ملخص
يحذر أبرز خبراء استطلاع الآراء البريطانيين من أن مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر قد يكون بمثابة "الوداع الأخير" لريشي سوناك مع اتجاه حزبه "بثبات" إلى هزيمة انتخابية ساحقة
يحذر أبرز خبراء استطلاع الآراء البريطانيين من أن مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر قد يكون بمثابة "الوداع الأخير" لريشي سوناك مع اتجاه حزبه "بثبات" إلى هزيمة انتخابية ساحقة.
وكتب الأستاذ جون كورتيس لـ"اندبندنت" يقول إن شعبية رئيس الوزراء الأولية "انتفت إلى حد كبير" فيما يعاني لكسب تأييد الناخبين الذين دعموا الحزب في الانتخابات العامة عام 2019. وأضاف أن الناخبين غاضبون الآن بسبب الاقتصاد وهيئة الخدمات الصحية الوطنية والهجرة.
يذكر أن كبار المحافظين يتحدثون عن تقليص طفيف في فجوة الاستطلاعات كدليل على أن التراجع في سياسة صفر الانبعاثات كان ناجحاً - لكن الأستاذ كورتيس أصر على أن المسألة لها تأثير "هامشي" في أحسن الأحوال. وقال إن الأمل الوحيد لتجنب الخسارة هو "حل المشكلة المستعصية" اقتصادياً بدلاً من التركيز على القضايا الجدلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الأستاذ كورتيس مع انطلاق المؤتمر المهم الأحد الماضي "يجد الحزب نفسه في المتوسط خلف حزب العمال بـ18 نقطة في الاستطلاعات - وهذا أفضل قليلاً من الوضع قبل 12 شهراً بعد إزاحة ريشي سوناك ليز تراس من رئاسة الوزراء".
وأضاف الخبير الانتخابي "يبدو المحافظون متجهين من دون تردد على مسار يؤدي إلى هزيمة ثقيلة في انتخابات ستجرى بعد أكثر من سنة بقليل على أبعد تقدير".
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "ديلتابول" Deltapoll أن المحافظين قلصوا تقدم حزب العمال في الاستطلاعات بمقدار ثماني نقاط إلى 16 نقطة، في حين وجد استطلاع أجرته مؤسسة "تكني يو كاي" Techne UK أن تقدم حزب العمال انخفض بمقدار نقطة واحدة إلى 18 نقطة. ومع ذلك، شهد أحدث استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" YouGov تمتع السير كير ستارمر بقفزة من خمس نقاط، مما زاد تقدمه إلى 21 نقطة.
يأتي ذلك في حين:
نفى معسكر ليز تراس مزاعم بأنها ستترشح مرة أخرى للقيادة.
انضمت تيريزا ماي إلى المعترضين في موضوع الخط السريع الثاني للسكك الحديد - وطلبت من سوناك إنهاءه.
واجه سوناك دعوات لإقالة وزيرة الداخلية سويلا برافيرمان "ذات التأثير السلبي".
ناشد محافظون معتدلون رئيس الوزراء على تجاهل "جنون الشعبويين".
طالب محافظون يمثلون مناطق موالية تقليدياً لحزب العمال بتعيين "وزير للشمال".
وقال الأستاذ كورتيس إن محاولة حزب المحافظين "جذب ناخبيه الأساسيين من خلال إبطاء تنفيذ بعض تدابير صفر الانبعاثات لم يكن لها - على الأكثر - أكثر من أثر هامشي في موقف الحزب في الاستطلاعات".
ومع توقع عديد من نواب حزب المحافظين سراً خسارتهم انتخابات عام 2024 - ومواجهة السيد سوناك خلافات غاضبة حول التخفيضات الضريبية وصفر الانبعاثات والقوارب الصغيرة التي تقل مهاجرين غير شرعيين - قال الخبير في الاقتراع إن هناك "خطراً من أن تتحول المناسبة إلى حفلة وداع".
وقال نواب محافظون لـ"اندبندنت" إن مجال آمالهم الانتخابية تراوح - على حد تعبير أحدهم - ما "بين ’كيف نخسر بأفضل ما في وسعنا‘ و’كيف ننتزع نصراً‘".
وعلى رغم التشاؤم، يرى بعض المحافظين ضوءاً محتملاً في نهاية النفق. قال نائب محافظ: "الأسبوع الماضي تمكن [السيد سوناك] من سد الفجوة مع حزب العمال من خلال إظهار أنه يمسك زمام الأمور. إذا كان الاتهام هو أننا بطيئون، يلاحظ الناس أنه يريد تغيير الأشياء".
وقال اللورد هايوارد، العضو المؤثر في مجلس اللوردات، إن المزاج العام "أفضل قليلاً" مما كان عليه لأشهر لعدة. "هناك أمل مرة أخرى. يبدو أن التحرك في شأن صفر الانبعاثات أحدث فرقاً، إذ أظهرت ثلاثة استطلاعات حديثة زيادة. أخبرني نواب محافظون أن ذلك ضرب على وتر حساس خلال الترويج الانتخابي".
لكن عديداً من نواب السيد سوناك يرون في الأيام المقبلة [المؤتمر الحزبي] تجربة يجب تجاوزها بدلاً من الاستمتاع بها. وقال وزير سابق، وهو من أنصار السيد سوناك، إن مهمة زعيمه هي "عدم الفشل [المؤتمر الحزبي]" مضيفاً "يجب أن يكون خطابه خطاباً جيداً للغاية".
ويحض معتدلون رئيس الوزراء على تجاهل "جنون الشعبويين" في الأيام المقبلة، إذ تجمع ليز تراس حلفاءها المتبقين للضغط من أجل تخفيضات ضريبية ويدعو محافظون آخرون إلى اليمين - بما في ذلك المحافظون الجدد بزعامة داني كروغر و"مجموعة كومونز سينس" [ومعناها نواب الحس السليم] Commons Sense Group بزعامة جون هايز - إلى الانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقد تفكر السيدة تراس في الترشح مرة أخرى لقيادة حزب المحافظين في حالة خسارة السيد سوناك الانتخابات العامة، وفق ما نقلته وكالة "بلومبيرغ" عن ثلاثة أشخاص مقربين منها، لكن ناطقاً باسمها نفى الزعم. وأشار إلى تعليقات السيدة تراس نفسها الأسبوع الماضي عندما قالت إنها "بالتأكيد لا" تفكر في الترشح مرة أخرى لرئاسة الوزراء.
كذلك يواجه السيد سوناك ضغوطاً من مجلس الوزراء للتخلص من وزيرة الداخلية سويلا برافيرمان بعد خطابها المثير للجدل حول الهجرة الذي ألقته في الولايات المتحدة. وقال أحدهم لصحيفة "تايمز": "من الواجب إزاحتها في أقرب وقت ممكن لمنعها من تدمير صورة حزب المحافظين أكثر". وقال آخر: "هي تسبب له صداعاً لا يحتاج إليه".
وحض المحافظ الرفيع المستوى دومينيك غريف السيد سوناك على تجاهل السيدة برافيرمان وأولئك الذين "يلعبون على الغرائز الشعبوية" في شأن الهجرة. "الأمر متروك له في ما إذا كانت لديه الشجاعة لمواجهة مجموعة صغيرة خطراً في الحزب".
وقال المدعي العام السابق لـ"اندبندنت" إن دعوات المحافظين اليمينيين للانسحاب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "متهورة إلى درجة أنها تحتوي على عنصر من الجنون" و"خيال ضار في شكل خطر".
ويتعين على السيد سوناك أيضاً التعامل مع عدد الممتعضين المتزايد في شأن الخط السريع الثاني للسكك الحديد، إذ قالت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي السبت إنها "تتجادل" مع حكومة سوناك [في محاولة لدفعها] إلى بنائه بالكامل. "نحن في حاجة إلى توسيع القدرة الاستيعابية لسكك الحديد لخدمة الشمال الغربي".
ودعا بيان أصدرته مجموعة البحوث الشمالية Northern Research Group المؤلفة من نواب محافظين إلى تعيين وزير للشمال، وتعزيز المسؤوليات الضريبية المحلية، وبناء 500 ألف منزل إضافي في المنطقة، وإعطاء الأولوية لخط للسكك الحديد يربط بين الشرق والغرب.
وقال الأستاذ كورتيس إن الاستطلاعات أظهرت أن السيد سوناك يجب أن يركز على تحسين الاقتصاد وهيئة الخدمات الصحية الوطنية بدلاً من الانغماس في معارك من قبيل "الحرب الثقافية" في شأن تغير المناخ وعبور المهاجرين القنال الإنجليزي.
وأضاف: "الرسالة واضحة. إذا أراد المحافظون استعادة دعمهم المفقود، هم في حاجة إلى حل الأزمة المالية العامة والاقتصادية في بريطانيا والمتمثلة باقتصاد ضعيف، ودوامة تضخمية، وخدمات عامة سيئة الأداء".
وأكمل: "هذا يعني خفض أوقات الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وكذلك خفض معدل التضخم إلى النصف. من غير المرجح أن تكفي محاولة تركيز انتباه الناخبين في مكان آخر، مثل ما يسمى بـ’القضايا الخلافية‘ على غرار الهجرة وصفر الانبعاثات".
وقال الأستاذ كورتيس إن هناك "أدلة واضحة" في الاستطلاعات على أن "انشقاق" [تبدل مزاج] ناخبين صوتوا للمحافظين عام 2019 مرتبط بالغضب من أداء الحكومة في المسائل الكبرى.
وقال اللورد كوبر من ويندراش، مدير الاستراتيجية السابق لدى رئاسة الوزراء في عهد ديفيد كاميرون، لـ"اندبندنت" إن "الأفكار نفدت" لديه وكان ليصوت لأي مرشح يكون في أفضل وضع لهزيمة المحافظين في الانتخابات العامة.
وقال عضو مجلس اللوردات - الذي أطلقت عليه يوماً صفة "خبير الاستطلاعات المفضل" لدى رئيس الوزراء السابق، إن "الأفكار نفدت، والطاقة نفدت" لدى حزب المحافظين. وأضاف: "لا وضوح في القيادة. هو ليس حزباً على الإطلاق... هو مجموعة من الفصائل المنقسمة بمرارة إلى حد كبير والمجمعة معاً لأن هناك انتخابات مقبلة".
كذلك قال المحافظ السابق، الذي طرد من الحزب بسبب معارضته بريكست، إن احتمال التخلي عن الخط السريع الثاني للسكك الحديد كان "قراراً غبياً كارثياً"، مضيفاً: "أعتقد أن كل ما يفعلونه تحدده السياسة الانتخابية ومحاولة وضع خطوط فاصلة وأوتاد وفخاخ لحزب العمال بدلاً من القيام بما هو في مصلحة البلاد".
وقال المسؤول السابق في رئاسة الوزراء، الذي زامل السير كير ستارمر في المدرسة، إنه لا يقدم المشورة إلى زعيم حزب العمال. وكعضو في مجلس اللوردات ليس لديه صوت، لكنه قال إذا امتلك هذا الحق: "سأصوت لأي مرشح في الدائرة حيث أقيم تكون لديه أكبر فرصة لهزيمة المحافظين".
وقال توم لوبوك، المدير لدى مؤسسة "جاي إل بارتنرز" JL Partners للاستطلاعات، إن السيد سوناك كان عليه التركيز على "بناء صورته كشخص يتخذ قرارات كبيرة وبعيدة الأجل لصالح الاقتصاد".
© The Independent