Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هانتر إلى أليس: هؤلاء أبناء وأشقاء رؤساء أميركا المثيرون للمتاعب

ترمب وبوش وكارتر وروزفلت من بين الذين عانوا من سلوك أولادهم

تظل قصص أبناء الرؤساء معبرة ومؤثرة وسيظل هانتر بايدن ليس أول قريب رئاسي تسبب في الاضطرابات ولن يكون الأخير (غيتي)

ملخص

 ترمب وبوش وكارتر وروزفلت من بين الذين عانوا من سلوك أولادهم

في خضم القصص المتواترة حول فساد هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن ومحاولاته المستمرة للتوصل إلى صفقة إقرار بالذنب لتجنب السجن، تبرز عديد من القصص الأخرى التي ارتبطت بأبناء وأشقاء الرؤساء الأميركيين عبر التاريخ الحديث والقديم، الذين كانت عيوبهم وفضائحهم ورذائل كل منهم وحتى مظهرهم الجسدي في بعض الأحيان مصدراً للإحراج وإثارة الانتقادات والغضب من المعارضين السياسيين والكتاب، بل ومن فناني الكوميديا، ومن بين هؤلاء أليس ابنة الرئيس ثيودور روزفلت، وإيمي ابنة الرئيس جيمي كارتر، ودونالد ترمب جونيور، ونيل نجل الرئيس جورج أتش بوش، كما كان أشقاء الرؤساء نقطة أخرى حساسة لهم، مثل أشقاء الرؤساء جو بايدن وبيل كلينتون وجيمي كارتر وليندون جونسون وجورج دبليو بوش، فما قصة هؤلاء، وكيف سببوا المتاعب للرؤساء الأميركيين؟

 

ليس هانتر وحده

على رغم أن هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، أقر بالذنب كجزء من صفقة مع وزارة العدل في تهمتي ضرائب وحيازة سلاح بشكل غير مشروع لتعاطيه المخدرات آنذاك، ما سيساعده على تجنب توجيه اتهامات فيدرالية والمحاكمة وربما السجن، فإن الاتفاق كان موضع شك من القاضية الفيدرالية ماريلين نوريكا التي أرادت أن تعرف على وجه التحديد مقدار الحصانة من الملاحقة القضائية التي أعطتها الاتفاقية لنجل الرئيس الأميركي الذي خضع لعدد من التحقيقات الفيدرالية، منذ عام 2018، ولهذا أمرت القاضية، هذا الأسبوع، الادعاء والدفاع بإعادة التفاوض في شأن الصفقة، التي قال محامو هانتر بايدن إنها ستستغرق نحو أسبوعين.

ولا يعد هذان الاتهامان سوى جزء ضئيل من سلسلة اتهامات أخرى تسلط عليها الأضواء وأصبحت دراما سياسية تحيط بهانتر بايدن والبيت الأبيض ويستخدمها المشرعون الجمهوريون والمتنافسون على الانتخابات الرئاسية، نظراً لكون هانتر هو ابن الرئيس الحالي في البيت الأبيض والمرشح لدورة رئاسية ثانية العام المقبل، الذي قال، قبل أسبوع واحد، إنه فخور جداً بنجله، كما أن الرئيس دافع مراراً عن ابنه وسط إدمانه المخدرات وفي قضايا شخصية أخرى، بما في ذلك فضيحة أبوة هانتر وإعالته فتاة من سيدة تدعى لوندين روبرتس وعدم اعترافه بها إلا بعدما أكد اختبار الحمض النووي أنه والدها الحقيقي، واضطراره إلى تسوية قضية الإعالة بدفع 20 ألف دولار شهرياً لها من أجل حل النزاع القانوني الذي استمر أربع سنوات كاملة.

وعلى رغم أن التهم التي تلاحق هانتر بايدن متعددة وأكثر خطورة، فإنه لم يكن الوحيد الذي يتهم بارتكاب جريمة بين أبناء الرؤساء، كما أنه ليس الوحيد بين من كانت عيوبهم وسلوكياتهم مصدراً لمتاعب وقلق آبائهم الرؤساء، فقائمة هؤلاء ليست قصيرة وغالباً ما كانت تصرفاتهم مصدراً للتدقيق والتمحيص بخاصة إذا وجدت طريقها إلى القضاء والمحاكم.

 

جينا وباربرا بوش

وبعد أقل من ستة أشهر على توليه السلطة في البيت الأبيض، وجد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش (الابن) نفسه أمام جنحة ارتكبتها ابنته جينا، في 29 مايو (أيار) عام 2001، وتورطت فيها أيضاً أختها التوأم باربرا، حيث وجهت لجينا تهمة شرب الخمر بينما كانت لا تزال قاصراً واستخدام هوية مزورة.

ونتيجة لذلك، حكمت القاضية كاري كي من محكمة بلدية أوستن على جينا بوش بغرامة 100 دولار وأداء 36 ساعة في خدمة المجتمع، وأمرتها بحضور ندوة لمدة ساعتين نظمتها منظمة الأمهات ضد القيادة في حالة سكر، وفقاً لما نشرته صحيفة "أميركان ستيتسمان"، لكن بعد أن قدم دفاع جينا بوش التماساً بعدم الطعن، ألغت القاضية إليزابيث إيرل من محكمة المجتمع قرار الخدمة المجتمعية وأمرت جينا بوش بدلاً من ذلك بدفع 500 دولار كغرامة، إضافة إلى تكاليف المحكمة، ووقف رخصة قيادتها لمدة 30 يوماً في هذه القضية.

 

إيمي كارتر

في عام 1985، وبعد خمس سنوات من خروج الرئيس جيمي كارتر من البيت الأبيض، ألقت الشرطة القبض على ابنته إيمي كارتر وتقييد يديها واقتيادها في سيارة للشرطة، بسبب مشاركتها في تظاهرة مناهضة للفصل العنصري أمام سفارة جنوب أفريقيا حيث قالت للصحافيين "أنا فخورة لكوني ابنة أبي" وإنها كانت تتصرف بإذن من والدها.

وعلى رغم أن تشيب كارتر نجل الرئيس السابق كان من بين 100 متظاهر آخرين أمام السفارة، فإنه لم يقترب بدرجة كافية من السفارة لتعتقله شرطة المدينة، لكن إيمي كارتر التي كانت في الـ17 من عمرها آنذاك شاركت في احتجاج يومي أصبح شبه روتيني أمام السفارة وأسفر عن اعتقال أكثر من 1800 شخص، وقالت في إشارة إلى سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا "هذا خطأ جوهري" وهذه هي العقبة الأولى التي يجب التغلب عليها ومحاربتها.

دونالد ترمب جونيور

في 25 فبراير (شباط) عام 2001، ألقت الشرطة القبض على دونالد ترمب جونيور (الابن)، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت، بعد أن وجدته الشرطة ثملاً وفي حالة سكر في أماكن عامة بمدينة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا، ومن الغريب أنه لم يُعلن عن سجل اعتقال ترمب جونيور إلا في منتصف يوليو (تموز) عام 2020 أي قبل نحو ثلاثة أشهر فقط من موعد الانتخابات العامة التي خاضها والده ترمب الطامح في الفوز بدورة رئاسية ثانية ضد الرئيس الحالي جو بايدن، ما يحمل شبهة سياسية كونها تزامنت مع بدء حملة سياسية ضد هانتر بايدن.

وأشارت السجلات إلى أن ترمب الابن أعطى عنوانه في مدينة نيويورك عندما قُبض عليه، على رغم أنه من المفترض أنه لم يكن يعيش هناك بالفعل في ذلك الوقت، بل في مدينة أسبن بولاية كولورادو، وفقاً لموقع "أرافوسيس"، كما تظهر السجلات أن ترمب جونيور اعتقل، في الساعة 9:33 صباحاً وأُفرج عنه في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، بعدما دفع 300 دولار، وفي 25 يوليو 2001، أسقطت القضية المرفوعة ضد ترمب جونيور لأسباب لم يتم توضيحها بالكامل في السجلات التي كشف عنها موقع "أرافوسيس".

 

نيل بوش

نيل بوش، هو الابن الرابع للرئيس جورج أتش بوش (الأب) وشقيق جورج دبليو بوش، الذي كان له أيضاً تاريخ حافل، حيث كان نيل مديراً لشركة كبيرة تدعى "سيلفرادو" في ولاية كولورادو للادخار والقروض لكنها انهارت في عام 1988، بعد أن قدمت قروضاً غير قانونية، الأمر الذي كلف دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من مليار دولار في ذلك الوقت وأدى إلى دفع تعويضات محرجة لمنظمي البنوك الفيدرالية. وأشارت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إلى أن 1000 صفحة من وثائق التحقيق الصادرة عن مكتب الإشراف على التوفير أوضحت وجود سوء تقدير وتضارب محتمل في المصالح من جانب بوش في عدم الكشف الكامل عن العلاقات التجارية مع مقترضين من شركة "سيلفرادو".

كما وجهت انتقادات قوية إلى نيل بوش بسبب علاقاته بالمستثمرين الصينيين ومعرفته المحدودة بالصناعات التي كان على رأسها، ما أدى إلى اتهامات باستغلال نفوذ أبيه الرئيس، وعلاوة على ذلك، كان نيل بوش، مثل هانتر بايدن، من حيث توجيه اتهامات له بالأبوة أثناء طلاقه.

أليس روزفلت

كانت أليس روزفلت هي أكبر أبناء الرئيس ثيودور روزفلت، والتي سببت بعض المشكلات لوالدها أثناء رئاسته في أوائل القرن الـ20، حيث كانت علاقة أليس متوترة مع والدها وزوجته الثانية إديث، وعلى سبيل المثال عندما اقترح والداها إرسالها إلى مدرسة داخلية، ردت أليس "إذا أرسلتني، فسوف أذلك، وسأفعل شيئاً يخجلك، أتعهد بذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت الذي كان من المتوقع أن تكون فيه النساء مترددات في محاكاة سلوك الرجال في مطلع القرن الـ20، كانت أليس تدخن وتشرب الخمر وتشترك في السهرات والحفلات الراقصة، بل إنها كانت ترتدي أحياناً ثعباناً أليفاً كأكسسوار.

وذات مرة، قال ثيودور روزفلت "يمكنني أن أفعل أحد أمرين: أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة أو التحكم في أليس روزفلت، لكنني لا أستطيع أن أفعل كلا الأمرين".

وتم منع أليس لاحقاً من دخول البيت الأبيض في عهد الرئيس وليام هوارد تافت بعد أن دفنت دمية سحرية تشبه السيدة الأولى الجديدة، هيلين هيرون تافت، في البيت الأبيض.

توماس لينكولن

وعلى رغم أن جميع الرؤساء تقريباً تعرضوا لحوادث تورط فيها أبناؤهم واجتذبت اهتماماً وتدقيقاً عاماً، فإن بعض الأحداث تقع في فئة المواقف الغريبة أو الطريفة وإن كانت محرجة أيضاً للرؤساء، مثلما حدث عندما رش توماس لينكولن (تاد لينكولن) ابن الرئيس أبراهام لينكولن، الشخصيات المرموقة في البيت الأبيض بخراطيم إطفاء الحرائق، وفي مرات أخرى تسبب في كسر المرايا، وأغلق الأبواب، وقاطع اجتماعات مجلس الوزراء الرئاسي، وشيد عربات وزلاجات من الكراسي، وأنشأ متجراً للطعام في الردهة، وهي تصرفات دفعت والده الرئيس أبراهام لينكولن إلى الضحك المصحوب بالخجل أحياناً إذ لم يكن هناك أي نوع من الانضباط بشكل عام.

ويعود السبب وراء تصرفات تاد لينكولن الذي كان رابع وأصغر أبناء الرئيس إلى طبيعة جسمه وتكوينه حيث كان رأس تاد كبيراً بشكل غير عادي عند الولادة، وولد بحنك مشقوق أسفر عن أسنان لم تنم بشكل مستقيم من دون جراحة تصحيحية حديثة، كما أن تاد الذي كان في الثامنة من عمره عندما انتقلت عائلة لينكولن إلى البيت الأبيض في عام 1861 يتحدث بلثغة، واقتصر نظامه الغذائي على الأطعمة التي يسهل مضغها، وكانت لديه إعاقة ملحوظة في الكلام، لكنه كان سريع الحركة، وبصفة عامة كانت شخصيته خيالية وعاطفية وحساسة، لكن سلوك تاد وأخلاقه كانت غير متوقعة ويصعب أحياناً التعامل معه.

جون باين تود

عكف الرئيس جيمس ماديسون على تنشئة ابن زوجته المضطرب، جون باين تود، على أنه ابنه، لكن تود سبب له متاعب كثيرة بانتظام إذ كان يشترك في لعب القمار والشرب وملاحقة النساء، وبينما انغمس ماديسون بعمق في محاولة تسديد ديون تود، بما في ذلك إنقاذه مرة واحدة من السجن لعدم سداده أموال أحد الدائنين، إلا أن ديون تود الهائلة في منتصف القرن الـ19 أجبرت والدته الأرملة على بيع ملكية العائلة في مونبلييه.

ومع ذلك أرسل تود محاميه لزيارة والدته على فراش الموت لإعادة كتابة وصيتها، وتمكن من جعل نفسه وريثها الوحيد.

والأشقاء أيضاً

كان أشقاء الرؤساء أيضاً نقطة حساسة أخرى لساكني البيت الأبيض، وعلى سبيل المثال، كان شقيق الرئيس ليندون جونسون، وهو سام هيوستن جونسون، يتحدث كثيراً بعد تناوله بعض المشروبات، لدرجة أن الرئيس جونسون اضطر في النهاية إلى استخدام جهاز الخدمة السرية التابع له لمتابعة شقيقه والتأكد من أنه لم يكشف عن أي معلومات محرجة للصحافة.

أما بيلي كارتر، شقيق الرئيس السابق جيمي كارتر، فقد كان مبتهجاً وسعيداً بسمعته السيئة، وبصفته شقيق الرئيس، قام بجولة في البلاد لكسب المال، ومن تصرفاته المسيئة أنه كان يتبول على المدرج أمام الصحافة وأثناء انتظار الناس.

وعندما رشح كارتر نفسه لإعادة انتخابه في عام 1980، أخذ بيلي أموالاً من الحكومة الليبية وأصبح عميلاً أجنبياً بينما كان يدلي أيضاً بتصريحات تحريضية ومعادية لليهود لتبرير سلوكه، لكن ارتباط بيلي بليبيا في النهاية أدى إلى إجراء تحقيق في مجلس الشيوخ وعرقل حملة إعادة انتخاب شقيقه الفاشلة.

في الثمانينيات وقبل أن يصبح بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة، انخرط روجر كلينتون، وهو الأخ الأصغر غير الشقيق للرئيس السابق في أنشطة مشكوك فيها، إذ باع روجر الكوكايين لضابط سري، ما سبب صداعاً كبيراً في رأس الرئيس، لكن ذلك لم يمنع الرئيس كلينتون من إصدار عفو رئاسي عن جرائم المخدرات التي ارتكبها روجر قبل مغادرته منصبه في يناير (كانون الثاني) 2001.

كما تعرض الأخ الأصغر للرئيس جو بايدن، جيمس بايدن، للتدقيق بعد أن قال السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي "يمتلك أدلة مهمة وكبيرة" على السلوك الإجرامي المحتمل من جيمس بايدن ونجل الرئيس هانتر بايدن، واستشهد بملخص لمقابلة لمكتب التحقيقات الفيدرالي مع الشريك التجاري السابق لهانتر بايدن، توني بوبولينسكي الذي ذكر أن هانتر وجيمس بايدن أنشآ ترتيبات تجارية مع مواطنين أجانب مرتبطين بالحكومة الصينية بينما كان جو بايدن نائباً للرئيس، وأن هانتر بايدن وجيمس بايدن وشركاءهم في العمل "أنشأوا مشروعاً مشتركاً سيكون بمثابة وسيلة لتحقيق هذا التعويض المالي".

وفيما يواصل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون التحقيق في سجلات هانتر بايدن المصرفية، فضلاً عن الأسئلة العالقة حول الأموال التي تلقاها من المنظمات الأجنبية، تظل قصص أبناء الرؤساء معبرة ومؤثرة، وسيظل هانتر بايدن ليس أول قريب رئاسي تسبب في الاضطرابات ولن يكون الأخير.

المزيد من تقارير