تقطعت السبل بآلاف المسافرين وتأثر أكثر من 200 ألف شخص بالتأخيرات والإلغاءات بعد أن طرأ عطل فني كبير على نظام مراقبة الحركة الجوية في بريطانيا مما أدى إلى إلغاء ما يفوق 1200 رحلة في نهاية عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في المملكة المتحدة.
وطرأ عطل "طال الشبكة بكاملها" وأجبر المراقبون الجويون على إدخال تفاصيل الرحلات يدوياً مما أدى إلى تأخيرات هائلة فيما علق عديد من الركاب في الطائرات التي علقت رحلاتها وبقوا فيها لساعات طويلة.
وفي هذا السياق، قالت "هيئة خدمات الملاحة الجوية" Nats بأنها "حددت الخلل وعملت على إصلاحه". بيد أن المصطافين، الذين يعود عدد كبير منهم من العطلات الصيفية ويفترض بهم أن يعودوا لاستئناف أعمالهم يوم الثلاثاء، كانوا يتوقعون استمرار الفوضى فيما تصارع شركات الطيران للحؤول دون الازدحام [التأخيرات].
وفيما شكل أسوأ يوم من الاضطرابات في الطيران في المملكة المتحدة منذ ثوران البركان الإيسلندي عام 2010، من المتوقع أن يستيقظ ما يناهز 200 ألف راكب صباح يوم الثلاثاء في 30 أغسطس (آب) في مكان لم يخططوا للتواجد فيه.
وفيما بوسع الركاب المتأثرين بهذا العطل المطالبة بنفقات الإقامة في الفندق أو نفقات الطعام من شركة الطيران التي يسافرون معها، لن يحق لهم المطالبة بتعويض قانوني لأن الحالة وصفت "بالظرف الاستثنائي" [الطارئ].
وفي سياق متصل، قالت الخطوط الجوية البريطانية أنه تحتم عليها إجراء "تغييرات كبيرة على جدولها" وحذرت الركاب بعدم الذهاب إلى المطارات من دون التأكد أولاً من أن رحلاتهم ما زالت ستقلع كما هو مخطط لها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال متحدث من مطار هيثرو، أكبر المطارات البريطانية، بأن الرحلات ستبقى "عرضة للتأخير الهائل".
وخلال واحد من أكثر الأيام اكتظاظاً خلال العام بالنسبة إلى المسافرين، طرأ عطل في نظام مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة لساعات عدة مما أدى إلى تعليق أكثر من 1200 رحلة وتأخير ألف رحلة إضافية.
احتسبت "اندبندنت" الأرقام مستخدمةً معلومات من خدمة بيانات الطيران "فلايت رادار 24".
وكان مطار لندن هيثرو الأكثر تضرراً بهذا العطل مع تأثر 312 حركة وصول ومغادرة، وحل قبل مطار غاتويك [على لائحة الرحلات المتأخرة] الذي بلغت حركة الطائرات فيه 300.
وتتضمن أرقام هيثرو عدداً من الرحلات الطويلة المدى بما فيها رحلات مغادرة عابرة للأطلسي متجهة إلى شيكاغو وفيلادلفيا وتورونتو.
وألغي عدد أكبر من الرحلات في مطار هيثرو يوم الثلاثاء بسبب وجود عدد من الطائرات وطواقم عمله خارج مواقعهم.
وشهد مطار مانشستر إلغاء 162 رحلة. أما مطاره الشقيق (الفرعي) لندن ستانستيد فشهد بدوره تعليق 104 رحلات. وحصل 102 إلغاء في مطارَي إدنبره ولوتون وألغت مطارات بلفاست الدولي وبريستول وبرمنغهام أكثر من 50 رحلة.
وكان قطاع الطيران يعمل بكل طاقته مع شبه غياب للتباطؤ والتأخير في النظام خصوصاً في هيثرو وغاتويك، إذ يعد الأول أكثر مطار ذي مدرج ثنائي مكتظ في العالم والثاني أكثر مطار أحادي المدرج مكتظ في العالم.
وفي بيان، اعتذرت هيئة خدمات الملاحة الجوية عن الإزعاج وقالت: "لقد حددنا العطل الفني الذي طرأ على نظام مراقبة الطيران هذا الصباح وعملنا على إصلاحه. سيقوم مهندسونا بمراقبة أداء النظام بدقة وحذر فيما نعاود نشاطنا الطبيعي. لقد أثرت مشكلة مراقبة الطيران في قدرة النظام على تسيير جدول الرحلات بشكل تلقائي مما يعني أنه توجب العمل على إدخال خطط الطيران يدوياً وهو أمر لا يمكن القيام به بالوتيرة والسرعة نفسيهما وهذا ما أدى إلى قيود على تدفق حركة الطيران".
وقامت الهيئة في وقت لاحق بتحديث بيانها قائلةً: "سيستغرق الأمر بعض الوقت لكي تعود حركة الطيران إلى طبيعتها وسنستمر بالعمل مع المطارات وشركات الطيران لمعالجة المسألة".
جيما صالح التي تبلغ 43 سنة والتي تعمل كمدرسة بدوام جزئي في كلية القانون وتعيش في نيوكاسل صعدت على متن رحلة لشركة "إيزي جت" برفقة عائلتها عند الساعة 11:30 من قبل الظهر في سردينيا باتجاه غاتويك ولكن انتهى بها الأمر إلى البقاء عالقةً مع أسرتها في الطائرة لما يناهز الساعتين. وقالت: "قيل لنا مع بدء صعودنا على متن الطائرة إن هنالك مشكلة في كمبيوتر الحركة الجوية ولكن الربان لم يكن يعرف مزيداً من التفاصيل وقالوا لنا إننا سننتظر على المدرج إلى أن نحصل على الإذن بالإقلاع".
من جهته، أهدر جوليان ايكليس من لندن نصف رحلته البالغة أربعة أيام إلى وسط إيطاليا وبحيرة غاردا. فقد ألغيت رحلته على متن "إيزي جت" من غاتويك إلى أنكونا وتوجب عليه عوضاً عن ذلك أن يحجز مع طيران "توي" TUI إلى فيرونا صباح يوم الاربعاء.
وقالت مايسي تراينور إنها علقت مع أصدقائها على مدرج المطار في غلاسكو لمدة ست ساعات من دون طعام أو شراب ولم تزودهم شركة طيران "توي" سوى بمعلومات قليلة.
أما دافيد ميلر، 47 سنة، الذي كان تواقاً للعودة إلى الديار في شيستر بعد أن تعرض للسرقة أثناء إجازته في برشلونة، فوجد نفسه يواجه 12 ساعة من التأخير فور وصوله إلى المطار.
وفيما طلب الربان على متن الخطوط الجوية البريطانية التي تسير رحلته من الركاب الصعود على متن الطائرة في كل الأحوال على أمل الحصول على إذن باكر بالإقلاع، حذر المتواجدون في الطائرة من توقع تأخير مدته أربع ساعات على الأقل. وأشاد بالربان لمشاركته التحديثات مع الركاب وإبقائهم مطلعين وقال ممازحاً: "كان الجميع في جو مرح، لقد بدأ العرض الهزلي في الجو".
وأخبرت جوان كولي بأن المجموعة التي كانت تسافر برفقتها علقت في تركيا من دون توفر أي رحلات بديلة للخطوط الجوية البريطانية ستقلع خلال بقية الأسبوع. وقالت بأنها كانت تبحث الآن عن رحلات غير مباشرة أو [تنظر في] احتمال "العودة إلى الديار بالسيارة".
آشلي بلاني، وهي مساعدة مالية من غلاسكو تبلغ 34 سنة، كانت في امستردام لحضور سباق الجائزة الكبرى الهولندية برفقة أخيها، ولكنهما وجدا نفسيهما عالقين في مطار شيفول.
وقالت بلاني لـ"اندبندنت" بأنهما انتظرا في الصف لأكثر من ساعة أمام قسم التفتيش في محاولة للخروج من المطار ولم يكن بوسع أحد إخبارهما بالمكان الذي يتوجب بهما الحصول على حقائبهما منه ووصفت الوضع "بالكابوس الحقيقي."
وفيما تمكنا من إعادة حجز رحلتهما غداً، سيصلان إلى إدنبره عوضاً عن ذلك، ولم يكن هنالك من فنادق متوفرة للحجز على تطبيق "إيزي جت" بحسب قولها. أما أخوها الذي كان يفترض أن يسافر إلى غران كاناريا عند الساعة السادسة من صباح الغد فلم يعد بإمكانه اللحاق بتلك الرحلة.
وقالت إيريكا فرانكر إنها علقت مع مجموعة من الطلاب في مرسيليا مع تأخير بلغ بضع ساعات. وأضافت: "سنحصل على قسائم تبلغ قيمتها من ثلاثة إلى 4.50 يورو لـ "إيزي جت" مقابل الطعام بعد تأخير دام ثلاث ساعات، ولكن قيل لنا بعدم ترك البوابة لوقت طويل".
كانت إيرين فرانكلين، 60 سنة، ستسافر على متن خطوط "دلتا" من هيثرو إلى أوستن في تكساس مع ابنتها وصهرها واثنين من أصدقائها، ولكن الرحلة ألغيت في الدقيقة الأخيرة. وقالت تعليقاً على ذلك: "قيل لنا إن هنالك تأخيراً لمدة ساعتين، والآن ألغيت. لن تقلع قبل العاشرة من صباح يوم الغد. إنه أمر محبط ومخيب للآمال، ولكن ماذا سنفعل؟"
قال غوردون ويلر بأن ابنته وزوجها وولديهما الصغيرين علقوا في أليكانتي بعد أن ألغيت رحلتهما الأساسية على متن "إيزي جت" يوم الخميس الماضي. توجب عليهم الدفع مقابل الحصول على إقامة طارئة في الفندق والطعام لأربعة ايام وهم يواجهون اليوم تأخيرات إضافية".
كانت المذيعة التلفزيونية غابي لوغان من بين الركاب العالقين على متن رحلة بعد أن أبلغوا بأن المجال الجوي للمملكة المتحدة "مغلق". ولكنها قالت في وقت لاحق بأن الرحلة أقلعت.
أعربت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان عن تعاطفها مع كل الذين تأثروا بهذا الخلل. وقالت للصحافيين: "أدرك تماماً بأن هذا سيزعج خطط سفر الأشخاص، أولئك الذين ينتظرون وصولهم إلى المملكة المتحدة والذين ينتظرون المغادرة، أنا متعاطفة مع كل من تعرض اضطرارياً لأي نوع من الإزعاج جراء ما حصل".
© The Independent