ملخص
من شأن الزيادة الجديدة المرجحة أن ترفع معدل الفائدة إلى نطاق 5.25 في المئة إلى 5.50 في المئة
أسبوع حافل بالأحداث المهمة في "وول ستريت"، على رأسها اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، إذ تنتظر الأسواق قرارات "الفيدرالي" بخصوص أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (أو 25 في المئة) في اجتماعه يومي 25 و26 يوليو (تموز) الجاري.
وبحسب استطلاع لوكالة "رويترز"، يتوقع غالبية الاقتصاديين أن تكون هذه آخر زيادة في دورة التشديد النقدي الحالية، بعد أن أظهرت بيانات هذا الشهر علامات على تراجع التضخم.
حسم جدل زيادات الفائدة
وقد تحسم هذه التوقعات، إن تحققت، الجدل حول إمكانية استمرار "الفيدرالي" في رفع أسعار الفائدة في الأشهر المتبقية من هذا العام، كما تأتي عكس توقعات المسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذين قالوا في اجتماعهم الشهر الماضي إنهم يرجحون زيادة الفائدة مرتين أخريين العام الحالي، إذ جاءت هذه التوقعات عقب اتخاذ قرار عدم زيادة الفائدة في يونيو (حزيران) الماضي.
وكانت الأسواق تتوقع حدوث الزيادة الثانية في سبتمبر (أيلول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، لكن اجتماع "الفيدرالي" سيحسم ذلك خصوصاً بعد التراجع القياسي للتضخم.
تراجع التضخم
تراجع التضخم بشكل غير متوقع في يونيو الماضي، إذ تراجع إلى نسبة ثلاثة في المئة على أساس سنوي من أربعة في المئة في مايو (أيار) الماضي، وهو أقل معدل تضخم منذ مارس (آذار) 2021.
وكانت التوقعات ببلوغ التضخم 3.1 في المئة، لكن التراجع دون التوقعات أعطى حافزاً للمستثمرين بأن "الفيدرالي" قد يعدل عن رفع الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع.
وبفضل هذه التوقعات توجه المستثمرون نحو الأسهم الصناعية، إذ قاد مؤشر "داو جونز" الصناعي الارتفاعات في بداية الأسبوع، محققاً أطول سلسلة مكاسب في ست سنوات.
مكاسب "وول ستريت"
وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.52 في المئة إلى 35411 نقطة، وزاد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.40 في المئة إلى 4554 نقطة، بينما صعد مؤشر "ناسداك" المجمع بنسبة 0.19 في المئة إلى 14058 نقطة.
وتجاهل المستثمرون دراسة استقصائية أظهرت تباطؤ النشاط التجاري في الولايات المتحدة في يوليو الجاري إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر، متأثراً بتباطؤ نمو قطاع الخدمات.
وكانت "وول ستريت" استوعبت الزيادة المتوقعة بأسعار الفائدة هذا الأسبوع، وتحركت بإيجابية أخيراً بعد أن ركزت الأسواق على نتائج الشركات، لكن البورصات قد تشتعل إذا أعطى "الفيدرالي" إشارة واضحة على نهاية رفع الفوائد هذا الأسبوع.
نطاق الفائدة المتوقع
ومن شأن الزيادة الجديدة المرجحة أن ترفع معدل الفائدة إلى نطاق 5.25 في المئة إلى 5.50 في المئة من نحو صفر في المئة في مارس من العام الماضي.
ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار خمس نقاط مئوية (أو خمسة في المئة) منذ مارس 2022 لتقليص أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة في أربعة عقود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتمد "الفيدرالي" على التضخم كمرجع لسياسته النقدية، إذ يتطلع إلى تخفيضه إلى نسبة اثنين في المئة بعد بلوغه مستويات تاريخية منتصف العام الماضي تجاوزت تسعة في المئة.
وهناك إجماع شبه تام لدى المستثمرين أن "الفيدرالي" سيرفع الفائدة بربع نقطة إضافية (أو 0.25 في المئة) في الأسبوع الجاري، إذ يتوقع المستثمرون بنسبة تتجاوز 97 في المئة أن هذه الزيادة ستحدث في هذا الاجتماع بحسب استطلاع لوكالة "رويترز".
نتائج الشركات الكبرى
وينتظر المستثمرون نتائج شركات كبرى نهاية هذا الأسبوع مثل شركة "مايكروسوفت" و"ألفابت" المالكة لـ"غوغل"، و"ميتا" المالكة لـ"فيسبوك".
وبفضل النتائج الجيدة للشركات تحركت البورصات بشكل قوي منذ بداية العام، إذ صعد مؤشر "ناسداك" المجمع، الذي يقيس أسهم التكنولوجيا، بنسبة تزيد على 35 في المئة، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي يعتبر المعياري في "وول ستريت"، بنسبة تزيد على 18 في المئة، في وقت كانت ارتفاعات مؤشر "داو جونز" الأقل عند سبعة في المئة تقريباً.
ولعبت عوامل عدة في هذه الارتفاعات، أهمها الفورة التي حدثت لشركات الذكاء الاصطناعي ودعمت مؤشر "ناسداك"، بينما أظهر الاقتصاد الأميركي مرونة غير متوقعة بزيادة الوظائف وتجاوز أزمة البنوك التي حدثت في الربع الأول من العام، وتجاوز توقعات الركود، وأدى ذلك إلى دعم مؤشري "ستاندرد أند بورز" و"داو جونز".
