ملخص
قال إنه ما من شيء أكثر انعداماً للمسؤولية وأكثر كارثية من التعثر في السداد الذي كان يهدد الولايات المتحدة.
وقع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم السبت قانون رفع سقف الدين العام مما يجنب الولايات المتحدة التخلف عن سداد مستحقاتها المالية بعد أسابيع من المواجهة السياسية، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
وأقر الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع قانوناً يسمح برفع سقف الدين العام للولايات المتحدة ويتيح لواشنطن سداد مدفوعاتها حتى بداية 2025، إضافة إلى تحديده عدداً من الأهداف في الموازنة.
وشكر بايدن أعضاء الكونغرس وبينهم الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي على "تعاونهم" في هذا الملف، بحسب بيان للبيت الأبيض اليوم.
وأتاح إقرار القانون في مجلس الشيوخ أول من أمس الخميس حيث معظم الأعضاء من الديمقراطيين، وفي مجلس النواب الأربعاء الماضي حيث معظم الأعضاء من الجمهوريين، تجنب تخلف الولايات المتحدة عن سداد مستحقاتها اعتباراً من بعد غد الإثنين.
وقال بايدن في كلمة عبر التلفزيون إلى الأمة من المكتب البيضاوي أمس الجمعة مستعيداً نبرة الوحدة والتهدئة التي افتتح ولايته الرئاسية بها "تجنبنا أزمة اقتصادية وانهياراً اقتصادياً".
وتابع "ما من شيء كان أكثر انعداماً للمسؤولية وما من شيء كان أكثر كارثية" من التعثر في السداد الذي كان يهدد الولايات المتحدة اعتباراً من الخامس من يونيو.
وأكد أن "التوصل إلى تسوية تتخطى الشقاقات الحزبية أمر صعب. الوحدة أمر صعب، لكن علينا ألا نتوقف أبداً عن المحاولة".
وكانت للمواجهة المالية بين الديمقراطيين والجمهوريين أهداف سياسية على نطاق واسع.
ويدرك بايدن البالغ 80 سنة والمرشح لإعادة انتخابه عام 2024 أن تقدمه في السن يهدد فرصه.
ويأمل بايدن في أن يعزز التوصل إلى الاتفاق على رفع سقف الدين بعد إثارة قلق المجالين السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة صورته كقائد مخضرم وحكيم.
وحرص الرئيس الأميركي أمس على توجيه "تحية" إلى خصمه الأبرز في مسألة الدين الرئيس الجمهوري لمجلس النواب كيفن مكارثي، قائلاً "تفاوض الطرفان بحسن نية. وفّى الطرفان بكلمتهما".
وإن كان الرئيس يعتزم استغلال الفرصة لزيادة رصيده السياسي، إلا أنه تفادى إعلان النصر بصورة صريحة بعد المفاوضات مع المعارضة حول الموازنة.
وقال "لم يحصل أحد على كل ما كان يريده، لكن الأميركيين حصلوا على ما كانوا بحاجة إليه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسعى مكارثي إلى تعزيز سلطته على مجموعة برلمانية متنوعة بين المحافظين المعتدلين والمؤيدين بشدة للرئيس السابق دونالد ترمب.
ودعا الملياردير الجمهوري المرشح أيضاً للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024 إلى الحفاظ على موقف متشدد في المفاوضات مع البيت الأبيض.
وفي النهاية، أعلن الطرفان النصر، إذ أثنى الجمهوريون على تمكنهم من تجميد بعض النفقات، بينما أشاد الديمقراطيون بالحفاظ على المزايا الاجتماعية والاستثمارات الكبرى.
وليس هناك ما يشير إلى أن هذه المعركة السياسية في شأن المالية العامة ستؤثر بشكل فعلي في الناخبين عام 2024.
وهذا المأزق السياسي ليس الأول، إذ إن شكوكاً حول إمكان رفع سقف الدين كانت سادت في عهد الرئيس باراك أوباما.
لكن المؤكد أن المواجهة السياسية خلفت تأثيراً، إذ أبقت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني أمس درجة الولايات المتحدة الممتازة "أي أي أي" تحت المراقبة، ونددت بـ"الاستقطاب السياسي"، مشيرة إلى "تدهور متواصل في الحوكمة خلال الأعوام الـ15 الأخيرة".
وتعول الولايات المتحدة مثل سائر القوى الاقتصادية المتطورة تقريباً على الديون وهي تسجل أعلى دين في العالم، غير أنها القوة الصناعية الوحيدة التي تصطدم بانتظام بسقف للدين يحتم على الكونغرس في كل مرة رفعه بعد عملية تفاوض شاقة.