Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رأس "فاغنر" مقطوع وحري بمرتزقة المجموعة الخوف

ورد أن معظم أفراد فريق القيادة العليا في "فاغنر" كانوا على متن الطائرة التي تحطمت في روسيا. ويرى المسؤولون الأمنيون في الغرب أن يفغيني بريغوجين وأفراد مجموعته قد شعروا بثقة زائدة، وفاتهم مدى وحشية بوتين

نقل جثامين من موقع تحطم الطائرة في روسيا (رويترز)

ملخص

يرى المسؤولون الأمنيون في الغرب أن يفغيني بريغوجين وأفراد مجموعته قد شعروا بثقة زائدة وفاتهم توقع مصيرهم

لم يكن اسم يفغيني بريغوجين وحده المذكور في قائمة ركاب طائرة "إمبراير" Embraer المنكوبة، حيث اشتملت أيضاً على أسماء أقرب معاونيه العسكريين والمدنيين، وعلى أسماء قادة "فاغنر"، من ذوي الخبرة المخضرمين. ومع مقتل هؤلاء، سيبقى عناصر مجموعة المرتزقة من دون قيادة فاعلة [يعتد بها] في مواجهة مستقبل مليء بالتحديات والغموض. لقد كان تدمير الطائرة أفضل وسيلة للقضاء على الرجل الذي تجرأ وحاول الانقلاب ضد فلاديمير بوتين، وعلى آخرين معه كان من يتوقع أن يوجهوا المرتزقة في عملية انتقامية، بالتالي بات رأس "فاغنر" مقطوعاً فعلياً.

ومع تصفية كبار قادة المجموعة، يثار سؤال حول من سيتولى عملياتها المربحة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وسط احتمال بأن تنتقل قياد [فاغنر] إلى أيادي [القيمين على] الكرملين وحلفائهم. وكشفت مصادر من المعارضة الروسية أنه لم يعرف بعد حصة ليوبوف، زوجة بريغوجين التي تمضي إجازة في الهند، في أعمال زوجها، وماذا سترث.

كان بين ركاب الطائرة أيضاً دميتري أوتكين، شريك تأسيس المجموعة المعروف بلقبه الحربي "فاغنر" – الملحن الأثير على قلب أدولف هتلر - وقد سميت المجموعة تيمناً به. واعتبر الرجل، الذي كان في السابق ضابطاً في الاستخبارات العسكرية والقوات الخاصة "سبيتسناتس"، بمثابة اليد اليمنى لبريغوجين، ويسود الاعتقاد أنه الشخص الذي نظم المسيرة الزحف على موسكو في يونيو (حزيران) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك [اشتملت قائمة الركاب على اسم] فاليري تشيكالوف، الذي كان مسؤولاً بازراً في إدارة شؤون بريغوجين و"فاغنر" المالية، بصفته المشرف على جميع المشاريع المدنية في الخارج والمشرف على [تأمين] الدعم اللوجيستي للمجموعة. وكان من كبار القياديين التنفيذيين ضمن مجموعة "كونكورد" التابعة لبريغوجين، التي فازت بعدد من العقود الحكومية، بما في ذلك عقود توريد وجبات طعام، وهو ما أدى إلى منح قائد "فاغنر" لقب "طباخ بوتين". وكان تشيكالوف أيضاً رئيساً لشركة "نيفا جاي أس سي" Neva JSC، التي تمتلك "يورو بوليس أل أل سي" Euro Polis LLC، وهي الشركة المرتبطة بجميع مشاريع "فاغنر" في سوريا وأفريقيا.

أما يفغيني ماكاريان، الذي كان يستخدم اللقب العسكري "ماكار"، وسيرغي بروبوستين، المعروف بلقب "كيدر"، فكانا مقاتلين من ذوي الخبرة في "فاغنر"، وقد شاركا في عدد من مهام المجموعة - بما في ذلك في أوكرانيا وسوريا. وبحسب التقارير، أشرف بروبوستين على تفاصيل حماية بريغوجين الشخصية. وبالنسبة إلى نيكولاي ماتوسييف، يعتقد باحثون روس أنه قد يكون فعلياً نيكولاي ماتوسيفيتش الذي كان يخدم سابقاً في سوريا.

وكان من المتوقع أن ينتقل بريغوجين إلى بيلاروس في إطار اتفاق توسط فيه رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو لوضع حد للانقلاب في يونيو الماضي. وبدا أنه [بريغوجين] طليق، حيث ظهر في إحدى المرات خلال قمة للزعماء الأفارقة استضافها بوتين في سانت بطرسبورغ. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انتشر مقطع فيديو لبريغوجين، من المفترض أن يكون قد صور في أفريقيا، أعلن فيه أن [عناصر] "فاغنر" [في القارة] يعملون بجد ونشاط.

وأوحى ما تقدم بانطباع مفاده أن بريغوجين قد أصبح ذا أهمية كبيرة للغاية، بالتالي ما عاد بمقدور الكرملين نفيه وتهميشه، علماً أن هذه كانت، على ما يبدو، الصورة التي استعد أعداؤه لتسويقها، بينما كانوا يتآمرون للتخلص منه بصورة دائمة.

"دارت تساؤلات حول سبب السماح لبريغوجين بالتجول بحرية بعد ما ارتكبه فعلياً ضد بوتين. وأعتقد أننا نملك الآن الجواب [الشافي]"، بحسب ما أفاد أحد المسؤولين الأمنيين الغربيين. وتابع أنه "في حال كان هذا الهجوم مدبراً، فإن من خطط له أراد أن يجمع المستهدفين كلهم في مكان واحد، وأن يضعهم في موقع ضعف، كما على متن الطائرة مثلاً. وهنا يتجلى سؤال واحد حول السبب الذي دفع جميع هؤلاء الأشخاص البارزين إلى السفر على متن طائرة واحدة، كونه من الأمور المرفوضة كلياً في مجال الأمن. ولعل ثقتهم بأنفسهم كانت كبيرة فعلاً، أو ربما صدقوا الضمانات التي حصلوا عليها [من السلطات]".

وللتذكير، تؤوي بيلاروس نحو 6000 عنصر من مرتزقة "فاغنر"، بموجب الاتفاق الذي توسط فيه رئيس البلاد والذي أنهى [محاولة] الانقلاب. وكانت بولندا أرسلت 10000 جندي إلى حدودها خلال مناورات عسكرية قامت بها قوات بيلاروس و"فاغنر".

واليوم، لا يزال ما سيبدر عن هؤلاء المقاتلين غامضاً. وقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع [فيديو] لرجال مقنعين يدعون أنهم من "فاغنر"، ويتوعدون بالانتقام. ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أبداً أن ينفذوا هذه التهديدات الموجهة ضد الكرملين.

وأفيد بأن مقتل بريغوجين ورفاقه أثر في نفوس عناصر "فاغنر" وأغضبهم، وأثار قلقاً عميقاً [ومخاوف] حيال ما ينتظرهم. وورد أن مقاتلين مخضرمين في "فاغنر"، ممن سبق أن تحدثوا عن المجموعة، باتوا يتصرفون بحذر [ويترددون] حيال التعبير [عن آرائهم] علناً. وفي هذا السياق، قال نيكولاي أفاناسييف، الذي خدم في حملة سوريا، "إن جنودنا مستاؤون طبعاً وغاضبون، ولكن هناك حاجة أيضاً إلى توخي الحذر. فالغموض سيد الموقف، ويجب أن نفهم ما يحدث، ونقف على الوضع قبل أن نقرر ما نفعل".

وقامت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لمجموعة "فاغنر"، بما في ذلك قناة "المنطقة الرمادية" Grey Zone على تطبيق "تيليغرام" التي يتابعها نصف مليون مشترك، باتهام وزارة الدفاع الروسية علناً بإسقاط الطائرة، إما عبر إطلاق النار عليها بسلاح مضاد للطائرات، أو عبر إخفاء قنبلة على متنها. وأشاروا إلى أن بريغوجين كان "بطلاً من روسيا" قتل على يد "خونة روسيا".

أما المدون والمستشار السابق في الكرملين سيرغي ماركوف، فصرح قائلاً "يجب أن نقتل أعداءنا، وليس أنفسنا. فجميع أعدائنا يحتفلون، ووفاة بريغوجين هي أهم إنجاز بنظر أوكرانيا لهذا العام".

وتتباين وجهات نظر المسؤولين الأمنيين الغربيين والأوكرانيين حول الجهة التي قامت بتنفيذ الهجوم، حيث يحمل المسؤولية أفراد من جهاز الاستخبارات، واستخبارات القوات المسلحة، ووزارة الدفاع الروسية.

وفي كييف، شدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي يوم عيد استقلال أوكرانيا على أن حكومته غير مسؤولة عن مقتل بريغوجين. وقال "إن الجميع يدرك من هم المتورطون [هوية المتورطين لا تخفى على أحد]".

وأوردت تقارير أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية HUR سبق أن تواصلت مع بريغوجين، وزعمت أن قائد "فاغنر" قدم في يناير (كانون الثاني) الماضي عرضاً للكشف عن مواقع الجيش الروسي، مقابل وقف أوكرانيا مقاومتها لقواته في باخموت، بيد أن الاستخبارات رفضت التعليق على هذه التقارير.

وبحسب ما أكده ضابط في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، "كان من الواضح أن بريغوجين صنع لنفسه أعداءً كثيرين في أوساط الجهاز الأمني [الروسي] (والكلمة الروسية هي "سيلوفيكي")، لكن الواضح في الموضوع هو أن العملية ما كانت لتنفذ من دون الحصول على أوامر مباشرة من بوتين، وهو أمر يجب أن يأخذه أصدقاؤنا الغربيون بعين الاعتبار عندما يعرضون علينا التوصل إلى اتفاق مع بوتين. حيث إن بريغوجين أعتقد أنه توصل إلى اتفاق مع بوتين، ولا يخفى [أحد] إلى أين انتهى به المطاف".

"لقد كان الرئيس بوتين نفسه على بعد 325 ميلاً (525 كلم) من موقع الجريمة المزعومة، حيث كان يشارك في الاحتفالات بالذكرى الـ80 لمعركة كورسك. وهو لم يأت على ذكر بريغوجين في الخطاب الذي ألقاه، لكن [أي شخص] لديه بصيرة لاحظ رمزية تحدثه واقفاً أمام أوركسترا - و[الأوركسترا] هي اللقب الذي يطلقه مقاتلو "فاغنر" على مجموعتهم.

وتواصل التعبير عن الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي المؤيدة لـ"فاغنر". وقد كتب صاحب مدونة عسكرية اسمه رومان سابونكوف قائلاً "تحمل [جريمة] قتل بريغوجين تداعيات كارثية. فالأشخاص الذين أعطوا أوامر [بتصفيته] لا يفهمون المزاج [السائد] في الجيش".

ولعل إحدى الخطوات المتخذة لتجاوز هذا التهديد تمثلت في إقالة الجنرال سيرغي سوروفيكين من منصب قائد القوات الجوية للبلاد.

والحال أن سوروفيكين، الذي اشتهر بلقب "الجنرال هرمجدون" بسبب أساليبه الوحشية في حرب سوريا، قد عرف بعلاقاته الجيدة مع بريغوجين وبمشاطرة عداء هذا الأخير تجاه شخصيات [ضمن هرم] الجهاز الأمني [الروسي] - بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو والجنرال فاليري غيراسيموف - بسبب طريقة إدارتهما لمسار الحرب في أوكرانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن سوروفيكين هو واحد من بين قادة عديدين أقالهم بوتين من مواقعهم منذ بداية الحرب. ومن بين هؤلاء الفريق سيرغي كيسيل، والفريق رستم مرادوف، والعقيد العام ميخائيل ميزينتسيف، واللواء فلاديمير سيليفيرستوف، والنائب الأدميرال إيغور أوسيبوف، والجنرال ألكسندر دفورنيكوف، والعقيد العام العميد ألكسندر جورافليف، قد غادروا جميعاً مناصبهم خلال الأشهر الـ18 الماضية.

أما رئيس روسيا، والمسؤول [الأكبر والأساس] عن الغزو، فلا يزال في مكانه، بعد أن نجا من محاولة انقلاب، في حين أن بريغوجين، وهو الرجل الذي قام بالانقلاب، لم ينجُ [وخسر حياته] في إطار مشهد مهيب، بيد أن الخصم التالي الذي سيبرز من جهاز الأمن المتشقق في روسيا يجب أن يعرف أن الطريقة الوحيدة للتغلب على فلاديمير بوتين تكمن في التفوق عليه وعلى وحشيته المطلقة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات