ملخص
قصة قطار نقل خام الحديد من الزويرات المنجمية إلى شاطئ المحيط الأطلسي تحولت إلى عنوان ثابت لزوار موريتانيا
تحولت مقصورات قطار شحن خام الحديد، ينطلق من عاصمة المعادن الموريتانية الزويرات في الشمال إلى ميناء نواذيبو على شاطئ المحيط الأطلسي إلى وجهة لمحبي المغامرة من مختلف دول العالم.
واستقطبت رحلات القطار الذي يعد من أطول قطارات الشحن في العالم مشاهير لتخليد رحلاتهم إلى عمق الصحراء الموريتانية المترامية الأطراف.
وجذبت صحاري موريتانيا وواحاتها وجبالها عشرات المشاهير الغربيين والعرب، فخلال فترة هذا الصيف استقبلت تضاريس محافظتي آدرار وتيرس الزمور مؤثرين عالميين، قادهم شغف الاستكشاف إلى زيارة مناطق في عمق الأراضي الموريتانية معروفة بتنوعها الاركيولوجي ونقاء حبات رمالها الذهبية.
وقبل أسابيع احتفل مؤثران كرواتيان بشهر عسلهما على متن قطار شحن شركة الصناعة والمناجم الذي تحول إلى عنوان ثابت لزوار موريتانيا، ولم يكن كريستيان إليدج وشريكته أندريا كارازوكوفيتش آخر زوار موريتانيا من المشاهير، إذ تبعتهما زيارات لنجوم على منصات التواصل الاجتماعي.
الغرائبية تقود إلى هنا
يجمع أغلب المؤثرين الذين قادت خطاهم لاستكشاف صحاري موريتانيا، على أن البساطة التي تقترب من الغرائبية هي ما جذبهم للأراضي الموريتانية.
وتعافت السياحة في موريتانيا منذ عام 2019 حين شطبت وكالات السفر الأوروبية اسمها من قائمة الدول غير الآمنة، إلا أن جائحة كورونا لم تترك فرصة لتعافي قطاع السياحة.
ومنذ نهاية 2020 عادت أفواج السائحين للأراضي الموريتانية، وبلغت في ذلك الموسم لوحده أكثر من 2500 سائح زاروا البلد الصحراوي ضمن مجموعات سياحية، فيما دخل البلاد أكثر من 55 ألف سائح بشكل فردي أو ضمن فرق الراليات الرياضية التي تعبر الأراضي الموريتانية، بحسب تقديرات المكتب الوطني للسياحة الموريتاني.
وقال مدير الترقية وتثمين المنتوج السياحي في المكتب الوطني للسياحة محمد أحجور إن "السياح الذين يقضون عطلهم في موريتانيا تجذبهم مناظر محافظة آدرار لما تتوفر عليه من مقومات صحراوية، كما أن زيارة مدينتي شنقيط ووادان التاريخيتين في عمق الصحراء والتمتع بالكثبان المحيطة بهما يعتبران من مغريات السياحة في موريتانيا، وغير بعيد يوجد موقع عين الصحراء (قلب الريشات) وهو محط اهتمام عالمي".
البحث عن الريادة
ويقود الناشط السياحي يعقوب زين الدين المعروف محلياً بالرحالة الموريتاني مهمة التعريف بمقدرات بلاده السياحية، ويقول "أقوم برحلات سياحية حول الوطن من أجل التسويق للسياحة في موريتانيا من خلال التواصل الاجتماعي".
ويضيف "يعتبرني السياح سفيرهم لدى موريتانيا، ويتواصلون معي بشكل دائم لأكون دليلهم السياحي أثناء فترة إقامتهم في موريتانيا".
ويسابق المكتب الوطني للسياحة الزمن من أجل تموقع موريتانيا ضمن خريطة السياحة في دول المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء، وينظم المكتب، الذي يبحث لموريتانيا عن موطئ قدم في السياحة العالمية، المؤتمرات المختصة في مجال السفر والسياحة في مدريد وباريس لجذب أكبر قدر من السياح الأوروبيين، الذين تعتمد عليهم موريتانيا في موسمها السياحي الذي يبدأ مع نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام ويستمر حتى نهاية مارس (آذار).
ويقدر محمد أحجور عدد سياح الموسم الماضي بقرابة 3 آلاف قدموا إلى موريتانيا ضمن أفواج سياحية منظمة من مكاتب سياحية أوروبية، وترتبط عاصمة محافظة آدرار السياحية برحلات أسبوعية من باريس وإليها وعدد من المدن الفرنسية.
ويشرف اتحاد السياحة الموريتاني بالتعاون مع المكتب الوطني للسياحة على تنظيم رحلات لأفواج السائحين عبر الجمال للمقيل في واحة تيرجيت والمبيت في صحاري المحافظة، ويستعينون بدليل سياحي وحكواتي من المنطقة لتثقيف السياح في تاريخ المنطقة.
الانفتاح على السياح
ونسج الأهالي في المناطق السياحية الموريتانية علاقات صداقة مع السياح الدائمين الذين يزورون المحافظات السياحية في كل موسم سياحي، إذ يقول محمد ولد بلال، وهو مرشد سياحي نزل في مدينة آطار عاصمة محافظة آدرار السياحية، "كل زوارنا يعودون لنا بعد أول زيارة، ويعبرون عن سعادتهم بمستوى الخدمات وتوفر الأمن وانفتاح الأهالي عليهم، وتربطنا علاقات ود معهم، وهذا ما يجعل من زيارتهم لمحافظتنا ذكرى جميلة يسعون إلى إحيائها دائماً".
وتعتمد خطط موريتانيا لتطوير سياحتها على التركيز على البعد الأمني الذي تحظى به، بخاصة بعد تأثير دول الجوار من أفريقيا جنوب الصحراء نتيجة الأوضاع الأمنية التي تمر بها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن هذه الجزئية يقول محمد أحجور "أتوقع أن يكون للسياحة في موريتانيا مستقبل واعد نظراً إلى ما تتمتع به البلاد من أمن واستقرار، إضافة إلى ما تزخر به من مناظر طبيعية كالشواطئ الجميلة والمحميات الطبيعية والصحراء الشاسعة، إلى جانب كنوز المدن الأثرية التي تحظى بمحبيها من السياح.
ويعول مدير الترقية وتثمين المنتوج السياحي في موريتانيا على زيارات المؤثرين للأراضي الموريتانية، ويضيف "من شأن هذه الزيارات التي يقوم بها المؤثرون والمشاهير لبلادنا أن تتيح فرصة التعريف بمقدراتنا السياحية واستكشافها عالمياً، لما يتمتع به هؤلاء المشاهير من متابعين عالمياً".