Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتغير أهازيج الأندية السعودية مع انتقال أساطير الكرة؟

محلل رياضي يطالب مجالس الجماهير بعدم الانفلات من الهوية السعودية ومختص: استخدام كلمات أعجمية في الأهازيج لن يؤثر في هوية اللغة العربية

في مساء الـ11 من أغسطس (آب) عندما أطلق حكم المباراة السعودي خالد الطريس الصافرة الأولى من بطولة الدوري السعودي لكرة القدم "روشن" 2023- 2024 بين الأهلي والحزم بدأت جماهير نادي الأهلي تهتف بأهازيج جديدة ومتفردة في التشجيع، مزجت بين الأنغام العربية والأوروبية والموسيقى اللاتينية، ومستخدمين كلمات جزائرية كانت مثيرة في المدرجات السعودية.

يبدو أن حال الحراك الكبير الذي تعيشه الأندية السعودية بعد ضم الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم العالمية صيف 2023 لن يجلب مزيداً من جودة اللعب فقط، بل أيضاً مزيداً من الجماهير والمشجعين الذين يشعلون حماسة اللاعبين داخل الملعب بأنغام متجددة، ولن يقل إبداعهم عما يقدمه اللاعب في المستطيل الأخضر، فوسط المدرجات التي يغيب عنها صوت المعلق الرياضي تعلو أصوات الجماهير القوية الهادرة يهزون بها المدرجات بأهازيجهم وأغانيهم التي تبعث الحماسة في نفوس اللاعبين وتهز الثقة لدى الفريق المنافس، لذلك فإن لعب الفريق من دون جمهوره تعد عقوبة رادعة ومؤثرة، فهم "اللاعب رقم 12" في كل مباراة كما يصفهم الروائي والاديب إدواردو غاليانو.

حركة المدرجات

ويمتلك كل فريق في الدوري السعودية رابطة مشجعين خاصة به تهتم بتطوير الأهازيج التي يجتاح إليها جماهير الفريق المدرجات، التي تعد أغلبها مأخوذة من بيئة النادي وجمهوره، وتعكس تنوع الفلكلور السعودي في الألحان.

ومع حركة استقطاب أساطير دوليين إلى الدوري السعودي زاد اهتمام رؤساء رابطة المشجعين وبدأ التنافس لصناعة الأهازيج التي تواكب توسع خريطة جماهيرهم في جميع أنحاء الكوكب، مستخدمين عبارات خاصة وأسماء اللاعبين الدوليين في أهازيجها، لكن هل من الممكن أن نسمع أهازيج بلغات أخرى غير العربية مستقبلاً في وسط مدرجات الاندية السعودية؟ فالأهزوجة ما هي إلا ترجمة حقيقية لمشاعر المجتمع الرياضي.

"وشكون انتوما" تتصدر

وجاءت أهزوجة نادي الأهلي السعودي الملقب بـ"الملكي"، الذي نجح في ضم 10 لاعبين جدد في هذا الموسم بكلمات جزائرية أبزرها "ما سمعوهاش" و"وشكون انتوما"، احتفاء باللاعب الجزائري رياض محرز القادم من نادي مان سيتي، وتحمل معنى استفهامياً موجهاً للخصم. ذكر بدر التركستاني رئيس رابطة جماهير الأهلي بأن الأهزوجة الجديد لم تحتف باللاعب رياض محرز فقط، بل احتفت بالنجوم الكبار المنضمين أخيراً إلى صفوف النادي مثل السنغالي إدوارد ميندي القادم من نادي تشلسي، إضافة إلى روبيرتو فيرمينو القادم من ليفربول، وسانت ماكسميليان القادم من نيوكاسل يونايتد، لكن الكلمات الجزائرية كانت ملفته للجمهور السعودي ولقيت إقبالاً واسعاً لدى جمهور النادي.

هذه الأهزوجة التي أدخلت فيها كلمات جزائرية حققت قبولاً عند بعض الشرائح في الميدان الرياضي وبعضهم الآخر لم يتفق معها، وعلق ضيوف برنامج "برا الـ18" الذي يعرض على قناة الرياضية "اس اس سي" على أهزوجة الأهلي، فذكر المحلل الرياضي تركي السهلي "لدي تحفظ عليها، نحن في السعودية لدينا هوية لفظية ومفردات عظيمة ويستطيع مجلس جمهور النادي أن يستنبط عبارات من لهجات البلاد كافة، مما يجعل الجمهور متوهجاً أكثر".

واستطرد "يجب أن تعيد شركة نادي الأهلي النظر في الهوية اللفظية لمجلس الجمهور، وألا تنفلت مجالس الجماهير في الأندية من الهوية السعودية".

إيقاعات غربية

وقال ياسر الشهراني رئيس مجلس جمهور نادي النصر الملقب بـ"العالمي" الذي فتح باب التعاقدات العالمية في الدوري السعودي بضم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو في يناير (كانون الثاني) الماضي، "أنه بجانب الأهازيج التقليدية والشعبية اعتمد على الطرق الأوروبية واللاتينية في الألحان حتى لا تمل الجماهير من التشجيع".

وعلق الشهراني على تجربة النادي الأصفر في إضافة لغات أخرى للأهازيج، إذ قال "أدخلنا العام الماضي في المدرجات أهازيج تحتوي على عبارات باللغة الإنجليزية، وهي "We trust you"، التي تعني "نحن نثق بك" لكنها لم تحقق انتشاراً واسعاً.

وأشار إلى أن رابطة جماهير نادي النصر لن تصنع أهزوجة كاملة بغير اللغة العربية، بل تعمل على مزج الإيقاعات والألحان مع ثقافة اللاعبين الجدد، موضحاً "حين تدمج الإيقاع العربي مع البرازيلي فالمستمع البرازيلي معتاد على موسيقى ثقافته وحين تندمجها مع كلمات عربية يتفاعل معها، لأنك استخدمت موسيقى ثقافته لإيصال تشجيعك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا خطر على اللغة

ويرى الأستاذ في كلية اللغات بجامعة الملك سعود عبدالرحمن البواردي أن "التشجيع بلغات مختلفة لا يشكل خطراً على اللغة العربية والهوية"، مضيفاً أن إدخال كلمات أعجمية في السياق اللغوي العربي يدخل في ما يسمى في علم اللغويات الاجتماعية بـ"التبديل اللفظي"، الذي يعني "التبديل بين مستووين لغووين مثل المستوى الفصيح والعامي أو لهجتين عربيتين مثل السعودية والجزائرية كما حدث مع نادي الأهلي السعودي، ويستخدم التبديل اللفظي إما لغرض نفسي أو اجتماعي، ويعد التضامن أبرزها، ويقصد بها التحدث بلهجة الغريب ليشعر بأنه جزء من المجتمع وإدخال بعض العبارات الترحيبية لن يهدد اللغة العربية بل يؤدي إلى تقارب بين الشعوب".

مستقبل الأهازيج

ويقول مدير إدارة رابطة المشجعين بالنادي الأهلي بدر تركستاني "بنظرة تفصيلية حول صناعة الأهازيج فإن صياغتها تمر بمراحل تبدأ من كتابة الكلمات وغالباً ما تكون مجانية من شعراء محبين للنادي، وأحياناً شراء الأهزوجة بحسب تقدير اللجنة الفنية وبعد الاعتماد تلحن ثم يحدد عرضها بحسب قوة الأهزوجة تعرض في المباراة ولا تطرح الأهازيج القوية إلا في المباريات الحاسمة".

واتفق مديرو روابط الأندية في حواراتهم مع "اندبندنت عربية" على أن التحولات الضخمة في الرياضة السعودية ستؤثر بشكل إيجابي في مجال التشجيع الرياضي، وتنشأ منه سوق فنية لكتابة كلمات الأهازيج وتلحينها ومعاهد للتدريب.

وأضاف "أن أندية المنطقة الغربية هي قائدة الأهازيج في الرياضة السعودية، وذلك لوجود مجموعة من الفنانين والملحنين المحبين لهذه الأندية، ولأن التراث الحجازي غني بالفلكلور الفني الشعبي المناسب لاستخدام ألحانه في أهازيج الملاعب، كالمجرور والينبعاوي والخبيني".

رقصات عالمية

هناك رقصات وأهازيج انطلقت من الأندية السعودية ووصلت إلى العالم، مثل رقصة جماهير الاتحاد على أنغام "يمشى كدا كدا" التي اجتاحت الملاعب العالمية، وهي تعبير حجازي مجازي لمن يمشي مفتخراً بمنجزه الذي تحقق إثر عمل وجهد، إذ قامت الحسابات الرسمية باللغة العربية على موقع التدوينات القصيرة "إكس" لعدد من الفرق الأوروبية، ومنها مانشستر سيتي وليفربول وبرشلونة وموناكو وروما وميلان وغيرها بالاحتفال على طريق الاتحاد "يمشي كدا كدا".

وعلى صوت الأهازيج النصراوية احتفل البرتغالي لاعب نادي النصر كريستيانو رونالدو بهدفه في شباك نادي الشباب أول من أمس الثلاثاء الماضي، خلال مواجهة الفريقين ضمن منافسات الدوري السعودي للمحترفين.

وظهرت فرحة اللاعب المخضرم وسط تشجيع الجماهير في مدرجات ملعب "الأول بارك" في الرياض، ورأى ناشطون مواقع التواصل الاجتماعي أن رقصة رونالدو مستوحاة من "العرضة" السعودية مبدين إعجابهم بها.

ووصفت صحيفة "ريكورد" البرتغالية خبر فوز النصر بعنوان "رونالدو يحتفل بالهدف بالرقص السعودي ويترك جماهير النصر مبتهجة"، فيما نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية خبراً بعنوان " كريستيانو رونالدو يبهر المشجعين باحتفال جديد وهو يؤدي رقصة سعودية تقليدية".

أرشفة الأهازيج

وأعلنت هيئة الموسيقى السعودية في مارس (أذار) الماضي أنها تعمل على حصر جميع أهازيج الأندية الرياضية السعودية، وتأتي هذه الخطوة بهدف توثيق الأهازيج التي يشتهر بها كل ناد، وترددها جماهيره في المدرجات من أجل مساندة اللاعبين وحثهم على تحقيق الفوز خلال المباريات.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة