"وول ستريت" تقفز متفائلة بتوقف دورة رفع الفائدة

قفزات سريعة في "وول ستريت" وأنهت الأسبوع على ارتفاع في جميع المؤشرات، ودخل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي يقيس الأسهم الأميركية في مرحلة جديدة، بعد أن سجل ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة من أدنى مستوى بلغه في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، مما يعني أنه دخل ما يسمى "السوق الصاعدة" التي تصبح مرحلة حساسة لمسار الأسواق بالمرحلة المقبلة.

أسباب التفاؤل

وجاء التفاؤل عشية الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، إذ تتوقع الأسواق أن يتوقف "الفيدرالي" عن مسار رفع الفوائد لأول مرة منذ عام ونصف العام تقريباً، كما ستكون بيانات التضخم التي ستصدر قبل بداية اجتماع "الفيدرالي" هي الفيصل الذي سيحكم اتجاهات "الفيدرالي" في ملف الفائدة.

ودفعت حالة التفاؤل إلى مواصلة مؤشر "ستاندرد أند بورز" مكاسبه للأسبوع الرابع على التوالي، وهي أطول فترة صعود، منذ فترة يوليو (تموز) إلى أغسطس (آب) 2022، وقد ارتفع بنسبة 0.4 في المئة في هذا الأسبوع، كما واصل مؤشر "ناسداك" مكاسبه للأسبوع السابع على التوالي مرتفعاً 0.13 في المئة، وجاء ذلك بفعل الارتفاعات القوية التي تشهدها أسهم التكنولوجيا التي يتكون منها المؤشر، مع توجه المستثمرين بشكل خاص نحو شركات التكنولوجيا المرتبطة بمنتجات الذكاء الاصطناعي، كما ارتفع مؤشر "داو جونز" بنسبة 0.33 في المئة هذا الأسبوع.

"جيه بي مورغان" يحذر

وحذر بنك "جيه بي مورغان" من موجة التفاؤل قائلاً إن سوق السندات لا تؤشر إلى أن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة في المدى المنظور جيد، وهو عكس مسار الأسهم الأميركية. وحذر من هبوط يقارب 20 في المئة في الأسهم الأميركية إذا صدقت اتجاهات السندات، لكن الإيجابية تأتي من توقعات وقف الفائدة بشكل رئيس. ويرى المتداولون أن هناك فرصة بنسبة 72 في المئة في أن يبقي البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة عند النطاق الحالي بين خمسة في المئة و5.25 في المئة في اجتماعه المقبل، بحسب "فيد ووتشر".

بيانات التضخم

وستساعد بيانات أسعار المستهلك (التضخم) الثلاثاء في تشكيل التوقعات حول مزيد من التحركات من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة، مع توقع المستثمرين بوجود فرصة بنسبة 50 في المئة لرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى في اجتماع "الفيدرالي" في يوليو المقبل.

وانخفض مؤشر تقلب الأسهم، المعروف باسم مقياس الخوف في "وول ستريت" إلى أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2020 في التداولات الأخيرة.

توقف متوقع

لكن يتوقع معظم الاقتصاديين أن يوقف الاحتياطي الفيدرالي زيادات أسعار الفائدة الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ 15 شهراً، وأن يترك السياسة معلقة حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حتى في الوقت الذي يواجه فيه اقتصاداً أميركياً مرناً وتضخماً مستمراً.

وكان رئيس "الفيدرالي" جيروم باول قد لمح إلى تعليق حملة التشديد النقدي الشهر الماضي، مشيراً إلى أنه يفضل الانتظار لتقييم الآثار للتحركات في رفع الفائدة وتأثير إخفاقات البنوك الأخيرة في حجم الائتمان.

متى يبدأ تخفيض الفائدة؟

ومن المرتقب أن يكون متوسط أسعار الفائدة بحسب توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في تقريرها الربع السنوي عند 5.1 في المئة في نهاية عام 2023، وهو مطابق لما يتوقعه الاقتصاديون. ويرى الاقتصاديون توقفاً موقتاً في يونيو (حزيران) وتخفيضاً في أسعار الفائدة يبدأ في عام 2024.

مفاجآت متوقعة

وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة، فقد فاجأ بنك كندا المركزي الأسواق، هذا الأسبوع، برفع الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.75 في المئة، وهو أعلى مستوى في 22 عاماً، مخالفاً كل التوقعات بتثبيت الفائدة. وقبل ذلك، رفع البنك المركزي الأسترالي سعر الفائدة، الثلاثاء، وللمرة الـ12 على التوالي، محذراً من ارتفاعات محتملة أخرى. وتركت هذه المفاجآت علامات استفهام إذا كان "الفيدرالي" سيصدم الأسواق برفع الفائدة على رغم أن معظم التوقعات تشير إلى تثبيتها في اجتماع يونيو الحالي.

قفزة لـ"تسلا"

وفي سياق التداولات لهذا الأسبوع كان لافتاً القفزة التي شهدتها أسهم "تسلا"، وصعدت 12 في المئة، هذا الأسبوع، بدعم من توقعات بإيرادات قوية لشركة السيارات الكهربائية بعد أن أبرمت صفقة مع شركة "جنرال موتورز" تستخدم بموجبها الأخيرة شبكة الشحن الخاصة بشركة "تسلا".