قالت كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، أمس الخميس إن المنظمة رصدت انتهاكات لحقوق الإنسان في السودان تحتاج إلى التحقيق فيها بشكل عاجل وفوري منذ بداية الصراع.
وأضافت روفيرا: "رأينا جميع أطراف الصراع في السودان ترتكب انتهاكات جسيمة بعضها يرقى إلى مستوى جرائم الحرب ضد المدنيين، ومن بينها الاستهداف المتعمد لهم مما أدى لمقتل وإصابة الآلاف".
وأكدت رصد حالات اغتصاب واعتداءات جنسية على النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد، مشيرة إلى توثيق عمليات تدمير ونهب للممتلكات الخاصة والمنازل والشركات، مضيفة "كل هذه الانتهاكات مستمرة".
واتهمت روفيرا أكثر من طرف على الأرض بالمسؤولية عن هذه الحوادث، وأكدت على أن "الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المختلفة المتحالفة مع طرف أو آخر كلها ترتكب مثل هذه الحوادث على الأرض".
"حالة طوارئ إنسانية كبرى"
من جانبها، حذرت منظمة "هانديكاب إنترناشيونال" غير الحكومية من أن "الاحتياجات الإنسانية تزداد كل يوم" لحوالى 400 ألف لاجئ سوداني فروا من القتال إلى تشاد المجاورة، مؤكدة أن "1500 إلى ألفي شخص يعبرون الحدود كل يوم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت المنظمة في بيان إن هؤلاء الناس "يعيشون في ظروف كارثية ويفتقرون إلى كل شيء، بما في ذلك الماء والغذاء والمأوى والرعاية الطبية..."، مضيفة أن "المنظمات غير الحكومية القليلة الموجودة في المكان... تواجه أزمة إنسانية طارئة كبيرة ستتدهور من دون دعم فوري وكبير من الدول المانحة".
وفي المجمل، أصبح الآن أكثر من 400 ألف شخص لاجئين في تشاد، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 86 في المئة منهم من النساء والأطفال.
وكل يوم، يواصل العديد منهم عبور الحدود بعد أن يجتازوا كيلومترات سيراً على الأقدام هرباً من القتال الدامي في السودان الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل أن تدخل الميليشيات القبلية أيضاً في المعركة.
وتشاد هي ثالث أقل البلدان نمواً في العالم وفقاً للأمم المتحدة، وغالباً ما لا يتمكن نظامها الصحي المتهالك من تقديم أي شيء للفئات الأكثر ضعفاً.
قبل الحرب الأخيرة في السودان، استقبلت البلاد حوالى 410 آلاف سوداني فروا من الحرب في دارفور (غرب السودان) في العقد الأول من القرن الحالي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين من الكاميرون في غربها ومن أفريقيا الوسطى في جنوبها.
ووفقاً لتوقعات الأمم المتحدة، من الممكن أن يصل قريباً 200 ألف لاجئ جديد من السودان.