بطلان رياضيان أميركيان عرضة للعقوبة جرّاء احتجاجهما على "الظلم" و "العنصرية في بلادهما

تدرس "اللجنة الأولمبية الأميركية" (USOPC) فرض عقوبات على لاعبين رياضيين عبّرا عن احتجاجهما ضدّ الظلم في الولايات المتحدة الأميركية خلال عزف النشيد الوطني الأميركي في "دورة الألعاب الأميركية" خلال نهاية الأسبوع الماضي.

رفعت غوين بيري، رامية المطرقة الأميركية التي فازت بالميدالية الذهبية في هذه اللعبة خلال "دورة الألعاب الأميركية" يوم السبت الماضي، قبضتها في نهاية عزف النشيد الوطني الأميركي احتجاجاً على ما أسمته "الظلم الشديد".

وعلقت بيري على ذلك لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية اليومية قائلة "أحبّ تمثيل بلادي. أميركا بلد عظيم، بل إنها أفضل بلد في العالم. ومع ذلك، نتحمّل في الوقت الراهن ظلماً تامّاً ومطلقاً لا لبس فيه، إنه ظلم شديد".

قبل خطوة بيري الاحتجاجية بيوم واحد، جثا بطل رياضة المبارزة الأميركي ريس إمبودين على ركبته بدلاً من الوقوف خلال عزف النشيد الوطني الأميركي، وذلك عقب فوزه بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب التي أقيمت في ليما عاصمة جمهورية بيرو.

ولاحقاً، غرّد إمبودين على "تويتر" قائلاً  "ينبغي أن ندعو إلى التغيير.. يشرفني أن أمثِّل فريق الولايات المتحدة الأميركية في دورة الألعاب الأميركية، التي حصلت فيها على الميداليتين الذهبية والبرونزية. ولكن مع ذلك، انكسرت كبريائي بسبب العيوب الكثيرة التي تشوب البلاد ذات المكانة الخاصة في قلبي. العنصرية والسيطرة على السلاح، وإساءة معاملة المهاجرين، فضلاً عن الرئيس الذي ينشر الكراهية... كلها تتقدّم قائمة طويلة من مظاهر الظلم"، بحسب تعبيره. وأضاف أنه اختار "التضحية بلحظة الاحتفال بفوزه على منصة التتويج من أجل توجيه الانتباه إلى قضايا أعتقد أنها بحاجة إلى معالجة. كذلك أرجو الآخرين أن يستخدموا منصاتهم من أجل التمكين والتغيير".

من جانبها، قالت اللجنة الأولمبية الأميركية في بيان لها بهذا الشأن إن اللاعبين انتهكا الشروط التي وافقا عليها من أجل المشاركة في دورة الألعاب الأميركية، وهو حدث رياضي صيفي سنوي يدوم أياماً عدة.

وذكر مارك جونز المتحدث باسم المنظمة، في تصريح ادلى به لوكالة "أسوشيتيد برس" أن "كل رياضي يشارك في دورة الألعاب الأميركية لعام 2019 يلتزم بشروط الأهلية، بما فيها الامتناع عن الاحتجاجات ذات الطبيعة السياسية. وفي الحالة الأخيرة، لم يفِ ريس بالوعد الذي قطعه على نفسه  للجنة المنظمة واللجنة الأولمبية الأميركية".

وأضاف البيان الذي صدر قبل أن ترفع بيري قبضتها احتجاجاً يوم السبت الماضي أن اللجنة "تحترم حق بطل مبارزة الشيش في التعبير عن وجهة نظره، لكننا نشعر بخيبة أمل لأنه اختار ألا يحترم التزامه.. قيادتنا تتابع النتائج التي قد تترتب على ذلك".

ولم يمرّ وقت طويل قبل أن تصدر اللجنة البيان نفسه رداً على احتجاج غوين بيري.

جدير بالذكر أن إمبودن كان جثا على ركبة واحدة خلال عزف النشيد الوطني الأميركي في إحدى مباريات كأس العالم لكرة القدم في عام 2017. وأثار هذا الشكل من الاحتجاج الجدل في عام 2016 عندما ركع لاعب كرة القدم السابق كولن كايبرنيك على ركبته رافضاً الوقوف خلال عزف النشيد نفسه، وذلك اعتراضاً على العنف الذي تمارسه الشرطة تجاه السود في الولايات المتحدة الأميركية.