غريب أمر هذه الرسالة. فهي مجهولة المصدر، وغير محددة الوجهة، ولم تُرسل عبر بريد، وبقيت 50 سنة مرسلة في البحر... وعلى الرغم من ذلك وصلت.
والمكتوب فيها بسيط ولا يُخفي سّراً، وعلى الرغم من ذلك، كان يمكن حيث كُتبت أن تُعتبر جريمة أو فعل خيانة يمكن أن يودي بصاحبه إلى حبل المشنقة أو إلى سجن في مكان مجهول لا تخرج منه ولا تصل إليه رسائل.
فقد كان المدرّس الأميركي تايلر إيفانوف يجمع الحطب للتدفئة مع أطفاله على شاطئ في غرب ألاسكا، عندما عثر صدفة على زجاجة شمبانيا وبداخلها رسالة.
فتحها فإذا بها مكتوبة باللغة الروسية وبخط اليد ويعود تاريخها إلى عام 1969.
ونصّها: "تحيات حارة من أسطول الشرق الأقصى الروسي
نتمنى لكم صحة جيدة وعمراً مديداً وإبحاراً سعيداً".
ونشر إيفانوف صورة للرسالة على فيسبوك وطلب المساعدة في ترجمتها، مرفقة بصورة للزجاجة الخضراء التي كانت مغلقة بإحكام ولم تتضرر.
وقال "كنت متشوقاً جداً لمعرفة من كتبها".
وقد بحثت وكالة رويترز عن كاتب الرسالة، وعثرت عليه في مدينة سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم على ساحل البحر الأسود.
واسترجع أناتولي بوتسانينكو، (86 سنة) وهو بحار سابق، ذكريات كتابة الرسالة قبل نصف قرن مع زملائه.
وكان ضمن طاقم سولاك، واحدة من سفن أسطول الصيد في الشرق الأقصى الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وهو يحمل صورة بالأبيض والأسود لطاقم السفينة "بدأ الأفراد يقولون... سيأتي وقت نكون فيه طي النسيان. ولن يعلم أحد حتى عن وجود تلك السفينة أو طاقمها. لكن إذا ألقينا زجاجة...".
وعبّر عن أنه لم يتوقع أو يتخيل أن الرسالة يمكن أن تصل إلى مكان بعيد مثل ألاسكا.
لكن احتمال وصولها لم يقلقه، على الرغم من أن ذلك الوقت كان ذروة الحرب الباردة بين بلاده، الاتحاد السوفياتي، القابعة خلف ستار حديدي، وبين والولايات المتحدة.
وأضاف "لم يكن فيها شيء مهم. كانت تحية فحسب... لماذا لا يمكننا أن نرسل تحية لأي بلد؟ حتى للأميركيين. لطالما أحب شعبنا الأمريكيين بغض النظر عما كان يدور من أحداث سياسة".