ملخص
قال بوتين إن الجيش الروسي بإمكانه تدمير أجزاء من وسط كييف لكنه اختار ألا يفعل ذلك
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن "النظام الدولي الاستعماري الجديد" قد ولى وحل مكانه "عالم متعدد الأقطاب" يزداد قوة، في هجوم استهدف الدول الغربية في خضم النزاع في أوكرانيا .
وأتى كلام بوتين خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ في شمال غربي روسيا.
ويهدف هذا الحدث السنوي عادة إلى استقطاب مسؤولين ومستثمرين من العالم بأسره، إلا أن ممثلي الدول الغربية وحلفاء كييف الآخرين يغيبون عنه منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا.
وقال بوتين في افتتاح الجلسة العامة للمنتدى في كلمة نقلها التلفزيون مباشرة، إن "النظام الدولي الاستعماري البشع لم يعد موجوداً فيما يتعزز عالم متعدد الأقطاب".
ورحب بتعزيز العلاقات بين موسكو ودول في قارات أخرى غير أوروبا أو أميركا الشمالية، معتبراً أن "القادة الاقتصاديين في العالم يتغيرون".
ومضى الرئيس الروسي يقول "نقيم علاقات جيدة مع الصين والهند ودول أخرى. ماليزيا تتطور وأميركا اللاتينية وكذلك أفريقيا. ثمة مشكلات كثيرة فيها لكنها كلها تشهد منحى تصاعدياً".
ورأى بوتين الذي عادة ما يستغل فرصة هذا المنتدى السنوي لعرض حصيلة بالسنة المنصرمة ورسم التوجهات المستقبلية، أن الاقتصاد الروسي صمد في وجه العقوبات الغربية الهائلة المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا. وتابع "يمكننا القول بثقة إن الاستراتيجية التي اختارتها الحكومة والشركات في روسيا نجحت". وأكد أيضاً أن نمو إجمالي الناتج المحلي سيراوح في 2023 بين 1.5 في المئة و2 في المئة بعدما تقلص 2.1 في المئة في 2022 وفق الأرقام الرسمية.
وقال بوتين "بابنا ليس مغلقاً أمام أحد"، متوجهاً بذلك إلى الشركات الأجنبية التي غادرت روسيا بأعداد كبيرة منذ بدء النزاع.
تدمير جزء من كييف
من جهة أخرى، قال بوتين إن الجيش الروسي بإمكانه تدمير أجزاء من وسط كييف لكنه اختار ألا يفعل ذلك لعدة أسباب لم يعددها. وأضاف أن الهجمات التي تتعرض لها المناطق الروسية الحدودية تهدف إلى تشتيت انتباه القوات الروسية عن جبهات أخرى.
وأعلن أن مقاتلات "أف -16" التي سيرسلها الحلفاء الغربيون لكييف "ستحترق"، بينما سمحت الولايات المتحدة الشهر الماضي بتسليم هذه الطائرات للقوات الأوكرانية. ولم يتم تحديد موعد تسليم هذه الطائرات الأميركية الصنع وعددها في هذه المرحلة. وأعلنت بروكسل في نهاية مايو (أيار) الماضي أن بولندا بدأت بتدريب طيارين أوكرانيين.
وقال بوتين في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ (شمال غربي روسيا) إن "الدبابات (التي سلمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا) تحترق. ستلقى طائرات "أف-16" المصير نفسه".
وأكد بوتين أنه إذا نُشرت الطائرات التي ستسلَم لكييف "في قواعد خارج أوكرانيا، سنرى ما يجب القيام به حيال هذه القواعد وكيفية ضربها". وأضاف "هناك خطر كبير بالنسبة للناتو في الانجرار أكثر في النزاع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
النووي في بيلاروس
كما أعلن بوتين أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الأسلحة النووية إلى بيلاروس، في ترجمة عملية لما سبق أن أعلنته موسكو في مارس (آذار) الماضي. وقال إن "أولى الرؤوس النووية تم نقلها الى أراضي بيلاروس. إنها فقط الأولى. بحلول نهاية الصيف، سننجز هذا العمل في شكل كامل".
وذكّر بأن "نشر الأسلحة النووية التكتيكية" في بيلاروس كان ثمرة اتفاق أعلن في مارس مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي وضع أراضي بلاده في تصرف موسكو لمهاجمة أوكرانيا.
واعتبر بوتين أن هذا الأمر يشكل عنصر ردع "لمن يفكرون في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
ويبدو أن وتيرة نقل هذه الأسلحة تسارعت، إذ كان بوتين قال في التاسع من يونيو (حزيران) الحالي أن نشرها سيتم في يوليو (تموز) المقبل.
والأسلحة النووية "التكتيكية" قادرة على التسبب بأضرار هائلة، لكن شعاعها التدميري أكثر محدودية من ذلك العائد إلى الأسلحة النووية "الاستراتيجية".
وأعلنت موسكو في بداية أبريل (نيسان) الماضي، أنها باشرت تدريب عسكريين بيلاروس على استخدام الأسلحة النووية "التكتيكية".
وقال بوتين إن روسيا يمكنها "نظرياً" استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد لسلامة أراضيها أو وجودها، لكنه أضاف أنها لا تحتاج لذلك. وقال إن "الأسلحة النووية صنعت لضمان أمننا بالمعنى الواسع للكلمة ووجود الدولة الروسية، لكن لا يوجد ما يستدعي استخدامها".
تعليق بلينكن
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن "لا سبب" لدى الولايات المتحدة لتغيير وضعيتها النووية بعد قيام موسكو بنشر رؤوس نووية في بيلاروس. وقال للصحافيين "لا سبب لدينا لتغيير وضعيتنا النووية. لا نرى أي مؤشر إلى استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي".
ورأى بلينكن أن "ما يثير السخرية" هو نقل الرئيس الروسي أسلحة نووية إلى بيلاروس في حين أنه برر حربه على أوكرانيا بالحؤول دون حيازة كييف لأسلحة مماثلة.
وانتقد بلينكن ايضاً لوكاشينكو لقبوله بهذه الأسلحة من موسكو. وقال "إنه مثال آخر على قيام لوكاشينكو بخيارات غير مسؤولة واستفزازية وتنازله عن سيادة بيلاروس بما يتنافى وإرادة شعب ذلك البلد".