Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزاعم تعليقات ترمب الجنسية بشأن إيفانكا لن تضره انتخابيا

محاولات لاستقطاب أصوات نساء الضواحي الحاسمة في انتخابات 2024

ترمب إلى جانب ابنته إيفانكا ونجليه دونالد جونيور وإيريك (أ ب)

ملخص

تُعد "نساء الضواحي" من المجموعات التي يأمل فريق ترمب في تحقيق النجاح معها في انتخابات 2024

على رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الرئيس السابق دونالد ترمب لاتهامات بسوء السلوك والتحيز الجنسي ضد المرأة، إلا أن المزاعم الجديدة التي ذكرها أحد كبار موظفي إدارته السابقين، تأخذ منحى مختلفاً كونها تتحدث عن أن المرشح الرئاسي الأوفر حظاً عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسية المقبلة، أدلى بتعليقات جنسية بذيئة حول ابنته إيفانكا، ومع ذلك يستبعد غالبية الخبراء الاستراتيجيين أن يتضرر ترمب بين الناخبين، فما طبيعة هذه المزاعم ولماذا لن تؤذيه في الانتخابات؟

صخب محدود

فيما كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن أجزاء من فحوى كتاب ألفه رئيس موظفي وزارة الأمن الداخلي مايلز تايلور ويشمل مزاعم بأن ترمب تحدث عن أجزاء في جسد ابنته إيفانكا وما قد يكون عليه الأمر عند ممارسة الجنس معها في سياق ادعاءات جديدة بشأن سوء سلوك الرئيس السابق وتحيزاته الجنسية ضد النساء، إلا أن الصخب حول هذه الاتهامات الجديدة لم يكن هائلاً كما توقعه المؤلف الذي انقلب على ترمب حتى حينما كان لا يزال يخدم في إدارته ويكتب مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" موقعاً باسم "مجهول".
ولعل هذا العداء السابق وانشقاق تايلور عن الحزب الجمهوري، قائلاً إن "المؤسسة تسمم عقول الأميركيين وتلاحق أسس الديمقراطية نفسها" وأنه صوّت لمصلحة جو بايدن في انتخابات عام 2020، متهماً ترمب علناً باستغلال وزارة الأمن الداخلي لأغراضه السياسية الخاصة وتغذية أجندته الخاصة، شكل أحد أبرز الأسباب التي أضعفت صدق روايته أو على الأقل أن تأخذها وسائل الإعلام الكبرى على محمل الجد، بخاصة وأنه لم يدعمها أي طرف آخر في إدارة ترمب، على رغم أن تايلور أشار إلى أن رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض في عهد ترمب، جون كيلي وبّخ الرئيس آنذاك مذكراً إياه بأنه يتحدث عن ابنته، وهو ما لم يؤكده كيلي حين تواصلت معه وسائل الإعلام، كما أن حملة ترمب لم تهتم بالرد على هذه المزاعم، واكتفى ستيفن تشيونغ المتحدث باسمها بالقول إن تايلور "لا يساوي شيئاً"، وأن أجزاء أخرى من كتابه الذي يُنتظر أن يُنشر في 18 يوليو (تموز) المقبل تم فضح زيفها بالفعل.

تمييز جنسي

وبالإضافة إلى ما تضمنه كتاب المسؤول السابق في وزارة الأمن الداخلي بشأن تعليقات ترمب عن إيفانكا، فقد تحدث عن تفاصيل أخرى لمجلة "نيوزويك" عما وصفه بالمعاملة غير المتكافئة التي تنم عن تمييز جنسي مع القيادات النسائية في إدارته بمن في ذلك وزيرة الأمن الداخلي كيرستين نيلسن، التي انتقد مكياجها وملابسها على رغم أنه كان يناديها بألفاظ محببة تتجاوز الإطار الرسمي للعلاقة، ومستشارته الأولى كيليان كونواي التي قالت عنه إنه "متنمر كاره للنساء"، والمتحدثة الصحافية للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، التي علق على وزنها بالسلب.
غير أن مصدراً في مكتب كونواي نفى للمجلة أنها أدلت بالتعليق المذكور وقال إنها كذبة وإن تايلور يسعى إلى الشهرة، بينما لم تعلق نيلسن وهاكابي على فحوى الرواية المنشورة، وهو ما يثير شكوكاً حول صدقيتها، بخاصة وأن تايلور اعترف حينما كان يكتب مقالاته الانتقادية اللاذعة ضد ترمب حين كان في البيت الأبيض أنه كان "جزءاً من المقاومة" داخل إدارة ترمب، ويقول الآن إنه يعتقد أن الرئيس السابق لم يتغير لأنه يقود السباق على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، ويخشى أن تكون فترة ولاية ترمب الثانية "أسوأ بكثير".

تاريخ مثير

لكن ما يجعل لهذه المزاعم أهمية نسبية، هو أنها تأتي بعد أسابيع قليلة مما خلصت إليه هيئة محلفين في مانهاتن بأن ترمب مسؤول عن الإساءة الجنسية والتشهير بالكاتبة إي جين كارول خلال حقبة التسعينيات، وهي اتهامات نفاها مراراً ويعتبر أنها ذات دوافع سياسية، ويستأنف حالياً ضد الحكم السابق. كما أنه لطالما نفى ادعاءات نساء عدة بأنه تصرف بشكل غير لائق في البيت الأبيض أو ارتكب سوء سلوك جنسي في مكان العمل وخارجه.
غير أن خصوم ترمب والإعلام الليبرالي بشكل عام، يثيرون مجموعة من سوابق ترمب المشهورة قبل أن يتولى الحكم في البيت الأبيض ومنها ما يعتبره النقاد تعليقات غير ملائمة حول ابنته إيفانكا خلال ظهوره عام 2006 في برنامج " ذا فيو" على شبكة "أي بي سي" حين جلس إلى جانبها، وقال "إذا لم تكن إيفانكا ابنتي، فربما كنت سأواعدها"، وفي مقابلة عام 2015 مع موقع "رولينغ ستون"، تحدث عن جمال إيفانكا وإنها مثيرة، وفي عام 2005 اشتهر بأنه يتباهى بأنه يمكن أن يمسك النساء "من مناطق جنسية" خلال تبادله حديث مسجل مع أصدقاء له، مدعياً أنه "عندما تكون نجماً، فإنهم يسمحون لك بفعل أي شيء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


هل من تأثير؟

وعلى رغم اعتقاد البعض أن تاريخ ترمب وعلاقاته النسائية وسلوكه المثير للجدل سيؤثر في حظوظه الانتخابية، فإن الخبير الاستراتيجي الجمهوري ويت أيريس يرى أن "الجمهوريين اتخذوا قرارهم بشأن دونالد ترمب، ولا يبدو أن أي شيء سيغير ذلك"، قائلاً إن "جزءاً من نجاح ترمب السياسي يعتمد على قدرته على إقناع الناس بأن الهجوم عليه يُعد هجوماً عليهم"، وأنه "من بين الناخبين الجمهوريين المحتملين، هناك 76 في المئة لديهم انطباع إيجابي عن ترمب وهي وجهة نظر ظلت مستقرة لسنوات، على رغم الجدل غير المسبوق حول سلوكه أو المحاكمات العديدة التي تواجهه".

وترى إيمي والتر من "تقرير كوك السياسي" لخدمة الإذاعة العامة "أن بي آر"، أنه "من غير المرجح أن تتغير قدرة ترمب على جذب انتباه الجمهور، وأشارت إلى أنه طالما لا يزال نشطاً، فإن السياسة ستستمر في الدوران حوله، وفي عام 2024، سيكون الأمر متعلقاً بترمب بقدر ما سيكون حول الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن.

أصوات نساء الضواحي

ومع ذلك نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً في وقت سابق هذا الشهر عقب توجيه لائحة اتهام للرئيس السابق بشأن الوثائق السرية، حذرت فيه من انقسام أصوات النساء البيض في الضواحي اللواتي صوتن له خلال أول محاولة رئاسية (في 2016) لكنهن انتقلن إلى جو بايدن في عام 2020، وأشار التقرير إلى أن ترمب يحتاج أصواتهن لاستعادة البيت الأبيض حيث أن توجه هؤلاء النساء في النهاية، يمكن أن يساعد في تحديد من سيتولى البيت الأبيض في عام 2024 نظراً إلى أن النساء البيض في الضواحي هن إحدى المجموعات القليلة التي يُنظر إليها على أنها قابلة للإقناع.
ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته "وول ستريت جورنال" في أبريل (نيسان) الماضي فإن 44 في المئة من النساء البيض في الضواحي تجنحن إلى التصويت لمصلحة الديمقراطيين و42 إلى الجمهوريين، حيث يتم تعريف الناخبين في الضواحي على أنهم في المجتمعات الواقعة بين المراكز الحضرية والمناطق الريفية، ويعيش ما يقرب من نصف الناخبين في الضواحي، وتمثل النساء البيض هناك حوالى 17 في المئة من الناخبين.
وتُعد "نساء الضواحي" من المجموعات التي يأمل فريق ترمب في تحقيق النجاح معها، بعدما راجعت حملته سبب انقلاب بعض نساء الضواحي عليه في عام 2020 عندما ناشدهن التصويت لمصلحته، وخلصت إلى أن إدارته للوباء كانت سبباً رئيساً، ولهذا يعتقدون الآن أن هذا لن يشكل نفس العقبة ويأملون في أن تكسب سياساتهم الاقتصادية النساء المحبطات من التضخم.
ولأن بايدن تمكن من الفوز عام 2020 بتسجيله انتصارات ضيقة في عدد صغير من الولايات التي فاز بها ترمب عام 2016، بما في ذلك ويسكونسن وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيغان، فسيحتاج الجمهوريون في عام 2024 إلى استعادة بعض تلك الولايات، وقد تكون الضواحي حاسمة لتحقيق الفوز، بخاصة وأن حملة بايدن تركز على كسب أصوات الناخبين في الضواحي.
وبينما تعتقد حملة ترمب أن المزاعم والدعاوى القضائية التي تطارد ترمب حول إساءة معاملة النساء، لن تحرك أصواتهن ضده لأنهن سمعن بالفعل مزاعم سابقة وأصدرن أحكامهن، إلا أن آراء النساء تتباين في هذا الشأن حيث تقول باربرا فينيغان من ساوثهامبتون في ولاية بنسلفانيا، إنها دعمت ترمب في عام 2016 وبايدن في عام 2020، وعلى رغم أن بايدن قد يكون تجاوز الحد الأدنى لسنه، لكنها ستصوت له مرة أخرى لأنها لا تحب الطريقة التي يستخدم بها الرئيس السابق وسائل التواصل الاجتماعي، في حين تشير هيذر هود من أفونديل في بنسلفانيا، إنها صوتت للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الماضية على رغم أنها جمهورية لأنها قررت عدم التصويت لمصلحة ترمب، وهي الآن قلقة بشأن "الافتقار إلى النزاهة والمسؤولية الشخصية والمساءلة لأولئك الذين نختارهم عن طريق الانتخابات لتمثيلنا"، ولهذا فستنظر إلى المرشحين من الحزب الجمهوري لأن "عمر بايدن يمثل مشكلة خطيرة".

المزيد من تقارير