررت أن ترتدي الحجاب وتعتزل التمثيل وتتفرغ لحياتها الزوجية والعبادة، واكتشفت بعد فترة قصيرة من الاعتزال إصابتها بمرض سرطان الثدي، ومن ثم بدأت رحلة علاج طويلة في فرنسا والقاهرة، وتوفيت في 10 مايو (أيار) 1993.
أما الفنانة إيمان الطوخي، وكانت واحدة من أشهر نجمات الثمانينيات والتسعينيات، فقد ابتعدت عن الفن في ظروف غامضة لم يعرفها أحد حتى الآن.
ومن أوائل النجمات المعتزلات الفنانة ليلى مراد التي اتخذت القرار في فترة الخمسينيات، وتحديداً عام 1955، وكانت في السابعة والثلاثين من عمرها، وفي قمة تألقها الفني، وشكل اعتزالها لغزاً كبيراً وصدمة لكل محبيها، وأصرت المطربة الكبيرة على الاختفاء حتى وفاتها منذ نحو 27 عاماً.
ومن المعتزلات أيضاً نجمات سينما شهيرات في أفلام الأبيض والأسود، منهم الفنانة إيمان بطلة أفلام "أيام وليالي" و"علموني الحب"، وقد اعتزلت الفن عام 1962 بعد زواجها من رجل ألماني لتكمل بقية حياتها في أوروبا.
واعتزلت الفنانة منيرة سنبل الشهيرة بدور "ميرفت" في فيلم "شارع الحب" بعد زواجها من أحد أبناء العائلات المرموقة في الإسكندرية، وتوفيت بعيداً من الأضواء عام 1985.
كذلك اعتزلت الفنانة حياة قنديل التي تعد واحدة من أبرز وجوه السينما المصرية في السبعينيات، وكان آخر أفلامها "عام 1978.
أما إحدى نجمات السبعينيات، وهي ليلى حمادة التي عملت في عديد من الأفلام منها "إمبراطورية ميم" مع فاتن حمامة عام 1972، فابتعدت عن الساحة الفنية تدريجاً منذ بداية التسعينيات من دون أسباب معروفة.