Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفايات الإلكترونية جبل "خفي" من المواد الثمينة يزداد ضخامة

لا يعيد العالم تدوير أكثر من 17 في المئة من هذه النفايات

فرز للنفايات الإلكترونية الصغيرة في مركز "فيوليا في البرتغال (منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، و"إلكتراو")

ملخص

تصل القيمة التقديرية لمواد الخام في النفايات الإلكترونية إلى 10 مليارات دولار

سجائر إلكترونية ومسيرات وأجهزة كهربائية ودمى ناطقة وملابس غريبة مزينة بأضواء "ليد" وكوابل كهرباء منسية يمكن توضيبها في ملايين الأدراج في المطابخ.

ما يحصل هو أن جبلاً "غير مرئي" من النفايات الإلكترونية لا ينفك يزداد ارتفاعاً كل عام، وفق ما أظهره بحث جديد، مع تراكم مواد خام قد تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار، من ضمنها الحديد والنحاس والذهب.

فالنفايات الإلكترونية هي الأسرع تكاثراً ضمن تدفقات النفايات [عالمياً]، بالنظر إلى انتشار المنتجات التكنولوجية بأسعار أصبحت في متناول عدد كبير من المستهلكين.

وبينما تعيد أوروبا تدوير 55 في المئة من نفاياتها الإلكترونية، إلا أن العالم يسجل معدلات متدنية إلى حد محزن، مع وصول نسبة جمع النفايات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم إلى ما يزيد قليلاً على 17 في المئة، وفق ما كشفته مجموعة رصد تابعة للأمم المتحدة.

ويعني ذلك أن ملايين الأطنان من النفايات تدخل المكبات الصحية أو تحرق، أو يجري الاتجار بها بشكل غير قانوني أو تخزينها في المنازل، بحسب ما كشف منتدى "النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية" Waste Electrical and Electronic Equipment (WEEE) Forum الذي يعمل كمجموعة لا تتوخى الربح من بروكسل.

وبمناسبة اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، كلفت المجموعة منظمة الأمم المتحدة بإجراء دراسة لاحتساب كميات ما سمته النفايات الإلكترونية "غير المرئية".

وفي هذا الإطار، قال باسكال ليروا، مدير عام منتدى "النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية"، "يعتبر كثيرون أن بعض المنتجات التي تعمل بالبطارية أو المتصلة بشبكة الإنترنت، مثل جهاز اكتشاف الدخان أو جهاز التحكم الذكي بدرجة الحرارة، ليست من الأجهزة الكهربائية، وذلك بسبب عدم وجود قابس فيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطول القائمة، لتشمل أجهزة الحلاقة، وفراشي الأسنان، ومحركات التخزين الخارجية [هارد ديسك] وملحقاتها، وسماعات الرأس وسماعات الأذن، وأجهزة التحكم عن بعد، ومكبرات الصوت، وأضواء "ليد"، والمعدات الطبية المنزلية، التي تصنف كلها كنفايات إلكترونية "غير مرئية".

وقد توصل الباحثون إلى استنتاجات مثيرة للذهول حول النفايات الإلكترونية، بعد أن استخدموا خوارزميات لاحتساب كمية المنتجات [الإلكترونية] المطروحة في السوق وتوقع مدة صلاحيتها.

وما اكتشفوه هو أن النفايات الإلكترونية الخفية المتراكمة سنوياً توازي سعة نصف مليون شاحنة زنة 40 طناً، أي ما يكفي ليمتد نطاقها من نيروبي إلى روما.

ويشمل هذا التجمع [للنفايات الإلكترونية] أجهزة سجائر إلكترونية "فايب" Vape تحاكي بوزنها ثلاثة جسور بروكلين، ناهيك بنحو 7.3 مليار لعبة إلكترونية، من بينها مجموعات سيارات سباق، وقطارات كهربائية، وآلات موسيقية، ودمى ناطقة، ومسيرات تشكل جزءاً من المخلفات [الإلكترونية] المتراكمة، بمعدل لعبة واحدة تقريباً لكل شخص على وجه الكوكب.

ولو اعتبرت نفسك ذات يوم مذنباً لأنك تخلصت من درج غامض مليء بالكوابل في منزلك وسط نوبة غضب، فاعرف أنك لست وحيداً. فعام 2022، تم التخلص من نحو 950 مليون كيلوغرام من الكوابل، أي ما يكفي لتلفها حول الأرض 107 مرات.

وفي حين تواجه بلدان كثيرة عراقيل بسبب النقص في خيارات إعادة التدوير، أظهر استطلاع حديث في نحو 12 دول أوروبية أن الناس يشعرون بالارتباك حيال ما يمكن اعتباره نفايات إلكترونية.

لكن الأهم من هذا كله هو أن عدداً كبيراً من هذه المنتجات يحتوي على معادن حيوية مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس.

والحال أن الطلب على هذه المواد هائل بسبب الانتشار السريع لتكنولوجيات الطاقة [الصديقة للبيئة] النظيفة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، وألواح الطاقة الشمسية، والبطاريات ذات سعة تخزين كبيرة لمواجهة أزمة المناخ.

وعلى مر العقود، فرضت الصين سيطرتها على سلاسل إمدادات المعادن الحيوية، وتحكمت بثلثي الإنتاج العالمي تقريباً وبنسبة 85 في المئة من قطاع المعالجات، في حين تعثرت الولايات المتحدة وأوروبا [وواجهت الصعوبات] للحاق بالركب.

وتجدر الإشارة هنا إلى المفوضية الأوروبية والحكومة الأميركية قد صنفتا معدن الليثيوم، المستخدم داخل البطاريات التي يعاد شحنها في السجائر الإلكتروني، كمادة خام ذات أهمية استراتيجية.

بيد أن ملايين السجائر الإلكترونية ترمى في سلة المهملات كل يوم حول العالم، وفق ما أكد ليروي في موجز صحافي يوم الأربعاء، قبل أن يشير إلى أن المنتجات [المذكورة] فيها عناصر مكونة خطرة.

وأضاف أنه "في حال عدم معالجتها [والتخلص منها] بالشكل الصحيح، يمكن أن تتسرب مواد كالرصاص أو الزئبق أو الكادميوم إلى [باطن] الأرض والمياه وتلوثهما".

وفي حين أن سوق استخراج الليثيوم من السجائر الإلكترونية لا يزال في بداياته، تعتبر الكوابل الخارجة عن الخدمة مصدر سهلاً [لاستخراج] النحاس. وبحسب الباحثين، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس بواقع ستة أضعاف بحلول عام 2030، لتلبية الحاجات في قطاعات الطاقة المتجددة، ووسائل النقل الكهربائية، والصناعة، والاتصالات، والطيران والفضاء، والدفاع.

وقال باسكال في الختام: "لقد بُذلت جهود كبيرة وأحرز تقدم كبير في مجال [الحد من] التلوث بمادة البلاستيك. واليوم، زاد وعي الناس حول الموضوع، لا سيما وسط الاستعدادات لإبرام ميثاق الأمم المتحدة حول المواد البلاستيكية بحلول عام 2024. وبالتالي، نأمل حصول الأمر نفسه في مجال [معالجة] النفايات الإلكترونية".

© The Independent

المزيد من بيئة