عيّن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة، الديبلوماسي المخضرم إليوت أبرامز مبعوثاً إلى فنزويلا بهدف المساهمة في "إعادة الديموقراطية" إليها بعدما اعترفت الولايات المتحدة برئيس الجمعيّة الوطنيّة الفنزويلية (البرلمان) خوان غوايدو "رئيساً بالوكالة" للبلاد.
واعتبر أبرامز، الدبلوماسي السابق الذي عمل خصوصاً في عهدَي الرئيسين الجمهوريين السابقين رونالد ريغن وجورج بوش الإبن، أن الأزمة في فنزويلا "عميقة ومعقّدة وخطيرة".
وسيتوجّه المبعوث الأميركي الجديد إلى مجلس الأمن الدولي اليوم السبت، حيث يعتزم بومبيو "دعوة دول أخرى إلى دعم التحوّل الديموقراطي في فنزويلا".
وذكرت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان إن "بومبيو سيحضّ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على دعم السلم والأمن الدوليين بالاعتراف بخوان غوايدو رئيساً دستوريّاً موقتاً لفنزويلا والدعوة إلى دعم الحكومة الانتقالية في سعيها إلى استعادة الديموقراطية وحكم قانون".
وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة أنه سيوفد وزير خارجيّته خورخي أريزا إلى نيويورك، لحضور الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن فنزويلا.
مواجهة أميركية - روسية
وبينما تلوح نذز مواجهة أميركية - روسية جديدة، قال دبلوماسيون إن واشنطن تضغط من أجل إصدار بيان يبدي فيه مجلس الأمن تأييده الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية باعتبارها "المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل ديموقراطي"، لكن من المتوقع أن تعترض روسيا على هذا التحرك.
وطلبت الولايات المتّحدة عقد جلسة لمجلس الأمن، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافه بغوايدو رئيساً بالوكالة، واعتباره مادورو رئيساً غير شرعي. ويُفترض أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي ونظيره الفنزويلي خورجي أرياثا ووزراء آخرون أمام المجلس الأمن. ووزعت الولايات المتحدة مسودة بيانٍ قبل الاجتماع، جاء فيها أنه "مع استمرار تدهور الأوضاع في جمهورية فنزويلا يبدي مجلس الأمن تأييده الكامل للجمعية الوطنية بوصفها المؤسسة الوحيدة المنتخبة بشكل ديمقراطي في فنزويلا". وتدعو مسودة البيان أيضاً "إلى البدء فوراً بعملية سياسية تفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها مع رقابة دولية، في أقرب وقت ممكن". إلا أن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد الجمعة معارضة موسكو أي محاولة أميركية لجعل مجلس الأمن يؤيد غوايدو رئيساً موقتاً لفنزويلا ، إذ لا بد من الموافقة بالإجماع على البيانات التي يصدرها مجلس الأمن. وقال نيبينزيا قبل أن توزع واشنطن مسودة البيان في ساعة متأخرة من مساء الجمعة: "هذا لن يمر. بالنسبة لنا لم يتغير شيء".
من ناحيته، شدّد وزير الخارجيّة الأميركي على أنّ "إليوت (أبرامز) سيكون مسؤولاً عن كلّ ما يتعلّق بجهودنا لاستعادة الديموقراطيّة في فنزويلا"، مشيراً إلى "تحدٍ عالمي".
وقال إنّ إعلان رئيس الجمعيّة الوطنيّة خوان غوايدو نفسه "رئيسًا بالوكالة" لفنزويلا ليس "سوى الخطوة الأولى من طريق الفنزويليّين نحو الحرّية".
ومن بين الإجراءات الأميركية الهادفة إلى دعم خصم مادورو، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة ستستخدم "الأدوات الاقتصاديّة والدبلوماسية المتاحة لها، من أجل ضمان أن تكون التعاملات التجارية مع الحكومة الفنزويلية" متوافقةً مع الاعتراف بغوايدو، إلا أن الناطق باسم وزارة الخزانة لم يوضح كيف ستضمن واشنطن إجراءٍ كهذا.
وكان مادورو أعلن قطع العلاقات الدبلوماسيّة بين كراكاس وواشنطن، لكن الولايات المتحدة قالت إنّها لن تلتزم القرار، مؤكدةً أن دبلوماسيّيها باقون في كراكاس، لكنّها طلبت من الطاقم الدبلوماسي "غير الضروري" مغادرة فنزويلا.