ملخص
فوز السعودية بتنظيم معرض "إكسبو 2030" تتويج لجهد طويل بذلته الحكومة خلال السنوات الماضية
شدد باحثون ومتخصصون اقتصاديون، على ضرورة تحويل معرض "إكسبو 2030" الذي تتنافس السعودية على استضافته، إلى فرصة لانطلاقة جديدة لجميع دول الشرق الأوسط، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى دول المنطقة العربية.
وقالوا في حديثهم لـ"اندبندنت عربية"، إن مثل هذه الأحداث لم يكن يجري تنظيمها في دول المنطقة في السابق، لكن فوز الرياض بتنظيم "إكسبو 2030"، سيعد بمثابة تحول كبير في تاريخ المؤتمرات والمعارض والأحداث الدولية التي من المتوقع أن تشهدها المنطقة عقب انتهاء هذا الحدث.
كانت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) 2021، تقديم ملف استضافة السعودية، معرض "إكسبو الدولي 2030" في الرياض، وذكرت الهيئة حينها، أن ذلك يأتي بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020 عن عزم السعودية التقدم لاستضافة الحدث العالمي.
يعزز تنفيذ "رؤية 2030"
ورأى الباحث المالي والمدير التنفيذي لمجموعة "أي أم سي" للاستثمار، محمود شكري، أنه منذ إعلان "رؤية 2030"، وهي تسعى بكل جهد نحو التغيير إلى الأفضل، واستطاعت في السنوات الأخيرة إحداث طفرة في استراتيجيتها، وسعت إلى تحقيق ذلك في كل الاتجاهات بشكل متواز.
وأوضح أن فوز السعودية بتنظيم معرض "إكسبو 2030" هو تتويج لجهد كبير بذلته الحكومة السعودية خلال السنوات الماضية، بخاصة أن معرض "إكسبو" يعد الأضخم على المستوى التجاري عالمياً، وفوز الرياض بتنظيمه يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة تواجه جميع دول العالم، إضافة إلى منافسة قوية من قبل إيطاليا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن السعودية تمكنت من تعزيز ملف ترشحها لاستضافة هذا الحدث بشكل جيد، إذ أعلنت عن ميزانية ومخصصات ضخمة لاستضافة "إكسبو 2030"، تقدر بنحو 7.8 مليار دولار، منها 5.8 مليار دولار للبنية التحتية والأصول الرأسمالية، والمتبقي من المخصصات سيتم توجيهه للتشغيل والاستضافة، وتعد هذه الميزانية هي الأضخم في تاريخ معرض "إكسبو" على الإطلاق.
وقال، إن السعودية تسير بشكل متوازن في بناء قوتها التجارية والاقتصادية في ضوء المتغيرات الجديدة سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي، ومحاولتها لاستضافة مثل هذه الأحداث يعزز بشكل مباشر تحقيق "رؤية المملكة 2030"، إذ يهدف المعرض إلى جذب أكثر من 20 مليون زائر للسعودية، وهو رقم يضاف إلى ملف الإنجازات السعودية في القطاع السياحي والاقتصادي بشكل عام.
الأضخم في التسويق وعرض الفرص الاستثمارية
من ناحية أخرى، قال الخبير في الشأن الاقتصادي عمرو عبدالله، إن الرياض تبدو في خططها واستراتيجياتها الجديدة منطلقة نحو تحقيق مزيد من الاستدامة وتعزيز عائداتها، وحصولها على مكانتها الفعلية على الصعيد العالمي.
وتوقع أن تنجح السعودية في تنظيم مثل هذا الحدث العالمي، الذي يعد الأضخم في التسويق والتنوير للمؤسسات العالمية للفرص الاستثمارية التي تتمتع بها السعودية ودول المنطقة العربية، بخاصة أنه حدث لا يقل أهمية عن مؤتمر "يورومني" الأهم عالمياً في مجال المؤتمرات الدولية الخاصة بالاستثمار.
وقال، إن نجاح السعودية باستضافتها لهذا الحدث يدعم جذب أنظار العالم إلى دول المنطقة العربية والفرص الاستثمارية المتاحة فيها، وسينعكس نجاح تنظيم المعرض على عديد من الملفات مثل الاستثمار الأجنبي المباشر والسياحة والترفيه والسفر وقطاع الضيافة، كما سيعد فرصة قوية أمام الشركات والمؤسسات العربية والشركات التابعة للحكومة المصرية بخاصة في عرض الفرص الاستثمارية أمام دول العالم.
ولفت إلى أن دول المنطقة تمتلك عديداً من الفرص الاستثمارية ويوجد بها عديد من الشركات ذات الميزانيات والأصول الضخمة في مجالات هي الأهم عالمياً مثل قطاعات البتروكيماويات والموانئ والمناطق اللوجيستية وتوليد الطاقة الشمسية والرياح والخدمات المالية وغيرها من القطاعات المهمة.
متى بدأ تنظيم معرض "إكسبو"؟
في مذكرة بحثية حديثة، قال "بنك سيكو"، إن فوز السعودية بتنظيم معرض "إكسبو 2030" في مدينة الرياض سيؤدي إلى تسريع المشاريع السياحية العملاقة، كما يمكن أن يقود إلى طفرة في البناء في السنوات المقبلة.
وأوضح، أن معرض "إكسبو" سيحفز نشاط المشاريع داخل المناطق الوسطى والغربية، مرجحاً أن تستمر فائدة المباني الجديدة في قطاع الضيافة إلى ما بعد المعرض.
وأشار، إلى أن معرض "إكسبو 2030" وغيره من الأحداث العالمية وبخاصة الرياضية منها، سيساعد السعودية في تطوير إقبال سنوي مستدام للسائحين بعد الحج والعمرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن أعداد الزوار المتوقع زيارتهم للمعرض قد تتجاوز أعداد زوار معرضي "إكسبو 2015" في ميلان و"إكسبو 2020" في دبي، التي بلغت 22 مليون زائر و24 مليون زائر على التوالي.
وذكر البنك أن تقلص عدد المنافسين زاد من احتمالية فوز السعودية بالتنظيم، إذ ارتفعت احتمالات فوزها بنسبة تقترب من 50 في المئة، بعد أن أعلنت 84 دولة من بين 169 دولة عن دعمها عرض السعودية لاستضافة "إكسبو 2030" وذلك مباشرة أو من خلال منظمات دولية.
ويعد هذا المعرض من أكبر الفعاليات الدولية ويتم تنظيمه كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم منذ القرن الـ19، ويشرف على تنظيمه المكتب الدولي للمعارض، ومفهوم هذه المعارض أنها وجدت بهدف تعليم الجمهور، وبذل مجهود بالموارد المتاحة للإنسان لتلبية حاجات الحضارة أو حاجات فروع النشاط البشري للتقدم والوصول إلى آفاق جديدة، كما يشارك في هذه المعارض الدول والحكومات، ثم الجمعيات والشركات والمؤسسات والهيئات.
وتم إنشاء المعارض الدولية لتقديم الاختراعات الصناعية لمختلف الدول، وهي تقدم الواجهة التكنولوجية والصناعية للبلدان المشاركة التي تعكس التقدم الذي تحققه الثورة الصناعية، وأول معرض دولي أقيم في لندن عام 1851.
في البداية، كانت تخصص مساحة لكل بلد مشارك في الجناح المركزي للمعرض، وبعد ذلك، بدأت الدول المشاركة في إنشاء أجنحتها بنفسها وبأشكال مختلفة، ولكن في العادة لا يُتخذ هذا الإجراء إلا عندما تعرض الدولة المشاركة شيئاً لا يتسع له مكانها المخصص في جناح العرض المركزي. ولم يكن مسموحاً لكل الدول أن تنشئ مركز عرضها بشكل معماري يتوافق وخصوصيات الدولة.
يشار إلى أنه تتنافس على استضافة هذا الحدث العالمي الذي يستمر ستة أشهر أربع دول هي: السعودية، كوريا الجنوبية، إيطاليا، وأوكرانيا، بعد أن أعلنت روسيا انسحابها من المنافسة مايو (أيار) الماضي، فيما لم تعلن أوكرانيا إلى الآن عن قرراها.