Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخيم جنين... "عش الدبابير" المسلح

استفاد من تصنيع العبوات الناسفة في لبنان وإنتاج الصواريخ بغزة ومراقبون: سيظل مصدر إزعاج لإسرائيل

تتولى المجموعة المسلحة "كتيبة جنين" الدفاع عن المخيم وتنفيذ هجمات مسلحة ضد المستوطنين (أ ف ب)

ملخص

كيف تحول مخيم جنين إلى معقل للجماعات المسلحة وعمادها حركة "الجهاد الإسلامي"؟

تجريف الآليات العسكرية الإسرائيلية شوارع جنين قبل اقتحام الجيش الإسرائيلي المخيم فجر أمس الإثنين لتنفيذ عمليته العسكرية لم يأت من فراغ، ذلك أنه تحول إلى منطقة يصعب على الجيش التحرك فيها بسهولة كبقية مدن وقرى الضفة الغربية.

يقع المخيم، الذي تتجاوز مساحته نصف كيلو متر مربع، على أطراف مدينة جنين، ويعيش فيه أكثر من 10 آلاف فلسطيني.

منذ أكثر من عامين تحول المخيم، الذي يضم فلسطينيين هجرتهم إسرائيل من نحو 58 قرية قبل 75 سنة، إلى معقل للمقاومين الفلسطينيين، ومنطلقاً للعمليات المسلحة ضد إسرائيل.

وعلى رغم محاولات الجيش الإسرائيلي المتكررة اقتحام المخيم على مدار أشهر طويلة، فإن تلك المحاولات تنتهي بالفشل واندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة.

وتتولى المجموعة المسلحة "كتيبة جنين" الدفاع عن المخيم وتنفيذ هجمات مسلحة ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

وتعتبر "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، العمود الفقري لـ"كتيبة جنين" التي يقدر عدد أعضائها بمئات، إضافة إلى مسلحين من حركتي "فتح" و"حماس".

عش الدبابير

ولم يكن تشكيل الكتيبة المسلحة إلا في نهاية عام 2021، إثر تمكن ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من جنين، من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي قبل أن تتمكن إسرائيل من إعادة اعتقالهم.

وتمتلك الكتيبة معدات عسكرية مثل العبوات الناسفة، التي أصبح لها القدرة على تصنيعها، والصوايخ البدائية التي تعمل الكتبية على تطويرها.

وسببت تلك المعدات على رغم تواضعها في إزعاج المؤسستين الأمنية والعسكرية لإسرائيل، وفي تحويل أي اقتحام للمخيم إلى معركة حقيقية تستمر ساعات.

الآن أصبح الإسرائيليون يشبهون الوضع في المخيم بقطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل قبل 18 عاماً، وباتت الصواريخ التي تنطلق منه مصدر تهديد للإسرائيليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحرية شبه كاملة في جميع المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، إلا أن ذلك لا ينطبق على مخيم جنين.

وقالت "كتيبة جنين" إن مسلحيها تمكنوا من "تفجير عبوات ناسفة تدخل الخدمة للمرة الأولى بآليات تابعة للقوات الإسرائيلية، وأعطبت عدداً منها".

وأقر الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة بأن الحركة تعمل على "تشكيل كتائب مقاتلة في مدن الضفة الغربية والمدن الفلسطينية كافة.

وتابع في مقابلة مع صحيفة إيرانية خلال زيارته طهران أخيراً أن حركة "الجهاد الإسلامي" لديها "خبراء ميدانيون لإنتاج الأسلحة، نحن نقدم مساعدة كبيرة ومستمرة للمقاتلين في الميدان".

وأشار النخالة إلى أن "التركيز على كيفية نقل الضفة الغربية من حال الهدوء إلى المقاومة"، مضيفاً أن ذلك "يتوافق مع تعليمات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي".

وكان مخيم جنين خلال الانتفاضة الثانية منطلقاً لعديد من منفذي العمليات المسلحة في داخل إسرائيل، وهو ما دفع إسرائيليين إلى وصفه بـ"عش الدبابير".

ومنذ أشهر عدة يقول جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن المخيم تحول إلى "ملجأ للمسلحين من المخيم وخارجه"، كما اكتشف قربه قبل أيام راجمات للصواريخ.

واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عليما أن "أجهزة الأمن الفلسطينية فقدت سيطرتها على مخيم جنين ومحيطه، وأصبحت المجموعات المسلحة تسيطر عليه".

وأشار عليما إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح يواجه "صعوبات غير مقبولة خلال اقتحامه المخيم، إذ تندلع اشتباكات عنيفة مع المسلحين الفلسطينيين، على عكس بقية المدن والبلدات الفلسطينية".

وأوضح أن "الخلايا المسلحة تمكنت من تشييد بنى تحتية عسكرية تتعلق بصناعىة العبوات الناسفة".

نموذج المقاومة

ويسعى الجيش الإسرائيلي من وراء عمليته العسكرية في المخيم، وفق عليما، إلى "التحرك بحرية فيه، والحد من قدرات المجموعات المسلحة".

واستعبد عليما أن تؤدي العملية إلى "تغيير جوهري في المخيم، أو القضاء على الخلايا المسلحة فيه"، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي بدأ يشير إلى أن العملية العسكرية "هي جزء من نشاط مستمر".

المختصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يرى أن "المخيم سيبقى مصدراً لإزعاج الجيش الإسرائيلي، وعندما يقتحمه مرة أخرى بعد هذه العملية فلن يكون ذلك بسهولة".

يؤكد منصور أن مخيم جنين "يمثل نموذجاً في الاحتضان الشعبي للمقاومة، على رغم أن نصف عدد منازله دمرها الجيش الإسرائيلي قبل 20 عاماً".

وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على "كسر إرادة الفلسطينيين في المخيم لقطع الطريق على تعميم نموذجه في أنحاء الضفة الغربية، وخروج الأوضاع عن السيطرة".

وأوضح منصور أن المخيم أصبح "يشكل تهديداً للإسرائيليين بفضل استفادته من تجارب لبنان في تصنيع العبوات الناسفة، وتجربة قطاع غزة في إنتاج الصواريخ".

أما المحلل السياسي سليمان بشارات فيوضح أن العمل المسلح في مخيم جنين بدأ بشكل فردي قبل أن تستثمره حركة "الجهاد الإسلامي" وتجد فيه ضالتها، وتؤسس "كتيبة جنين".

وقال بشارات إن تركيبة المخيم الاجتماعية والوطنية "توفر حاضنة شعبية مريحة للغاية للعمل المقاوم".

وحول "كتيبة جنين" أشار إلى أنها تضم عناصر من حركتي "فتح" و"حماس" على رغم أن حركة "الجهاد الإسلامي" تعتبر عمودها الفقري، الأمر الذي "منحها ميزة في العمل".

وأضح بشارات أن الإملاءات التنظيمية في "كتيبة جنين"، كما في المجموعات المسلحة الجديدة ضعيفة، إذ إن تلك المجموعات "تهدف إلى إحياء نموذج المقاومة".

وأسهمت "الحال الهلامية" لتلك المجموعات المسلحة في صناعة تحد جديد للجيش الإسرائيلي و"الشاباك" في كيفية التعامل معها، وفق بشارات.

من جانبه شدد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال حويل، المقيم في المخيم، على أن سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية سبب المشكلات كافة، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يرفضون القبول بالظلم والقهر والذل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف مختبرين لصناعة المتفجرات بداخلهما مئات العبوات الناسفة ووسائل قتالية أخرى وعتاد عسكري وأجهزة اتصال.

المزيد من تقارير