ملخص
تغيب روسيا بسبب شرط "تجاوز الحديث عن المناطق التي استولت عليها" فيما تشترط أوكرانيا الانسحاب العسكري المباشر
يثير المحلل السياسي السعودي حمود الرويس عدداً من التساؤلات في وقت تستضيف فيه بلاده أوكرانيا ودولاً غربية وأخرى نامية محادثات حول خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسلام، ومنها "ما الأدوات التي تستطيع أن تضعها كييف على طاولة المفاوضات؟ وما الانتصارات التي حققتها على الأرض وتستطيع المساومة عليها؟".
ويمضي "بسيطرة روسيا على عدد من الأراضي الأوكرانية ما أهداف الدول الغربية؟ وماذا تريد من هذه المفاوضات؟ وهل تستطيع التفاوض على ما في يدها من أدوات؟."
يرى المحلل السعودي قبل أن يجيب أن "خسائر الحرب تسببت في أزمات عديدة طاولت أسواق الطاقة والحبوب ونواح اقتصادية كثيرة في العالم"، وعلى رغم أن الكفة بحسب الرويس ترجح قوة روسيا إلا أن بلاده نجحت بدبلوماسيتها وعلاقاتها الاقتصادية في سبتمبر (أيلول) 2022 من إطلاق سراح أسرى من الطرفين برعاية من سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولهذا تراهن على المضي قدماً نحو "سلام دائم" بين طرفي النزاع.
واتخذت الرياض منذ نشوب الصراع في فبراير (شباط) 2022 طريق "الحياد"، قبل أن يعلن ولي عهدها أخيراً اتخاذه دور "الوساطة" بين موسكو وكييف.
يقول الرويس إن الرياض "استطاعت أن تنفذ براغماتية عالية تنبع من مصالحها الوطنية، وما زالت تحتفظ بعلاقات مميزة مع الجانب الروسي"، ويضيف "يتضح هذا الأمر من خلال إدارة هاتين الدولتين لتجمع ’أوبك بلس‘ والحفاظ على أسعار الطاقة المعتدلة، على رغم المطالبات الغربية بزيادة الضخ النفط للأسواق العالمية".
ويواصل "وفي الوقت نفسه تحتفظ السعودية بعلاقات مميزة مع الغرب، وهو ما يتضح هذا من خلال زيارة الزعماء الغربيين لها، ومنهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني".
واعتمدت أوكرانيا في حربها على الحشد الدعم الغربي والدولي، وهو ما جاء تمهيداً لمحادثات جدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال زيارة ولي العهد السعودي فرنسا في شهر يونيو (حزيران) الماضي بدأت دول غربية بتثمين خطوات الرياض نحو لعب دور الوسيط، يقول الرويس "هذه معطيات تدل أن السعودية مؤهلة بشكل كبير للعب دور كبير في هذه المفاوضات، وقد تكون أول ثمرة لها هي اتجاه الطرفين إلى طاولة مفاوضات واحدة، وهذه ثمرة إن كتب لها النجاح فستكون محل تقدير.
وطرح وزير الخارجية السعودي في مارس (آذار) الماضي عندما تحدث في زيارته إلى موسكو عن بدء تحرك سعودي لإنهاء هذا الصراع في أوكرانيا، وعلى رغم أن هناك بوادر إيجابية تسبق محادثات جدة، إلا أن المحلل السياسي يعتقد أن "ثمة عقبات رئيسة قد تقف أمام هذه المبادرة" وهي كما يقول "تمسك كل طرف بوضع رؤية مختلفة"، فالجانب الروسي يريد أن تبدأ المفاوضات من دون التطرق للأراضي التي تسيطر عليها موسكو شرق أوكرانيا، فيما يتمسك الجانب الأوكراني بخطته للانسحاب العسكري المباشر.
ويشير الرويس إلى أن هذه أصعب النقاط التي واجهتها الدول الغربية قبل "مفاوضات جدة" من أجل حلحلة الأزمة.
ويختتم أعتقد أنه من المستحيل تنفيذ شروط فلاديمير بوتين إلا إذا استطاعت الدبلوماسية السعودية اختراق ما وصفه بـ"التعنت" الجانب الروسي وأيضاً من الجانب الأوكراني، ويتوقع أن طريقة خلاص الأزمة هو طرح حلول وسطى ستمضي بكلا الطرفين نحو سلام دائم.