Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس تحتوي الحرائق والجزائر تشيع الضحايا

بعضهم تحدث عن تأخر استجابة فرق الإغاثة ونقص الموارد وفتح تحقيقات أولية حول الأسباب

رجل تونسي يسير عبر بقايا الأشجار المتفحمة بعد حريق غابة في ملولة بالقرب من الحدود مع الجزائر (أ ف ب)

ملخص

 انتشر 97 حريقاً منذ الأحد الماضي في نحو 15 ولاية شمال شرقي الجزائر كان أعنفها في بجاية والبويرة وجيجل

قال وزير الداخلية التونسي كمال الفقي اليوم الأربعاء إن رجال الإطفاء سيطروا بشكل كامل على الحرائق التي اجتاحت مناطق عدة في البلاد بمساعدة عناصر من الجيش الجزائري وطائرات إطفاء من إسبانيا.

واجتاحت حرائق الغابات مناطق في الجزائر وخلفت ما لا يقل عن 34 قتيلاً بينهم 10 جنود، كما انتشرت في مناطق تونسية من بينها غابات طبرقة وجندوبة وباجة وسليانة وبنزرت.

وقالت الجزائر في وقت سابق اليوم إنها تمكنت من احتواء الحرائق التي اندلعت في غاباتها.

إخلاء المنازل

وأجبرت حرائق الغابات في تونس المئات على إخلاء منازلهم في ظل موجة حر غير مسبوقة تشهدها منطقة شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.

ووصلت درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية في بعض مدن تونس هذا الأسبوع.

وقال الفقي للبرلمان إن الحرائق الأخيرة لم تسفر عن خسائر في الأرواح، مضيفاً أن 600 ساكن عادوا لمنازلهم بعد عمليات إجلاء في وقت سابق، مشيراً إلى أن عناصر من الجيش الجزائري وطائرات إطفاء من إسبانيا شاركوا في جهود الإطفاء إلى جانب الأجهزة والقوات التونسية.

خمود في الجزائر

وخمدت اليوم الأربعاء الحرائق العنيفة التي اجتاحت شمال شرقي الجزائر وأودت بحياة 34 شخصاً وقضت على عائلات، لا سيما قرب بلدة توجة حيث احترق 16 شخصاً وهم أحياء خلال فرارهم.

وكانت منطقة بجاية واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الحرائق التي انتشرت تحت تأثير الجفاف وموجة الحر وارتفاع درجات الحرارة في بعض الأماكن حيث وصلت إلى 48 مئوية.

في تيغرمت قرب بجاية يتأمل كمال منزله المدمر قائلاً لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يمكن تصور مدى الأضرار المادية التي تصل إلى ملايين الدنانير، فقدنا كل شيء في غمضة عين".

وفي المجموع انتشر 97 حريقاً منذ الأحد الماضي في 15 ولاية شمال شرقي البلاد، كانت أعنفها في بجاية والبويرة وجيجل، وقتل على إثرها 34 شخصاً بينهم 10عسكريين، فيما دفن بعض الضحايا اليوم الأربعاء.

وأشار الدفاع المدني إلى إخماد "كل الحرائق" ووضع نظام للمراقبة، وقرب بلدة توجة المطلة على المتوسط قضى 16 شخصاً خلال محاولتهم الفرار سيراً من قرية آيت أوصالح ليل الأحد - الإثنين.

ويقول الناجي طاوس تيميزار لوكالة الصحافة الفرنسية "عند الثالثة صباحاً طلبوا منا أخذ مقتنياتنا الثمينة بسبب حريق كبير، وعندما عدنا لمنازلنا لم يبق شيء ولم ينج أي من خرافنا".

تأخر الاستجابة

وتحدث ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص لوكالة الصحافة الفرنسية عن تأخر استجابة فرق الإغاثة ونقص الموارد، ويقول المتطوع محمد سعيد عمال "أدى أبناء القرى دوراً أساساً في تجنب انتشار الحرائق إلى بعض المنازل، واستخدمنا دلاء بلاستيكية ملأناها بفضل شاحنة أحد المتطوعين وصعدنا إلى الغابة لمكافحة النيران".

وأشارت السلطات إلى أن 10 طائرات وقاذفات مياه أسهمت في السيطرة على الحرائق، إضافة إلى مشاركة 8 آلاف عنصر من الحماية المدنية و525 شاحنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأسهم انخفاض درجات الحرارة وتراجع قوة الرياح في إخماد الحرائق، وقضى 10 جنود حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بني كسيلة في منطقة بجاية رفقة سكان القرى المجاورة.

كما أسفرت الحرائق أيضاً عن إصابة أكثر من 80 شخصاً بينهم 25 جندياً في بجاية.

ويشهد شمال وشرق الجزائر سنوياً حرائق غابات، وهي ظاهرة تتفاقم عاماً بعد عام بسبب تأثير التغير المناخي الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات القيظ، وقد استدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم، كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف.

تحقيقات واستعدادات

وأمر النائب العام في بجاية بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق وتحديد الفاعلين، وأوقف خمسة أشخاص في البويرة وسكيكدة.

وفي أغسطس (آب) 2022 قضى 37 شخصاً في حرائق هائلة بولاية الطارف شمال شرقي البلاد، وكان صيف عام 2021 الأكثر فتكاً منذ عقود، فقد قضى خلاله أكثر من 90 شخصاً في حرائق واسعة النطاق في شمال الجزائر، ولا سيما بمنطقة القبائل.

ولتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022 عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف، ففي نهاية أبريل (نيسان) الماضي أمر الرئيس تبون بشراء ست طائرات قاذفة للماء متوسطة الحجم، وتقديم طلبات عروض للشركات الناشئة لتوفير طائرات مسيرة تستخدم في مراقبة الحرائق.

وفي مايو (أيار) الماضي أعلنت وزارة الداخلية اقتناء وشيكاً لطائرة قاذفة للماء، وتأجير ست طائرات أخرى من شركة أميركية جنوبية مع فرقها الفنية، وأعلنت طلب العروض لشراء ست قاذفات للماء متوسطة الحجم، كما هيأت مواقع لهبوط المروحيات في 10 ولايات، كما قدمت الجزائر أيضاً طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب "تداعيات الأزمة في أوكرانيا".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة