ملخص
أصبحت ألقاب ضيوف الفضائيات العربية تفرض على القنوات دون مراجعات أو رقابة مما يشوه المشهد الإعلامي بشخصيات غير متخصصة
غيض من فيض الألقاب تزدحم به التغطيات والنشرات الإخبارية في الفضائيات العربية بين "خبير استراتيجي" و"سفير السلام والنوايا الحسنة" و"مدير مركز الدراسات" و"محلل سياسي" و"متخصص في الشأن الدولي".
للوهلة الأولى، يبدو الأمر انعكاساً لميل باطني إلى "تقديس الأنا"، أو استعارة "ألفاظ التفخيم والتبجيل" التي تزدحم بها لغة الضاد، ولكنها في الوقت عينه، ظاهرة "بورصة ألقاب" تبعث على التساؤل حول المعايير المتبعة في تصنيف الضيوف، ودور القنوات في ترسيخ هذه الألقاب، وفي إسباغ الصدقية والموثوقية بكلام أفراد يجيدون الخطابة والكلام الموزون.
بيع بعض المساحات المخصصة للهواء التلفزيوني لشركات الإنتاج الناشئة ظل سبيلاً لخروج بعض الفضائيات من ضائقتها المالية، دون وضع معايير لها، مما أعقبها تحكم تلك الشركات في المادة الإعلامية والإعلانية للبرامج التي تنتجها، وكذلك تحكم مطلق - دون رقيب - في وضع تسميات وألقاب لضيوفها الذين يدفعون مقابل ظهورهم ضمن ظاهرة "بورصة الألقاب"، وأضحى ذلك واقعاً فرض فرضاً على بعض الفضائيات حتى الكبرى منها، وأصبحت الألقاب تفرض، على إطلاقها، دون أية رقابة، بحسب رغبة ضيوف تلك البرامج.
بجانب ذلك، هناك مسؤولية أخرى تقع على عاتق معدي البرامج الفضائية، الذين يتحكمون في اختيار الضيوف لمناقشة الموضوعات التي يطرحونها داخل برامجهم، بل ويتيحون مساحة للضيف لاختيار اللقب الذي يراه للظهور على شاشته وداخل برنامجه، دون التدقيق والتحقق من حقيقة ذلك، وأخيراً بحث كثيرين عما يسمى "الوجاهة الاجتماعية" في ظاهرة بورصة ألقاب الإعلام.
الشكل قبل المضمون وبورصة ألقاب في عصر الصورة
ألقاب التفخيم والتعظيم في الإعلام جاءت كنتيجة طبيعية لعصر الصورة، إذ أصبح الشكل غالباً على المضمون العلمي الرصين.
"يصر ضيوف البرامج الحوارية على استخدام ألقاب تعريفية مضخمة، ويفرضونها على وسائل الإعلام، وقد يصل الأمر بالبعض إلى الزعل (الغضب) في حال لم نلتزمها بسبب المبالغة أو طول اللقب"، بحسب حليمة طبيعة مقدمة برنامج "هنا بيروت" على قناة "الجديد".
فيما تعتقد رئيسة مركز الأبحاث في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية وفاء أبو شقرا، أن "هناك تياراً جارفاً في الإعلام المرئي، لأن التلفزيون هو وسيلة للشكل وليس للمضمون، ويقوم على الاستعراض، والإبهار".
وتنتقد أبو شقرا ظاهرة "الخبراء الاستراتيجيين والمحللين السياسيين" الذين يسيطرون على الشاشات، ولا يتحدثون إلا في السياسة وخطاب الانقسام، ويكررون خطاب الأحزاب وقادته في مقابل انحسار تيار التفكير الهادئ". ومضت في انتقاداتها "باتت قلة من البرامج الحوارية التي تمنح الوقت للتفكير الهادئ، وتستضيف أصحاب الاختصاص في الاجتماع والاقتصاد والذكاء الاصطناعي". ولفتت الانتباه إلى أن ألقاب التعظيم هي من نتاج المشهد الإعلامي العربي، ولضرورات محض دعائية، داعية إلى اعتماد ألفاظ رصينة على غرار "كاتب"، و"صحافي"، و"عسكري متقاعد"، أو "باحث" مثلما يفعل الإعلام العالمي الرصين، لكنها تأسف بسبب" فقدان وسائل الإعلام المرئية الصدقية تجاه الجمهور وانزلاقه نحو أخلاقيات السوشيال ميديا، وتراجع المعايير المهنية"، مشددة على "غياب المعلومة والبيانات والقضايا الاجتماعية عن المشهد الإعلامي لصالح خطاب الفراغ والصراع القائم على الكلام السياسي الترويجي والفضائح وتسريبات القيل والقال".
في مقابل الكلام المسطح الذي يتعرض لانتقادات، يبرز المحلل المؤدلج، وخبير الخطاب الموجه وتسيطر هذه الشريحة على المشهد إبان الأزمات، والاصطفافات السياسية، فيأخذ الضيف "الخبير" قالب "البوق الدعائي" الذي يظهر على قنوات دون غيرها من أجل الحفاظ على تماسك جمهورها.
المحاور في مواجهة "الأبواق"
الصحافي يزبك وهبة مقدم برامج في المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBCI" يتمسك بدور المحاور في الاستعلام عن ضيفه وأعماله، وتحديداً ذاك الذي يستضاف للمرة الأولى، لافتاً إلى سؤال الضيف عن اللقب التعريفي الذي يفضله، لكن وهبة يبدي أسفه للاستخدام الفضفاض للقب "المحلل السياسي"، وتحول بعضهم إلى "أبواق لهذه الجهة أو تلك"، مفضلاً استعمال "كاتب سياسي" لوصف موقعهم الحقيقي الملتزم، لأن "من شروط المحلل أن يكون موضوعياً، ويسلط الضوء على النقاط المضيئة، والإخفاقات للأطراف كافة، وألا يلتزم الترويج لمواقف حزب معين لقاء سلة منافع".
يذكر الصحافي اللبناني يزبك بوجود خبراء معتمدين في أهم القنوات العالمية، كأن يكون لديها خبراء ثابتون في الشؤون الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية، حيث يتمتع هؤلاء بالكفاءة والاختصاص والحياد وحرية النقد. ويشير إلى انفتاح "LBCI" على مختلف وجهات النظر، لكنه لا ينفي "اضطرار القناة إلى استضافة الأبواق بسبب نقلهم مواقف هذه الجهة وتلك". إلا أنه في المقابل، يتحدث عن "استضافة أشخاص من وجهات نظر مختلفة وفي حال لم يتمكن المحاور من استقبال ممثلين للفرقاء كافة، عليه لعب دور الرأي الآخر، من خلال تصويب النقاش وتذكير الضيف بأن آراءه نسبية وإشعاره أن هناك من لا يتبنى مواقفه".
يقر وهبة بإسهام وسائل الإعلام في تلميع صورة بعض الضيوف، وتفتح الطريق أمامهم للعب دور سياسي، أو موقع ما، "إذ نعيش ضمن فضاء إعلامي مفتوح أمام الجميع، يصطفي المشاهد من يشاء ولديه حرية الخيار". ويلفت الانتباه إلى أن "هناك بعض الخبراء يجيدون اللغة المبسطة، ويحبهم الناس"، و"في بعض الأحيان نتصل بالأحزاب لإرسال ممثل عنهم لتقديم وجهة نظرهم في البرنامج، والحفاظ على التوازن، فيفضلون عدم مشاركة حزبهم، ويسمون صديقاً مقرباً منهم". ويتحدث عن المزايا التي تؤهل الفرد للنجاح إعلامياً، "لدينا أناس يتمتعون بكاريزما فطرية، فيما يحتاج آخرون للتدريب"، ومن ثم "هناك أناس يجيدون ملكة الكلام، دون مضمون أحياناً، في مقابل، هناك أصحاب مضمون، دون ملكة التواصل والتعبير عبر الشاشة، وهذا الأخير قد يتعرض للظلم في حال استضافته في حلقة مطولة"، لذلك "يمكن مساعدتهم من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة كما يحصل مع الرؤساء الفرنسيين".
لكل موضوع ضيف... ولكل ضيف بورصة ألقاب
جيسي طراد صحافية لبنانية في قناة "MTV" تقدم برنامج "بيروت اليوم"، تحدثت بدورها عن دور ثقافة المحاور وخبرته في اختيار الضيوف الخبراء، منبهة إلى الآلية المعتمدة في القناة من خلال دراسة موضوع الحلقة، والضيوف المناسبين و"مجموعة معايير معتمدة لاختيار الضيوف، حيث تعطي الأولوية للموضوع، ويبحث عن أصحاب الاختصاص في القضايا المالية والاقتصادية والحقوقية، كما يجب أن يتمتع الضيف بحيثية وكفاءة مهنية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الشق السياسي، ترى طراد أن "الحدث هو الذي يفرض نفسه، ويدفع إلى اختيار الضيف"، أما ثالث المعايير، فهو "يرتبط بمن ينجح في الإطلالات المباشرة".
وعن تحديد اللقب تقول طراد "الماء يكذب الغطاس"، "ففي حال تمسكه بالتعريف عنه كخبير استراتيجي، وأظهر ضعفاً على الشاشة، فهو يسيء إلى نفسه وصورته، وسيستبعد لاحقاً من الشاشة في حال قدم نفسه بلقب أكبر مما هو عليه".
بورصة ألقاب الإعلام تلاحق الضيوف
تعاني البرامج الحوارية أيضاً نقصاً في الشخصيات التي لم يسبق أن أطلت في وسائل الإعلام، فكثرة المنصات الإعلامية تستهلك كثيراً من الضيوف.
هنا تشير الإعلامية حليمة طبيعة إلى أنه "عند استضافة البعض نجده يرفض إطلاق اسم كاتب سياسي أو صحافي، وإنما يطلب كتابة مدير مركز دراسات أو مدير وكالة كذا، وعند البحث عنها نجد أن أعداد متابعيها أو مشاهديها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة". وتقول "في كثير من الأحيان يراجع الضيف المحطة من أجل تعديل اللقب، لأنه يعتقد أنه غير مناسب لموقعه، لذلك بتنا نراعيه ونترك للضيف تحديد التسمية المفضلة بشرط أن يتناسب مع سعة الشاشة للقب ولمختلف المواضيع على الشاشة".
دخلاء على المهنة
ويطرح مدير البرامج بشبكة قنوات "صدى البلد" المصرية الصحافي وليد رمضان جانباً جديداً في القضية، إذ يقول إن هناك أزمة تعيشها المحطات التلفزيونية في التوقيت الراهن بسبب التوسع في منح الضيوف ألقاب وتسميات مثل "ناشط وخبير ومحلل" وغيرها من الألقاب التعريفية التفخيمية، على رغم كونها لا تدلل على وظيفتهم الحقيقية، وهو ما يجعل المشاهدين والمتلقين ينظرون إلى تلك التسميات بنظرة ريبة وشك، ويعتبرون هؤلاء الضيوف دخلاء على المهنة ولا يمكن الاعتماد عليهم كمصادر رئيسة في تحليل الأخبار أو الحصول على المعلومات.
ويعتقد رمضان أن المسؤولية تقع على عاتق الإدارات في القنوات التلفزيونية ورؤساء التحرير ومعدي البرامج، علاوة على مقدمي البرامج الذين يتحملون أيضاً مسؤولية التحقق من هوية الضيوف التعريفية. ويشير إلى ضرورة التنبه لاختيار الضيوف ممن لديهم تسميات وظيفية محددة ويتبعون جهات أكاديمية أو رسمية، من أجل التصدي لتلك الظاهرة، ولاستعادة الصدقية من جديد للقنوات الفضائية.
يعود ليستدرك حديثه قائلاً "رصدت بحكم عملي في المجال التلفزيوني على مدار سنوات طويلة أن بعض الضيوف الذين يظهرون على بعض الشاشات حتى الكبرى منها تحت مسمى خبراء ونشطاء يعملون سماسرة عقارات وبعضهم ليس لديه مؤهلات أكاديمية تؤهله للظهور التلفزيوني". ويعتبر أن الحل يكمن في عمل دورات تدريبية لجميع العاملين بمنظومة العمل التلفزيوني، بما يشمل إدارات التحرير ومعدي الفضائيات لكي يكونوا أكثر مهنية وتخصصاً ولديهم القدرة على اختيار وفرز الأسماء المناسبة للظهور على الشاشات، علاوة على وضع ضوابط محددة لمنع تلك التجاوزات والاختراقات، موضحاً أن هناك عديداً من الكفاءات المهنية من الباحثين والمتخصصين والأكاديميين يمكن الاعتماد عليهم كمصادر رئيسة في تحليل الموضوعات التي تطرح على الشاشات، دون اللجوء للضيوف أصحاب التسميات الوظيفية الذين ليس لديهم أي سند علمي أو قانوني في ذلك.
"من غير المقبول إطلاق لقب خبير أو ناشط على الضيوف الذين يظهرون أمام الناس على شاشات التلفزيون لأنها تسميات عفا عليها الزمن"، بحسب ما يرى رئيس تحرير شبكة تلفزيون قناة "النهار" المصرية الصحافي سامي عبدالراضي، موضحاً أن مسؤولي البرامج التلفزيونية عليهم التدقيق في اختيار الضيوف ومراجعة تسمياتهم الوظيفية قبل ظهورهم على الشاشات الفضائية.
ويشير عبدالراضي إلى أنه عند اختيار الضيوف يجب مراعاة المتخصصين في القضية محور النقاش، مستشهداً بمثال "إذا كان الحديث حول قضية رياضية تتعلق باللوائح فينبغي أن يكون الضيف متخصصاً في اللوائح الرياضية". ويرى أن استضافة شخصيات غير مؤهلة ولا تملك تسميات وظيفية واضحة ومحددة على شاشات التلفزيون بمثابة خطأ جسيم، قائلاً "الجريمة دائماً في مهنتنا لأننا من نأتي بهؤلاء الضيوف لكي يظهرون أمام الجمهور على الشاشات، ولو قمنا بعمل بحث دقيق سنجد أن معظمهم نصابين وبعضهم يدفعون مقابل شراء الدكتوراه".
التشكيك في المحتوى
وعن المسؤولية التي تقع على عاتق فريق الإعداد، يقول المعد التلفزيوني بقناة "دي أم سي" أحمد غنيم، إن تحديد الضيف في القنوات الفضائية يقع في المقام الأول على عاتق معدي البرامج بعد التشاور مع فريق العمل ورئيس تحرير البرنامج، مشيراً إلى أن فريق الإعداد التلفزيوني هو يقوم بتحديد المسمى الوظيفي واللقب للضيف عقب عملية بحث معمقة للتأكد من هويته الشخصية وهويته الوظيفية.
ويعتبر غنيم أن تحديد الضيف المناسب في المقابلة التلفزيونية جزء رئيس من مقومات النجاح لأي قناة، متمسكاً بأن إطلاق أسماء "خبراء ومحللين وناشطين" بشكل موسع على عديد من الضيوف أضر بالمهنة وبالمحتوى الذي يقدم على الشاشات التلفزيونية وأصبح المشاهدين يشككون في هوية أي ضيف يظهر على الشاشة إذا كان يحمل تلك الألقاب.
مسؤولية القنوات
وتعقيباً على مسؤولية الفضائيات في تلك القضية، تواصلت "اندبندنت عربية" مع قنوات تلفزيونية عربية عدة، وحصلت على ردود متباينة منها، وإن اتفقت جميعها على أن هناك ضيوفاً يريدون صبغ صفة "تعظيمية" ضمن بورصة ألقاب لأجل الترويج لاسمهم والتقرب من كبار المسؤولين.
قناة "أم بي سي" تلجأ إلى سؤال الضيف عن الصفة التي يرغب في وضعها قبل اسمه، ولكنها – أي القناة – تضع في حدود المعقول ولا تجعل أحدهم يعظم نفسه، فيما تعتمد قناة "الشرق بلومبيرغ" على جلب الضيف بحسب الموضوع وتحدد القناة مسبقاً من يظهر معها، سواء كان كاتباً أو خبيراً عسكرياً، وهناك مساحة للضيف لإبراز صفته، لكن تخضع لتمحيص من فريق الإعداد.
وفي قناة "السعودية الأولى" يحدد الضيف صفته، لكن يتم وضعها في إطار الموضوع الذي يتم مناقشته، "وبعض الضيوف تزعل إذا لم يتم وضع ما اقترحوه". أما في "الإخبارية السعودية" فيحدد الضيف بحسب الموضوع، فلو كان الموضوع سياسياً يتم اختيار أحدهم وتكتب القناة في النهاية "باحث سياسي أو كاتب سياسي"، ولا تكتب "خبير كذا، وخبير كذا"، أما في "تلفزيون الكويت" فيتم سؤال الضيف ووضع ما يقترحه.
استسهال وتراجع القيم
خبراء الإعلام عزوا ما سموه بورصة ألقاب في عالم الإعلام و"حالة الفوضى" في منح الألقاب للضيوف على الشاشات والمحطات التلفزيونية إلى وجود حالة من الاستسهال في استخدام التعريفات الشخصية وعدم الالتزام المحدد بالسير الذاتية للأشخاص.
ويرى الأكاديمي المتخصص في الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم أن ظاهرة بورصة ألقاب الإعلام برزت جلياً بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، ولم تكن موجودة بهذا التوسع من قبل. وأضاف أن هناك كثيرين أصبحوا يدعون أنهم خبراء أو ناشطون أو محللون في القنوات الفضائية، بشكل يفتقر للدقة وأقرب إلى المبالغة وعدم وضع الشخص في مكانته الوظيفية بالشكل الدقيق، موضحاً أن كل مؤسسة تلفزيونية عليها أن تراعي التسميات الوظيفية لضيوفها الذين يظهرون على شاشاتها وعدم المبالغة في الألقاب الوظيفية لهم والالتزام بالوظائف المحددة لهؤلاء الأشخاص.
غير أن الأكاديمي المتخصص في الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور سامي عبدالعزيز يرى أن المسؤولية تقع على عاتق أطراف المنظومة الإعلامية برمتها، وأن هناك تراجعاً جزئياً في منظومة القيم، لافتاً الانتباه إلى أن السوشيال ميديا ليست بريئة من تلك القضية وفي موضع الاتهام، لأن هناك عديداً من الصفحات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي ومدون عليها توصيفات وتسميات تفخيمية للضيوف، وغالباً ما يلجأ معدو البرامج الفضائية إلى استضافة هؤلاء الضيوف بتلك التسميات دون التأكد من هويتهم وتسمياتهم الوظيفية الحقيقية.
ونبه إلى أن مقدم البرامج يتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية، لأنه يحاول إظهار أنه على اتصال مع شخصيات لها أوزان، وأحياناً لا يدقق في حقيقة الشخصيات التي ستظهر في برنامجه، متسائلاً "كيف يقبل الضيف على نفسه أن يطلق عليه لقب ومسمى تعريفي ليس صحيحاً ولا يصحح تلك المعلومات لمقدم الدعوة؟".
ويشير إلى أنه إذا ما ثبت أن هناك انتحالاً أو استخداماً لمسمى في غير موضعه يحاسب من وضع لنفسه هذا المسمى، ومن لم يتحقق منه أيضاً.