Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللون الزهري علامة نسائية تغزو ملابس الرجال

هو "اللون النجم" حالياً لما يعكسه من فرح وحب للحياة وفيلم "باربي" عزز مكانته

تكثفت إطلالات الرجال من المشاهير في المهرجانات والحفلات الكبرى على السجادة الحمراء باللون الزهري (غيتي)

ملخص

 بعد أن اعتمده الملوك سابقاً كيف تبدلت مواقف المجتمعات وأصبح اللون الزهري رمزاً للأنوثة؟

يبدو اليوم اللون الزهري رمزاً للأنوثة ويعتبر في مجتمعات عديدة حكراً على النساء، وإن بدأنا نشهد تغييراً محدوداً مع اعتماد الرجل هذا اللون في إطلالاته، في إطار التمرد على المعايير المتعارف عليها. في الواقع، يشهد التاريخ على أن هذا اللون الناعم المفعم بالأنوثة الذي يقترن بأزياء الأميرات ودمى "باربي"، لم يكن يتعارض مع مبدأ الرجولة، لا بل لم يكن من الألوان الخاصة بالمرأة حتى. كان يعتبر لوناً مناسباً للفتيات، إنما كان يعتمد للأولاد أكثر. تغيرت نظرة المجتمع تجاه هذا اللون مراراً، وكذلك المواقف منه وصولاً إلى المرحلة الحالية التي يعود فيها إلى الواجهة في عالم الموضة بشكل لافت. حتى إن انجذاب الرجل إليه في تزايد في مجتمعات معينة، فيما تظهر أخرى تحفظاً في هذا المجال، بسبب نظرة سائدة تعتبره أنثوياً بامتياز.

من دون تصنيف

شهدت النظرة إلى هذا اللون تحولات عديدة فظهر أولاً في القرن 17 ضمن الطبقة الأرستقراطية حصراً. وسمي باسم وردة كان لونها يراوح بين الزهري والفوشيا. قبل القرن 18 كان الأولاد والفتيات من الطبقة الأرستقراطية يرتدون اللون الأبيض أولاً لاعتباره عملياً أكثر في الاستخدام والتعقيم. وفي مرحلة لاحقة، ارتدى كلاهما الزهري والأزرق بغض النظر عن الجنس ومن دون تصنيف.

في منتصف القرن 18 أصبح أكثر رواجاً في أوروبا بشكل خاص، للنساء والرجال من الملوك. وكان رمزاً للرفاهية لندرته وصعوبة الحصول على درجاته المناسبة، ولم يكن من الأصباغ الشائعة آنذاك. مع تطور صناعة الملابس وتكثيف الإنتاج انتقل من كونه لوناً للأثرياء فقط، إلى عامة الناس.

الزهري للبنت والأزرق للصبي

في القرن 19، اتخذ منحى أكثر أنوثة، ثم لاحقاً، بدأ يوحي بالإغراء والجاذبية. ففي تلك الحقبة، سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى التسويق لأزياء الأطفال لديها عبر ربط اللون بجنس الطفل لزيادة المبيعات، والتنويع في الموضة، والتشجيع على التسوق والاستهلاك، لتصبح ملابس الطفل عندها من ولادته مصنفة بحسب جنسه. وبدأ إنتاج ألوان "الباستيل" يزيد، وحرصت المتاجر إلى ربط الزهري بالفتيات تدريجاً في مختلف الولايات الأميركية بدءاً من مانهاتن، ثم شيكاغو، وبعدها فيلادلفيا. ومع تسويقه في الولايات المتحدة الأميركية كرمز للأنوثة المطلقة بعد الحرب، زاد الرابط بينه وبين المرأة، خصوصاً عندما بدأ المصمم كرستيان ديور يطلق تصاميم للمرأة باللون الوردي. وزاد ارتباط المرأة بهذا اللون أكثر بعد إدخال اللون الزهري بمختلف تدرجاته، في صناعة الملابس الداخلية النسائية. وفي مرحلة لاحقة، انتقل اللون من علامة للرفاهية والرقي، إلى رمز للابتذال بعد أن كثر اعتماده من قبل بائعات الهوى.

 

وبعيداً من عالم الأزياء والموضة، أظهرت مراجع تاريخية أن أدولف هتلر استخدم شعار المثلث الزهري الذي كان من شارات النازية في معسكرات الاعتقال، للإشارة إلى السجناء ذوات الميول المثلية، كما استخدم للإشارة إلى مرتكبي جرائم الاغتصاب والتحرش بالأطفال. لذلك، أصبح الرجال يتجنبون اعتماده في تلك الحقبة، حتى لا يتهموا بالمثلية، كما أنه في سبعينيات القرن الماضي، أصبحت المثلثات الوردية من رموز الأنشطة المثلية. ولأسباب عديدة زاد ارتباط الزهري بالمرأة وحقق انتشاراً على هذا الأساس في مختلف المجتمعات. حتى إن الأدب والفنون أسهم في توثيق هذه الفكرة في حقبات معينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مشاهير

بعد هذه العلاقة الوثيقة التي نشأت بين المرأة وهذا اللون، عاد يحقق انتشاراً بين النساء والرجال في مجتمعات معينة. بدأت إطلالات المشاهير من النساء أولاً بالوردي مثل جاكلين كينيدي وماريلين مونرو تزيده جاذبية، لما له من دلالات من نعومة وإحساس. وعندما ارتدت مارلين مونرو فستانها الزهري الشهير، اتجهت دلالاته إلى الشغف والجرأة لدى المرأة. وفي السبعينيات والثمانينيات، اعتمده المصمم رالف لوران للأزياء الرجالية، فكان من المصممين السباقين في ذلك، ما زاد من رواجه بين الرجال، خصوصاً عندما تكثفت إطلالات الرجال من المشاهير في المهرجانات والحفلات الكبرى على السجادة الحمراء باللون الوردي. ففي عام 2002، اعتمد مغني الراب كامرون في أسبوع الموضة في نيويورك، إطلالة باللون الزهري لكسر الصورة النمطية التي تجعله حكراً على النساء. وانضم إلى هذه الموجة لتأكيد الفكرة، كانيه ويست ودريك وجاستن بيبر وبرونو مارس، وآشتون كوتشر، وجيريمي سكوت.

لون السعادة والحياة

على رغم مع أن الزهري حقق مزيداً من الرواج بين الرجال، وعلى رغم التغيير في نظرة المجتمع إليه في السنوات الأخيرة، فلا يزال مصدر جدل، خصوصاً في مجتمعات معينة تتمسك برمزيته الأنثوية. فلا تعتبر إطلالة الرجل بالزهري مقبولة، وتجد فيها انتقاصاً من رجولته. علماً أن الرجل يعتمده تماماً كالمرأة في بعض المجتمعات، كالهند.

 

وفق ما توضحه خبيرة الموضة هاديا سنو في حديثها مع "اندبندنت عربية"، الموضة عبارة عن دورة، وهي في تقلب دائم فتبرز صيحات في فترات معينة وتزول قبل أن تعود إلى الواجهة لاحقاً. ومسألة اعتماد الزهري من قبل الرجال والنساء والنظرة إليه هي أيضاً في تغير دائماً، على رغم دلالاته التي توحي بالأنوثة بالنسبة إلى البعض. وتضيف سنو "في السنوات الأخيرة، شهدنا رواجاً لافتاً للزهري بمختلف تدرجاته في عالم الموضة، خصوصاً بعد الجائحة وما رافقها من حزن. فهو يوحي بالحياة والفرح، ويعكس مبدأ السعادة La vie En Rose. في العام الماضي، قدم فالنتينو مجموعة كاملة باللون الزهري للرجال والنساء، لدلالاته التي توحي بالسعادة في الحياة". وتختم سنو "مما لا شك فيه أن فيلم "باربي" عزز نجوميته في هذا الموسم ضمن أحدث صيحات الموضة ليشجع الكل على اعتماده من رجال ونساء. وفي موسم الخريف والشتاء المقبل، سنشهد رواجاً ساحقاً للزهري بمختلف تدرجاته ما يخفف من احتمال تردد الرجال في ضمه إلى خزانة ملابسهم".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات