ملخص
بعد ثلاثة أعوام من حج محدود عادت المرافق السعودية والمواقع الدينية إلى طبيعتها المكتظة بالحجاج لتشهد توافد العملاء كل الأوقات، بما أنعش اقتصاد مدينة مكة التي لم تعد تهدأ فيها الحركة ليلاً أو نهاراً.
بعد ثلاثة أعوام من حج محدود عادت المرافق السعودية والمواقع الدينية إلى طبيعتها المكتظة بالحجاج لتشهد توافد العملاء كل الأوقات، بما أنعش اقتصاد مدينة مكة التي لم تعد تهدأ فيها الحركة ليلاً أو نهاراً، بل لا يوجد موضع قدم في الأسواق والمطاعم التي كانت شبه خاوية أيام الجائحة.
سائقو الحافلات والسيارات ينقلون الحجاج على مدى الساعة داخل المدينة وخارجها، والفنادق والشقق قد حجزت بالكامل، والمحال التجارية تشهد إقبالاً كبيراً على مستلزمات الحج من بطاقات الاتصال والأدوية والأحذية والسجادات وغيرها خصوصاً من حجاج الخارج، ويمتد الرواج التجاري لقطاعات كثيرة منها الملابس والجلديات والأجهزة الإلكترونية ومحال العطور والبخور والكماليات، مما جعل أصحاب المحال التجارية يضاعفون عدد موظفيها لاستقبال الزبائن.
مداخيل تجار مكة
هكذا بعد أعوام من القيود التي تسببت في إفراغ المتاجر والفنادق في جميع أنحاء مكة من الحجاج، يأمل أصحاب الأعمال هذا العام في أن تعوضهم عودة الحج إلى طبيعته عن الخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وأكد سمير الزافني الذي يدير مجموعة فنادق في مكة والمدينة أن فنادقه حجزت بالكامل حتى الأسبوع الأول من يوليو (تموز). وتابع في حديثه للوكالة الفرنسية "بعد ثلاث سنوات عجاف هذا العام لا يوجد سرير واحد شاغر في مجموعتنا التي تضم 67 فندقاً، عادت الأعمال بفضل الله كما كانت من قبل، بل أفضل". وعلى رغم غياب إحصاءات رسمية دقيقة لما ينفقه الحجاج سنوياً فإن الاقتصاديين يؤكدون بأن موسم الحج يشكل أعلى مدخول لتجار مكة.
ذكر سليمان العساف، مستشار اقتصادي، أن الحج يعد رافداً من روافد الاقتصاد السعودي خصوصاً على القطاع الخاص، إذ يستفيد منه ما يقارب ١٥ قطاعاً اقتصادياً بشكل مباشر وغير مباشر. وهو محرك لاقتصادات النقل والسكن والغذاء والتجزئة، وأشار إلى أن متوسط إنفاق الحجاج ما يعادل مليار ريال يومياً وهذا مبلغ ضخم جداً وتقسيالى السكن ثم الغذاء والتنقل والهدايا.
وعد عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبدالله المغلوث الحج مجمعاً اقتصادياً للمسلمين، إذ يتسم الموسم بالرواج الاقتصادي، فكم ينفق من النقود على وسائل الانتقال، وشراء المأكولات والمشروبات، وشراء الملابس وشراء الذبائح، وكلفة الإقامة، وجلب الهدايا، وأشار إلى زيادة طاقة العمرة والحج كل عام إلى أن يصل 30 مليون حاج سنوياً خلال السنوات القادمة ستسهم في الحصول على عائدات تبلغ 13.32 مليار دولار 2030.
مليونا حاج هذا العام
وقد كشفت الأرقام الرسمية زيادة في عدد الحجاج شيئاً فشيئاً خلال الأعوام الماضية، ففي عام 2021 جرى اختيار 60 ألف مواطن ومقيم بالقرعة لأداء الحج، بشرط تلقيهم لقاح كورونا، والعام الماضي شارك في المناسك 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفاً أتوا من الخارج، وبعد أن كانت الفئة العمرية محددة بألا تتجاوز السن فيها 60 سنة سمحت السعودية هذا العام للمسلمين بأداء فريضة الحج من دون أي قيود سواء على عدد الحجاج أو أعمارهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول في وزارة الحج والعمرة رفض الكشف عن اسمه كونه غير مخول التحدث للإعلام لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد "لو سارت الأمور على هذا النحو سنشهد هذا العام أكبر موسم حج في التاريخ".
وكشفت السلطات السعودية عن أعداد حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا لأداء هذه الفريضة، فقد أصدرت الوزارة مليوناً و800 ألف تأشيرة إلكترونية للحج في وقت قياسي في موسم هذا العام، وتوقعت وزارة الحج السعودية أن يصل عدد الحجاج هذا العام إلى نحو مليونين و300 ألف حاج، قادمين من أكثر من 160 دولة.
وأشار نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح بن سليمان مشاط إلى أن أعداد الحجاج لا تكتمل إلا في يوم الـ13 من شهر ذي الحجة، فقبل ذلك تكون الرحلات مختلفة الأوقات، إلى جانب ظروف القدوم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة عبر مختلف الوسائل البرية والبحرية والجوية.
لافتاً النظر إلى أن معايير قياس نجاح الحج تتمثل في ثلاثة معايير هي: أمن وسلامة وصحة الإنسان، إلى جانب أن إدارة الحج والأمور التنظيمية تنعكس على توفير المناخ الملائم لضيوف الرحمن في أداء مناسكهم لينعموا بالراحة والاستقرار.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة في فيديو نشرته على "تويتر" أن استعداداتها تشمل 17 قطاراً مخصصاً لنقل الحجاج من وإلى المواقع المقدسة، تصل قدراتها الإجمالية إلى 72 ألف راكب في الساعة، إضافة إلى 24 ألف حافلة.