ملخص
11 فيلما حاولوا طمرها: من عشاء مع دي كابريو إلى قصة جوني ديب المجنونة، نستعرض أفلاماً كادت ألا ترى النور إطلاقاً
في معظم الأوقات، تخوض صناعة السينما حرب حياة أو موت من أجل جذب انتباهنا، وغالباً ما تضخ الشركات المنتجة ملايين الدولارات - عشرات أو حتى مئات الملايين منها أحياناً - للترويج لفيلم ما (أنا لم أقل أنها فعلت ذلك مع فيلم "باربي" Barbie)، على أمل أن يقرر الجمهور إنفاق أموالهم في شباك التذاكر.
لكن بالطبع كانت هناك حالات لم يكن الأمر فيها كذلك، فعلى مر السنين، قررت الاستوديوهات مرات عديدة دفن فيلم ما وعدم إصداره. في بعض الأحيان، يكون هذا بسبب استقبال الجمهور للفيلم بشكل سيئ، أو تعرضه لانتقادات شديدة من النقاد خلال العروض الأولى في أحد المهرجانات.
في أوقات أخرى، قد يتعرض أشخاص مشاركون في الفيلم لفضيحة من المنتج النهائي - مثلما حدث مع أعضاء فرقة "ذا رولينغ ستونز" الذين انزعجوا بشدة من الطريقة التي صورا بها في فيلم "كوكساكر بلوز" الصادر عام 1972، لدرجة أنهم أحبطوا بشكل أو بآخر إصدار الفيلم النهائي.
كانت هناك أيضاً حالات لممثلين حاولوا دفن أفلامهم الخاصة بعد سنوات من صدورها، مثلما حدث مع بول نيومان في أول ظهور له في فيلم "الكأس الفضية" عام 1954.
في هذا السياق، جمعنا لكم قائمة من 11 فيلماً دفنت عمداً، من "خوخة دون" إلى "يوم بكى المهرج":
1- "الشجاع" The Brave (1997)
فيلم الشجاع، وهو دراما تحكي قصة رجل في طريقه للموت في "فيلم مجنون"، تعرض لخلخلة في وقت مبكر أثناء تطويره عندما قام المنتج عزيز غزال، الذي كان مرتبطاً أيضاً بالإخراج، بقتل زوجته وابنته قبل أن ينهي حياته. تدخل جوني ديب لتمويل الفيلم جزئياً، ثم قام بإخراجه وبطولته أمام مارلون براندو في نهاية المطاف. بعدما تعرض "الشجاع" لهجوم نقدي في عروض المهرجانات الأولى، تم التخلي عن إصداره بالكامل على رغم أنه صدر لاحقاً على أقراص دي في دي خارج الولايات المتحدة.
2- "كوكساكرز بلوز" C***sucker Blues (1972)
كانت فرقة ذا رولينغ ستونز موضوع عديد من الأفلام المشهورة على مر السنين، بما فيها "أعطني مأوى" Gimme Shelter الصادر عام 1970. لكن "كوكساكرز بلوز" كان على هيئة مختلفة. الفيلم الذي صور ميك جاغر ورفاقه بكل تلك الصراحة الصاخبة خلال جولة الفرقة في الولايات المتحدة عام 1972 - بما في ذلك التعاطي النهم للمخدرات والمصيبة التي ترتبت على ذلك - رفضت الفرقة الفيلم حيث توجهت إلى المحكمة وأصدرت أمراً قضائياً بمنع إطلاقه. سمح للمخرج روبرت فرانك بعرض الفيلم أربع مرات في السنة كحد أقصى، بشرط أن تكون العروض ضمن "سياق أرشيفي".
3- "يوم بكى المهرج" The Day the Clown Cried (1972)
ربما يكون أفضل "فيلم حاولوا دفنه" على الإطلاق، إذ تعتبر دراما الهولوكوست هذه للمخرج جيري لويس - التي يلعب فيها مقدم الاسكتشات الكوميدية دور مهرج في سرك مسجون في معسكر اعتقال نازي - مادة تصنع أسطورة في الثقافة الشعبية. لويس نفسه اعتبر أن الفيلم كان خطأ فادحاً، وسعى وراء عدم رؤيته النور مطلقاً. يدعي عديد من الممثلين والنقاد أنهم شاهدوا نسخاً من "يوم بكى المهرج" قبل عميات المونتاج النهائية على مر السنين، وأن جون أوبراين، إحدى كاتبات الفيلم وصفته بالـ"كارثة".
4- "خوخة دون" Don’s Plum (2001)
في منتصف التسعينيات، قام كل من ليوناردو دي كابريو، توبي ماغواير وكيفن كونولي (بطل مسلسل "إنتوراج" Entourage) - أعضاء عصبة الأخوة المشاهير الذين أطلقوا على أنفسهم لقب "بوسي بوس" - بتصوير مشاهد من أجل فيلم "خوخة دون"، وهو فيلم شبه مرتجل بتقنية الأبيض والأسود تدور أحداثه في مطعم. دي كابريو وماغواير اللذان زعما أنهما وقعا على المشاركة في فيلم قصير فقط، رفعا دعوى قضائية في عام 1998 ساعين في منع إطلاق الفيلم. في النهاية سمح لـ"خوخة دون" بالعرض خارج الولايات المتحدة، لكنه لا يزال محظوراً محلياً حتى يومنا هذا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
5- "أنا أحب لوسي: الفيلم" I Love Lucy: The Movie (1953)
في عام 1953، قدم فيلم روائي سينمائي طويل مقتبس من المسلسل الكوميدي التلفزيوني الذي يحمل العنوان نفسه من بطولة لوتشيليه بول وديزي أرناز. في الواقع، عنى هذا أنه تم تجميع ثلاث حلقات من المسلسل في قصة واحدة وإلحاقها بلقطات إضافية. على كل حال، تم تعليق "أنا أحب لوسي: الفيلم" بعد عرض تجريبي واحد وسط مخاوف من أنه قد يصرف الانتباه بعيداً من إصدار الفيلم الكوميدي الرومانسي "المقطورة الطويلة جداً" The Long, Long Trailer الذي يلعب بطولته أيضاً الثنائي بول - أرناز. ظل الفيلم غير مطروح لمدة نصف قرن حتى عرض على المعجبين في تجمع عام 2001، قبل أن يتقرر إصداره على أقراص دي في دي بعد ست سنوات.
6- "أنا أحبك، بابا" I Love You, Daddy (2017)
هذه الدراما الكوميدية بتقنية الأبيض والأسود للمخرج لويس سي كيه مثيرة للجدل في أي وقت. العمل المستوحى من فيلم "مانهاتن" Manhattan لـ وودي آلن - وهو فيلم رحب به سابقاً كتحفة فنية، ويمتلك الآن سمعة سيئة بسبب علاقة الحب الإشكالية بين شخصين تفصلهما فجوة عمرية كبيرة - يعرض حبكة تتضمن علاقة بين فتاة تبلغ من العمر 17 سنة (أدتها كلوي غريس مورتز) مع مخرج يكبرها بالسن كثيراً (جون مالكوفيتش) متهم بكونه متحرشاً جنسياً بالأطفال. في الفترة التي سبقت إطلاق الفيلم، تقوم نساء عدة باتهام سي كيه الذي يخرج الفيلم ويقوم ببطولته بسوء السلوك الجنسي. تخلت الشركة الموزعة عن "أنا أحبك، بابا" وأصدر في النهاية مباشرة على موقع سي كيه الإلكتروني.
7- "أمومة" Motherhood (2009)
واحدة من أكثر الإخفاقات الجسيمة التي لا يمكن تفسيرها في تاريخ الأفلام، يحمل "أمومة" الشرف المخزي بكونه ثاني أكبر كارثة في شباك التذاكر في المملكة المتحدة على الإطلاق. حقق الفيلم الكوميدي - الذي قامت ببطولته أوما ثورمان بعد سنوات قليلة فقط من "قتل بيل" Kill Bill - ربحاً بسيطاً قدره 9 جنيهات استرلينية في ليلة الافتتاح، و88 جنيهاً استرلينياً فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع. من المحتمل أن يكون السبب في ذلك يتعلق باستراتيجية التوزيع الانتحارية التي شهدت ظهور "أمومة" للمرة الأولى في سينما واحدة على الصعيد الوطني: وصف الناقد باري نورمان الإصدار بأنه "كارثة تسويقية وإعلانية". صدق من قال إن الأمومة ليست سهلة.
8- "لا شيء يدوم للأبد" Nothing Lasts Forever (1984)
أفرز برنامج "ساترداي نايت لايف" بعضاً من مشاريع الأفلام الرهيبة حقاً على مر السنين (مثل "رؤوس مخروطية" Coneheads و"إنه بات" It’s Pat)، إضافة إلى بعض المشاريع الرائعة ( مثل "عالم وين" Wayne’s World و"الأخوان بلوز" The Blues Brothers). لكن في أي من المعسكرين يقع "لا شيء يدوم للأبد"؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال - نظراً إلى أن أحداً لم يشاهده حقاً. تتضمن القصة عازف بيانو موسيقي ومؤامرة عالمية حول المشردين وحافلة متوجهة إلى القمر. الفيلم الذي لعب بطولته زاك غاليغان ولورين توم وشارك فيه أيضاً بيل ماري ودان أيكرويد في دورين مساندين، بث مرة واحدة على قناة "بي بي سي تو" وسربه لفترة وجيزة على "يوتيوب" في عام 2011، لكن لم يطلق في الولايات المتحدة بسبب "صعوبات قانونية".
9- "أمة بروزاك" Prozac Nation (2001)
في هذه المعالجة السينمائية لمذكرات إليزابيث وورتزل الصادرة بالعنوان نفسه عام 1994، تلعب كريستينا ريتشي دور فتاة مراهقة تعيش مع اكتئاب غير نمطي. اشترت شركة ميراماكس التي أسسها هارفي وينستاين حقوق توزيع الفيلم في عام 2001، لكن بعد عدد كبير من العروض التجريبية وإعادة المونتاج وضع "أمة بروزاك" على الرف. في نهاية المطاف، شق طريقه إلى شبكة "ستارز" التلفزيونية الأميركية في عام 2005، وأصدر على أقراص دي في دي في السنة عينها.
10- "فجر أحمر" Red Dawn (2012)
هذه النسخة الجديدة من فيلم "فجر أحمر" الذي يتناول الحرب الباردة للمخرج جون ميليوس الصادر عام 1984 قامت بتحديث القصة لتناسب العالم ما بعد أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول)، إذ لعب كريس هيمزورث دور البطولة. بدلاً من الاتحاد السوفياتي، كان الأشرار هذه المرة هم الدولة الصينية. ألغي إصدار أولي في عام 2010 عندما قدمت شركة "إم جي إم" طلباً لإعلان إفلاسها، وبعدما تمكنت الشركة من ترتيب أمورها المالية، تعرض "فجر أحمر" لجدل آخر، إذ بدأت وسائل الإعلام الصينية بالاعتراض على المشروع. في النهاية، تم تغيير الأمة الشريرة إلى كوريا الشمالية (بعد عمليات إعادة تصوير بسيطة)، ومع ذلك، لم يصدر "فجر أحمر" في الصين على الإطلاق.
11- "الكأس الفضية" The Silver Chalice (1954)
ركز معظم هذه القائمة على شركات الإنتاج السينمائي التي دفنت أفلاماً لسبب أو لآخر. لكن ماذا يحدث عندما يدفن المشروع من نجمه؟ هذا ما حدث في حال "الكأس الفضية"، الملحمة التاريخية الصادرة عام 1954 التي كانت أول فيلم يظهر فيله بول نيومان. في عام 1963، كان من المقرر عرض الفيلم لأيام عدة على شبكة تلفزيون محلية في لوس أنجليس. لكن نيومان الذي وصف "الكأس الفضية" بأنه "أسوأ فيلم" في خمسينيات القرن الماضي، دفع 1200 دولار لنشر إعلانات كئيبة في الصحف تحث الناس على عدم مشاهدة الفيلم. أدت الحيلة إلى نتائج عكسية، وتمكنت الشبكة التلفزيونية من جذب مجموعة كبيرة من المشاهدين المتحمسين ليكونوا شاهدين على التجربة الفاشلة للنجم في أداء شخصية المجرم الحقيقي "بوتش كاسيدي".
© The Independent