ملخص
رفرفت أعلام كوريا الشمالية والاتحاد الروسي في بيونغ يانغ، واصطف حرس الشرف من الجيش الكوري حاملين لافتات ترحيب أمام صالة المطار في استقبال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
أكد الجيش الروسي اليوم الأربعاء أنه صد هجوماً أوكرانياً واسع النطاق شارك فيه مئات الجنود قرب أوريخيف الواقعة في الجنوب الأوكراني تشن فيه كييف منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي هجوماً مضاداً يطغى عليه البطء.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية فقد شنت القوات الأوكرانية "عمليات هجومية مكثفة" صباح الأربعاء قرب أوريخيف.
وأشارت الوزارة في إحاطتها اليومية إلى "هجوم كبير تشنه قوات ثلاث كتائب تؤازرها دبابات"، في عملية نادرة من حيث الحجم في المرحلة الحالية للمعارك، شارك فيها مئات الجنود.
وتابعت الوزارة، "كل هجمات القوات المسلحة الأوكرانية صدت وحافظنا على مواقعنا".
ولم تصدر أوكرانيا أي بيان الأربعاء في شأن عملياتها في هذا القطاع، وهو أحد محاور هجومها المضاد الذي أطلقته مطلع يونيو الجاري.
وتسعى قوات كييف خصوصاً إلى الدفع باتجاه روبوتيني التي تبعد عشرات الكيلومترات عن توكماك الواقعة في منطقة تسيطر عليها روسيا.
وأفاد الجيش الروسي بمواصلة تقدمه باتجاه ليمان الواقعة في الجبهة الشمالية الشرقية، إذ سبق أن أعلن تحقيق اختراق بعمق كيلومترين في الدفاعات الأوكرانية.
وتدور المعارك في هذه المنطقة في محيط قرية سيرغييفكا التي أعلنت موسكو فرض سيطرتها عليها.
تشديد العقوبات على بيلاروس
من ناحية أخرى، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء على تشديد العقوبات على بيلاروس، على خلفية مساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا وحملة القمع التي تشنها مينسك على المعارضين، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وقالت إسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد إن سفراء الدول الأعضاء أيدوا خلال اجتماع التدابير الجديدة، بما فيها إضافة مزيد من مسؤولي بيلاروس إلى القائمة السوداء لحظر التأشيرات وتجميد الأصول.
وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن العقوبات الجديدة تهدف بشكل أساس إلى الحد من المعدات ذات الاستعمال المزدوج التي يمكن استخدامها في ساحة القتال، إضافة إلى وقف وصول قطع غيار الطائرات إلى بيلاروس.
وسمح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أقرب حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن يستخدم بلده محطة انطلاق للاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات على مينسك على خلفية القمع الوحشي الذي يمارسه لوكاشينكو على المعارضة في بلده منذ عام 2020، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا.
وتشمل هذه العقوبات إدراج الزعيم البيلاروسي وأقاربه على لائحة سوداء، فيما تبحث الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تشديد العقوبات على بيلاروس منذ بداية العام بهدف مواءمة الإجراءات مع التدابير المفروضة على روسيا.
وتأثرت هذه الخطوة بخلاف على دعوات من بعض الدول إلى إزالة منتجي الأسمدة من القائمة السوداء، وسط مخاوف في شأن إمدادات الغذاء العالمية.
ويشكو مسؤولون من أن يحدث الفشل في تشديد العقوبات على بيلاروس ثغرة كبيرة في الإجراءات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي حيال موسكو، إذ يمكن تحويل البضائع الخاضعة للعقوبات إلى روسيا من طريق جارتها بيلاروس.
وقال دبلوماسي أوروبي إن العقوبات التي اُتفق عليها الأربعاء وسيتم اعتمادها بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة تشكل "خطوة أولى"، على أن يتم البحث في مزيد من التدابير بحق بيلاروس في وقت لاحق من العام الحالي.
مولدافيا تطرد دبلوماسيين روس
وفي سياق ذي صلة بالحرب في أوكرانيا أمرت مولدافيا 45 دبلوماسياً روسياً وموظفاً في سفارة موسكو بمغادرة البلاد على خلفية "كثير من الأعمال غير الودية"، وفق ما أفاد مسؤولون الأربعاء في ظل تفاقم التوتر بين البلدين.
ودانت الحكومة المولدافية المؤيدة للاتحاد الأوروبي الحرب الروسية ضد أوكرانيا المجاورة، وتحدثت عن خطة روسية مفترضة لإطاحة الحكومة الحالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار تحقيق نشرته المنصتان المولدافيتان "جورنال تي في" و"ذي إنسايدر" هذا الأسبوع إلى وجود 28 هوائياً على مقر السفارة الروسية في كيشيناو ومبنى مجاور يمكن استخدامها لأغراض التجسس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إيغور زاهاروف إن "45 دبلوماسياً وموظفاً تقنياً سيتعين عليهم المغادرة قبل الـ 15 من أغسطس (آب) المقبل".
وأفاد وزير الخارجية نيكو بوبيسكو في مستهل اجتماع الحكومة أنه بعد القرار "سيكون هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يحاولون زعزعة استقرار الوضع في بلدنا".
وتعهد الكرملين بدوره بالرد، وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف إن الخطوة تعد "استمراراً لنهج قيادة هذه الدولة غير الودي حيال بلادنا، ولا يمكننا إلا أن نشعر بالأسف".
وأوضحت وزارة الخارجية المولدافية أن الطاقم الدبلوماسي الروسي المعني بالقرار سيشمل 10 مناصب دبلوماسية و15 منصباً إدارياً وتقنياً ومرتبطاً بالخدمات "بموجب مبدأ التكافؤ".
وتابعت، "يأتي هذا القرار نتيجة التحركات غير الودية حيال جمهورية مولدافيا، ومحاولات زعزعة استقرار الوضع الداخلي في بلدنا"، لافتة إلى أنه تم استدعاء السفير الروسي لدى كيشيناو الأربعاء.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا طردت مولدافيا حتى الآن دبلوماسيين روس، بحسب زاهاروف.
وتقع مولدافيا بتعداد 2.6 مليون نسمة بين أوكرانيا ورومانيا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
احتفاء كوري شمالي
احتفاء رسمي من كوريا الشمالية بوصول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى بيونغ يانغ للمشاركة في احتفالاتها السنوية بذكرى انتهاء الحرب، بدا عليه الترحيب الشديد بالحلفاء لاسيما مع تأكيد الصين المشاركة في الاحتفالات.
وأكد وزير الدفاع الروسي اليوم الأربعاء أن كوريا الشمالية "شريك مهم" لبلاده، وذلك خلال لقائه نظيره كانغ سون نام بعد ساعات من وصوله إلى بيونغ يانغ حيث استقبل بحفاوة.
وقال شويغو إن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية شريك مهم لروسيا، وتربطنا بها حدود مشتركة وتاريخ غني من التعاون"، وفق بيان أصدرته وزارة الدفاع في موسكو.
وأوضح الوزير الروسي عزم بلاده على "تعزيز التعاون" في مجال الدفاع بين روسيا وكوريا الشمالية التي وصفها بأنها "دولة صديقة".
سيحضر شويغو الخميس الاحتفالات بالذكرى الـ 70 لانتهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية بهدنة في 27 يوليو (تموز) 1953، وهي أول زيارة رسمية لمسؤول أجنبي يعلن عنها منذ بدء وباء "كوفيد-19".
وكان شويغو وصل إلى مطار بيونغ يانغ مساء الثلاثاء واستقبله كانغ سون نام، ثم وضع إكليلاً من الزهر أمام نصب النصر في حرب التحرير بحسب الصور التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية.
وخصت كوريا الشمالية وزير الدفاع الروسي بـ "ترحيب حار" لدى استقباله، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، حيث عُزف النشيد الوطني لروسيا في مطار بيونغ يانغ الدولي، كما "رفرفت أعلام جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والاتحاد الروسي واصطف حرس الشرف من الجيش الشعبي الكوري أمام الصالة"، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية مئات الجنود يرتدون زي الجيش الشعبي الكوري مصطفين على طول المطار حاملين لافتات ترحب بالروس.
وأضافت الوكالة أن الكوريين الشماليين أعربوا عن "دعمهم الكامل" للجيش والشعب الروسي "الذين يقاتلون دفاعاً عن حقوق بلادهم السيادية وتنميتها ومصالحها"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
روسيا، الحليف التاريخي لبيونغ يانغ، هي واحدة من الدول القليلة التي تحافظ على علاقات ودية مع كوريا الشمالية.
وأيد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون روسيا في حربها مع أوكرانيا، حيث زودها بقذائف وصواريخ، بحسب واشنطن.
ويرى الأكاديمي بجامعة إيوا في سيول بارك وون غون، أن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى بيونغ يانغ بينما تخوض بلاده حرباً هو أمر "في غاية الأهمية"، موضحاً أنه "على رغم سريان نظام الحجر الصحي الطارئ، ربما شعر كيم جونغ أون بالحاجة إلى إظهار أمر ما لشعبه خلال احتفالات يوم النصر".
وأضاف غون أنه بالنسبة للصينيين والروس، فإن حضورهم من شأنه أن يبعث "برسالة قوية وموحدة" للولايات المتحدة.
وأكدت الصين أنها سترسل وفداً بقيادة العضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي لي هونغتشونغ، يتوقع وصوله إلى بيونغ يانغ اليوم الأربعاء.
وفي سياق آخر، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، إن حلفاء كييف تعهدوا بتخصيص 244 مليون دولار بالإضافة إلى معدات خاصة من أجل جهود إزالة الألغام في البلاد.
وأضافت سفيريدينكو، وهي تشغل منصب وزيرة الاقتصاد أيضاً، في بيان على موقع الحكومة الإلكتروني "مهمتنا ليست فقط إزالة الألغام من المنطقة بأكملها من أجل إنقاذ أرواح الناس، وإنما أيضاً تسريع هذه المهمة، هذه مسألة انتعاش اقتصادي لأنه كلما أسرعنا في استخراج الألغام من الأرض تطور العمل عليها بشكل أسرع".
ولغمت روسيا مساحات شاسعة من أراضي أوكرانيا بعدما أوقفت غزوها الشامل الأولي في النصف الأول من العام الماضي قبل أن تنقل قواتها إلى الشرق.
وقدرت وزارة الخارجية الأميركية في أوائل ديسمبر (كانون الأول) أن نحو 160 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية بحاجة إلى فحص لاحتمال وجود ألغام ومتفجرات، وهذه المساحة تقارب نصف مساحة ألمانيا.