ملخص
وزير الصحة الإسرائيلي يخاطب نتنياهو "يجب التعامل مع علاج عناصر ’حماس‘ من قبل الجيش أو مصلحة السجون"
ترفض المستشفيات الإسرائيلية تقديم العلاج لعشرات من مقاتلي "حماس" الذين جرحوا خلال المواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود بعد دخولهم إلى إسرائيل، وفي أعقاب تدخل منظمات حقوق الإنسان المختلفة ومحادثات داخلية، إلى جانب احتجاجات أهالي جرحى إسرائيليين أمام المستشفيات التي نقل إليها جرحى "حماس"، قررت الأجهزة الأمنية بالاتفاق مع وزير الصحة الإسرائيلي موشيه أربيل، فتح مستشفى موقت في قاعدة عسكرية لمعالجتهم على رغم احتجاج رؤساء المجالس الإقليمية في الجنوب وغلاف غزة على إقامة هذا المستشفى.
لكن معظم الجرحى نقلوا إلى عيادة سجن الرملة ومراكز طبية تابعة لعيادات مصلحة السجون في إسرائيل، وفي ذلك تقول رئيسة مجلس إدارة جمعية "أطباء" لحقوق الإنسان لينا قاسم حسان لـ"اندبندنت عربية" إن "العيادات التابعة للسجون الإسرائيلية غير مؤهلة بتاتاً لتقديم العلاج لجرحى ’حماس‘، وبينهم من يحتاجون إلى عمليات ونوعية علاج غير متوافرة إلا في المستشفيات العادية".
وشددت على أن جمعية "أطباء" لحقوق الإنسان تتابع عن كثب وضع الجرحى لضمان تقديم العلاج لهم، وقالت "توجهنا مع جمعيات أخرى بأكثر من رسالة إلى المسؤولين نطالب بالتعامل معهم كأسرى حرب، بغض النظر عن أي جانب آخر متعلق بهم، فكل إنسان له الحق بالحصول على العلاج، وما حصل برفض المستشفيات تقديم العلاج لجرحى ’حماس‘ يشكل سابقة خطرة. فالمستشفى الذي تصل إليه أي حالة ملزم باستقبالها، وبعثنا برسالة إلى وزير الصحة في هذا الشأن".
حرب الأسرة البيضاء
وكان الوزير أربيل بعث برسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في أعقاب احتجاج الأهالي وتظاهراتهم بعدما استقبل أحد المستشفيات جريحاً من "حماس"، يطالبه فيها بإصدار تعليماته للأجهزة الأمنية بنقل مسؤولية علاج هؤلاء الجرحى إلى الجيش ومصلحة السجون، وجاء في الرسالة "في هذه الساعات الصعبة على مستشفيات إسرائيل التركيز وبذل جهودها لتقديم العلاج الأفضل والكامل لضحايا المجزرة التي ارتكبت السبت"، مضيفة "علينا ضمان تقديم العلاج السريع والكامل أيضاً للجنود حتى يتمكنوا من التعافي والاستعداد لما ينتظرنا في الأيام المقبلة. وتقديم العلاج لهؤلاء ’الإرهابيين‘ يقوض كل الجهود المبذولة للنجاح في معركتنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأنهى الوزير رسالته بالقول "يجب التعامل مع مسألة علاج عناصر ’حماس‘ من قبل الجيش أو مصلحة السجون، ومن الممكن لوزارة الصحة أن تقدم الدعم لهما إذا اقتضت الحاجة".
وبموجب هذه الرسالة تم الاتفاق على إقامة مستشفى موقت، وحتى كتابة هذه السطور هناك رفض كامل واحتجاجات واسعة من قبل سكان الجنوب وغلاف غزة وكذلك عائلات الجرحى، وبعث رؤساء المجالس الإقليمية في الجنوب برسالة إلى وزير الصحة ورئيس الحكومة يرفضون فيها إقامة المستشفى، مما يعني أن أكثر من 300 جريح من الحركة، وفق التقديرات، لا يحصلون على العلاج المناسب لهم.
من جهته لم يؤكد الجيش أنه باشر في إقامة المستشفى الموقت، لكنه أشار إلى أن المحادثات لا تزال مستمرة مع وزارة الصحة.
نحو الكارثة الإنسانية
رئيس جمعية "أطباء" لحقوق الإنسان رافي فيلدمان ينظر بعين الأسى إلى قرار امتناع المستشفيات في إسرائيل عن استقبال جرحى "حماس"، ويوضح أنه يعمل في مستشفى "تل هشومير" في إسرائيل وفي حال وصول مصابين من "حماس" فسيستقبلهم وسيقدم لهم العلاج اللازم بغض النظر عما حصل السبت الماضي.
وعن غضب واحتجاج أهالي المصابين الإسرائيليين، قال "هذا الأمر ينافي جميع المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، وهؤلاء أسرى حرب بكل ما تعنيه الكلمة، وما كان على وزير الصحة أن يشارك في موقف كهذا".
يشارك فيلدمان والطبيبة لينا قاسم حسان ومجموعة من أطباء الجمعية كل شهرين في زيارة إلى غزة لتقديم العلاج والأدوية اللازمة للمرضى الغزاويين، وهم مطلعون على الوضع الصحي الصعب للمرضى الفلسطينيين، مما يثير القلق لديهم في الظروف الحالية.
يقول فيلدمان، "خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب الحالية كانت المستشفيات في إسرائيل تعاني ضغطاً هائلاً لاستقبالها عدداً كبيراً من الجرحى الإسرائيليين، أما اليوم فالوضع أفضل، ويجب توفير كل الإمكانات لمعالجة مصابي ’حماس‘ بصرف النظر عن أية خلفية".
وكانت الجمعية تقدمت بطلب لفتح ممر خاص لنقل الأدوية والحاجات الضرورية إلى مستشفيات غزة، لكن طلبها، كما يذكر فيلدمان، لم يحظَ برد إيجابي، وعبّر عن قلقه من الوضع الذي ستواجهه المستشفيات وكذلك المرضى الذين يعانون مشكلات صحية خطرة، وكان بعضهم يحضرون إلى إسرائيل لتلقي العلاج، خصوصاً مرضى الكلى والسرطان.
من جهتها قالت الطبيبة لينا قاسم حسان إن هناك محاولة من قبل جمعية "أطباء" الدولية لإصدار بيان مشترك لجمعية الأطباء الفلسطينية والجمعية الإسرائيلية لحث متخذي القرارات من الجانبين على تقديم العلاج الضروري للأسرى المصابين من كلا الشعبين.
وحذرت من أخطار الكارثة الإنسانية التي ستلحق بالفلسطينيين عموماً، والمرضى بشكل خاص، في أعقاب قطع الكهرباء والماء والحاجات الضرورية كافة في غزة، مؤكدة "طالبنا إسرائيل بوقف كل هذا الحصار خلال هذه الأيام الصعبة، خصوصاً قطع الكهرباء والمياه، نظراً إلى تأثيره المباشر والخطر في صحة المواطنين".
يشار إلى أن مستشفيات شمال غزة كانت أبلغت الجيش بعد توزيع المنشور الذي يطلب من السكان إخلاء المنطقة حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم السبت، أنه سيكون من الصعب نقل المرضى والمصابين إذ يرقد مئات المسنين والنساء والأطفال وكذلك الشبان الذين يعانون مشكلات صحية صعبة وإصابات خطرة جراء القصف الإسرائيلي، لكن الجيش رفض هذا الطلب، وبعد انتهاء المدة التي حددها الجيش أعلنت إسرائيل أن العمليات ستستمر على رغم كل شيء.